قوات «تدخل سريع» لحسم الحديدة... و«هزائم صعدة» أربكت تعزيزات الميليشيات

كشف الجيش اليمني أن قوات التدخل السريع التابعة للجيش، باتت تتمركز في مديرية الدريهمي المتاخمة لمحافظة الحديدة وتستعد لاقتحام المدينة وتطهير الأجزاء الجنوبية من المدينة قبل عملية التدخل المباشر للجيش لضمان سلامة المدنيين، فيما أكد أن البوارج البحرية لعبت دوراً مهمّاً في استهداف مواقع الميليشيات الحوثية في الحديدة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه مصدر عسكري يمني لـ«الشرق الأوسط» أن هزائم الميليشيات الحوثية في جبهات محافظة صعدة، أربكت إرسالها التعزيزات والقوى التي كانت تحتاج إليها لصد زحف القوات اليمنية المدعومة من التحالف صوب الحديدة».
التحرك العسكري من قبل الجيش يعقب توافر معلومات استخباراتية بأن الميليشيات الحوثية عمدت في اليومين الماضيين إلى تغيير مواقعها العسكرية، وقامت بنشر مقاتليها داخل المواقع السكنية، والمجمعات التجارية والفنادق، كما تحصنت بالمستشفيات والمراكز الطبية.
وقال العميد عبده عبد الله مجلي المتحدث الرسمي للجيش اليمني لـ«الشرق الأوسط» إن قوات التدخل السريع، قوة مدربة على عمليات القتال داخل الأحياء، وملاحَقة عناصر الميليشيات المتحصنة في المباني، ولديها القدرة على استهداف العناصر بشكل دقيق جدّاً، وهذا ما يعمل عليه الجيش حفاظاً على سكان المدينة من الاقتحام المباشر، وستعمل هذه القوة على تطهير تلك المباني وتمهيد المواقع لتقدم الجيش لدخول الحديدة وتحريرها بالكامل.
وأضاف متحدث الجيش، أن هذه القوات موجودة الآن في الدريهيمي، ومستعدة للانطلاق إلى مدينة الحديدة، وقادرة على تأمين المدينة من عمليات النهب والسلب من الميليشيات الحوثية، موضحاً أن الاستفادة من هذه القوة جاء بناء على عملية استخباراتية رصدت المواقع الجديدة للثكنات العسكرية للميليشيات الحوثية في داخل المدينة واستخدامها لمواقع تجمع المدنيين.
إلى ذلك، نقلت «سكاي نيوز عربية» عن مصادر عسكرية أن قوات المقاومة المشتركة «تقدمت بعمق 3 كيلومترات، وباتت تبعد عن مطار الحديدة الدولي أقل من 6 كيلومترات»، مشيرة إلى امتداد المواجهات «إلى منطقة الطايف والمناطق الزراعية التي تتحصن فيها ميليشيات الحوثي الإيرانية في محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر».
وأوضحت المصادر أن قوات ألوية العمالقة والمقاومة الوطنية والتهامية مشَّطت أمس الجيوب والمزارع، التي كانت تسيطر عليها ميليشيات الحوثي، وسط وصول تعزيزات للقوات المكلفة بتحرير مدينة الحديدة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن العقيد صادق دويد، المتحدث الرسمي لقوات «المقاومة الوطنية»، إحدى ثلاث قوى رئيسية مشاركة في العملية (قوات المقاومة المشتركة) المسنودة بالتحالف إن هذه القوى «تتعزز بقوات جديدة (...) وستشارك في استعادة مدينة الحديدة... في البدء سنعمل على قطع خطوط الإمداد، خصوصاً بين صنعاء والحديدة، ثم محاصرة الحوثيين داخل المدينة وإسقاطها حتى دون قتال».
وقتل 53 من المتمردين في معارك وغارات أمس الأربعاء، وفقاً لمصادر طبية في محافظة الحديدة، بينما قتل سبعة من عناصر القوات المؤيدة للحكومة وأصيب 14 بجروح في المعارك مع الحوثيين.
