عباس: الدولة لا تقف على شخص ونعزز ثقافة المؤسسة

محمود عباس خلال ترؤسه اجتماع اللجنة المركزية  لحركة {فتح} في رام الله أمس (أ.ب)
محمود عباس خلال ترؤسه اجتماع اللجنة المركزية لحركة {فتح} في رام الله أمس (أ.ب)
TT

عباس: الدولة لا تقف على شخص ونعزز ثقافة المؤسسة

محمود عباس خلال ترؤسه اجتماع اللجنة المركزية  لحركة {فتح} في رام الله أمس (أ.ب)
محمود عباس خلال ترؤسه اجتماع اللجنة المركزية لحركة {فتح} في رام الله أمس (أ.ب)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، إنه يعمل على إرساء نظام المؤسسات، بدل نظام الفرد الواحد.
وأضاف أثناء ترأسه اجتماعا للجنة المركزية لحركة فتح، في أول مهمة له بعد خروجه من المستشفى: «إذا المؤسسة تعمل، فإن كل الأمور تكون بخير ولا داعي للقلق؛ لأنه بصراحة نحن لا نريد أن تبقى ثقافة الفرد؛ بل نريد ثقافة المؤسسة، فإذا آمنا بمؤسساتنا فسنكون قادرين على مواصلة أعمالنا، وهذا ما جرى خلال الأيام الماضية». وأضاف عباس: «لاحظنا أن منظمة التحرير وحركة فتح وغيرها تعمل كماكينة سلسة قوية، وهو ما يطمئن بأن الأمور تسير بخير. نحن نعمل كمؤسسة وهي التي تقود وليس الأفراد. وحين دخلت المستشفى 11 يوما بقيت المؤسسة تعمل، ولم تخرب البلد، ولم تتضرر؛ لأننا استطعنا بناء ثقافة المؤسسة وليست ثقافة الفرد». وتابع الرئيس الفلسطيني: «هناك مؤسسة تعمل، والنهج يعمل، رغم كل الأصوات التي حاولت التفرقة. الشعب الفلسطيني 13 مليون، كلهم لديهم القدرة على العمل والبناء، وبالتالي ليس هناك خوف، ولا ننساق مع الكلام غير المسؤول، ولدينا القدرة على أن نقود 13 دولة». وأردف: «كنت حريصا على هذا اللقاء، ومن العيب أن نقول إن المؤسسة دولة واقفة على شخص، البلد عامرة برجالها». وجاء حديث عباس ردا - على ما يبدو - على إشاعات مرتبطة بمن يخلفه في السلطة.وبث معارضون لعباس أثناء وجوده في المستشفى كثيرا من الروايات حول وضعه الصحي وخليفته المحتمل، مستغلين عدم وجود خليفة معروف له، في حين يوجد خلاف كبير سياسي وقانوني بين «فتح» و«حماس» حول المجلس التشريعي المعطل، الذي يفترض أنه لو كان يمارس عمله لحل مشكلة أي فراغ رئاسي.
وينص القانون الفلسطيني الأساسي، على أن يتولى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني رئاسة السلطة بشكل مؤقت لمدة لا تتجاوز 60 يوما، إلى حين إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية.
وتقول «حماس» إن رئيس المجلس التشريعي عبد العزيز الدويك، وهو حمساوي، وحاز على هذا المنصب بعدما فازت «حماس» في الانتخابات التشريعية عام 2006. وهو الذي يفترض أن يحل محل عباس؛ لكن حركة فتح تعتبر المجلس برمته بحكم المعطل، ولا تعترف برئاسة المجلس الأخيرة، باعتباره يحتاج إلى دعوة من عباس لانعقاده، ومن ثم انتخاب هيئة رئاسية جديدة.
ويعد المجلس الآن بحكم غير القائم. وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن المجلس الوطني بصفته مرجعية السلطة وينوب عن التشريعي، سيقرر في حالة أي مفاجآت. وأضافت المصادر: «في حالة أي غياب قهري للرئيس سيتولى رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون المهمة لحين إجراء انتخابات، باعتبار المجلس الوطني أعلى مرجعية تشريعية للفلسطينيين، ويضم المجلس التشريعي». وكان «الوطني» أعطى المجلس المركزي صلاحياته في الجلسة الأخيرة.
ويفترض أن يلتقي «المركزي» الشهر المقبل لنقاش جملة من القضايا. وقال عباس نفسه: «نجحنا في عقد المجلس الوطني، وإن شاء الله المجلس المركزي يعقد قريباً، وبذلك نكون قد استكملنا كل مؤسسات المنظمة، وهذا شيء في منتهي الأهمية؛ لأنه لن يعود أحد يستطيع اختراقنا أو أن يلعب هنا أو هناك». وأكد عضو تنفيذية المنظمة، ومركزية «فتح» عزام الأحمد، أنه سيتوجه إلى عمان بتكليف من الرئيس، للقاء رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون للتنسيق معه، لوضع اللمسات والتحضيرات النهائية لانعقاد المجلس المركزي الذي تقرر عقده الشهر المقبل. وأوضح الأحمد أن جلسة المجلس المركزي المقبلة تكتسب أهمية خاصة، بهدف استكمال تعزيز دور مؤسسات منظمة التحرير وعملها، وكيفية تنفيذ قرارات المجلس الوطني، بما يعزز الوضع الفلسطيني.
ومن غير المعروف ما إذا كان «المركزي» سيتطرق صراحة لموضوع خليفة عباس. وطلبت أوساط في حركة فتح من «المركزية»، البت في هذا الموضوع سلفا، منعا لأي التباسات.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».