وقالت مصادر في القوات المدعومة من التحالف إن هذه القوات تستقدم حالياً التعزيزات تمهيداً لبدء «عملية جديدة» لدخول مدينة الحديدة والسيطرة على مينائها، الذي يُعتبر شريان الحياة الرئيسي للمناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين. وقال العميد مجلي، إن تحرير محافظة الحديدة، سيساعد وبشكل كبير في التقدم السريع للجيش إلى كثير من المدن، كون المحافظة لها حدود مع «حجة، تعز، المحويت، ذمار، وإب»، إضافة إلى أهمية قربها من الملاحة الدولية، التي استغلتها الميليشيات وهددت قيادتها باستهداف ممر التجارة الدولي عبر قوارب مفخخة.
ويتقدم الجيش بشكل ملحوظ في جبهات الساحل الغربي، كما يقول العميد مجلي، خصوصاً في جبهة «التحيتا، وزبيد، وبيت الفقيه»، ووصل الجيش الوطني إلى مديرية الدريهيمي، وهي متاخمة لمدينة الحديدة، وتمكن الجيش من تحرير مديرتي «الطائف، والقويزي» وجرى تحرير منطقة «النخيلة» غرب الخط الإسفلتي، وهناك فرار جماعي لعناصر الميليشيات، وواصل التقدم من مفرق «الجاح» باتجاه «الحسينية» التابع لمديرية الفقيه وصولاً إلى منطقة «القبيع».
وأرجع العميد مجلي أسباب التقدم إلى عدة عوامل، في مقدمتها أن المعارك تجري في منطقة مفتوحة، وبعيدة عن التجمعات السكانية، إضافة إلى دعم طيران التحالف العربي الكبير، كذلك البوارج البحرية للتحالف العربي، التي استخدمت أخيراً في ضرب أهداف وتجمعات ومواقع مهمة وحسَّاسة للميليشيات الحوثية داخل مدينة الحديدة، الأمر الذي تسبب في اختلال وارتباك تحركها، فيما أشار إلى أن الروح المعنوية للجيش الوطني مرتفعة وعالية، والخطط التي وضعت لتقدم الجيش وإدارة المعارك تسير وفق ما وضعت إليه، والتي نتج عنها تكبد الانقلابيين لخسائر كبيرة في العتاد نتيجة الضربات المركزة من طيران التحالف.
بدوره، بارك رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عبيد بن دغر، «الانتصارات الميدانية التي تحققها قوات الجيش الوطني، ومعهم المقاومة الشعبية، مسنودين بقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، ومساهمة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الميليشيا الحوثية الإيرانية على امتداد الساحل الغربي ومديريات محافظة الحديدة».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن بن دغر اتصاله مع محافظة الحديدة، الحسن طاهر، حيث «اطلع من خلاله على سير المعارك في مختلف جبهات الساحل الغربي ومديريات المحافظة والانتصارات التي يجترحها الجيش الوطني والمقاومة، وتقدمها الميداني الهادف لتحرير محافظة الحديدة من قبضة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران».
وقالت الوكالة إن رئيس الوزراء أكد أن الحكومة ستقوم بكامل مسؤولياتها في تأمين المديريات المحررة وتوفير الخدمات وصرف المرتبات، وفقاً لتوجيهات رئيس الجمهورية. وكانت قوات حراس الجمهورية التي يقودها طارق صالح نجل شقيق الرئيس السابق علي عبد الله صالح، أعلنت في حسابها على «تويتر»: «اغتنام صواريخ مضادة للسفن وأسلحة ثقيلة متنوعة تركتها ميليشيا الحوثي الإيرانية، وولَّت هاربة مساء (أول من أمس) الثلاثاء»، مضيفة أن ألوية حراس الجمهورية «تمركزت في منطقة الدريهمي حيث تستعد لاقتحام مطار الحديدة بعد سيطرتها النارية الذي يبعد أقل من 15 كيلومتراً من تمركز القوات المسنودة بقوات (التحالف)».