مدربون سعوديون يشيدون بـ{إجادة} بيتزي أمام إيطاليا

أكدوا أن الأخضر ينتظره تحدٍّ كبير حين يواجه ألمانيا قبل انطلاقة المونديال

أسامة هوساوي وماريو بالوتيلي في صراع على الكرة خلال المباراة الودية بين المنتخبين السعودي والإيطالي (أ.ب)
أسامة هوساوي وماريو بالوتيلي في صراع على الكرة خلال المباراة الودية بين المنتخبين السعودي والإيطالي (أ.ب)
TT

مدربون سعوديون يشيدون بـ{إجادة} بيتزي أمام إيطاليا

أسامة هوساوي وماريو بالوتيلي في صراع على الكرة خلال المباراة الودية بين المنتخبين السعودي والإيطالي (أ.ب)
أسامة هوساوي وماريو بالوتيلي في صراع على الكرة خلال المباراة الودية بين المنتخبين السعودي والإيطالي (أ.ب)

أشاد خبراء كرويون سعوديون بالتطور الكبير في مراحل الإعداد للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم تأهباً للمشاركة في مونديال روسيا قبل منتصف يونيو (حزيران) المقبل، حيث اعتبروا أن الأخضر يسير وفق منهجية واضحة وبخطى ثابتة من أجل تسجيل مشاركة مختلفة في النسخة القادمة للمونديال.
وأكد الخبراء أن المنتخب وصل إلى مرحلة متقدمة جداً من الإعداد من خلال خوض المباريات مع المنتخبات العالمية ذات الترتيب المتقدم في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وهو ما يعطي اللاعبين ثقة كبيرة بأنفسهم قبل المواجهة التاريخية أمام المنتخب الروسي المستضيف في افتتاح المونديال.
وتغلب المنتخب الإيطالي على نظيره السعودي 2-1 في المباراة الودية التي جمعت بينهما، أول من أمس، في سانت جالين بسويسرا، وافتتح ماريو بالوتيلي التسجيل في الدقيقة 21 في أول مشاركة له منذ قرابة 4 أعوام، وأضاف أندريا بيلوتي الهدف الثاني في الدقيقة 69، بينما سجل يحيى الشهري هدف الأخضر في المباراة.
وأشار خبراء كرويون إلى أن المدرب الأرجنتيني بيتزي وُفِّق رغم قلة تمكنه من خلق هوية واضحة للأخضر وتطوير الأداء والتمركز للاعبين وكذلك القدرة على التخلص من الجوانب السلبية، مشيدين كذلك بقدرة الجهاز الفني على قراءة المنافس خلال مجريات المباراة، ممتدحين كذلك مستويات اللاعبين الذين خاضوا تجربة احترافية في أوروبا قياساً بأداء اللاعبين الفني الذي تطور.
وقال علي كميخ المدرب الوطني والمحلل الفني، إن المباراة التي خاضها المنتخب السعودي ضد المنتخب الإيطالي كانت ممتازة بكل تفاصيلها بغض النظر عن النتيجة، لأن الأهم في المباريات الودية هو الإعداد وتصحيح الأخطاء وتعزيز النهج وليست النتائج والتي يتطلب حضورها عادةً في المباريات الرسمية.
وأوضح كميخ أن مقياس النجاح للمباراة الودية الأخيرة والتي تأتي ضمن مباريات المرحلة النهائية للإعداد للمونديال هو الانسجام والسرعة في الأداء الهجومي والتسجيل من صناع اللعب، كما أن البدلاء الذين تم الزج بهم بالتدريج كان لهم أثر في تقوية خطوط المنتخب، وهذا يعني أن مقاييس النجاح بكون هذه المباراة ممتازة تعتمد على المعطيات التي تمت الإشارة إليها.
من جانبه بيّن المدرب الوطني والمحلل الفني بندر الجعيثن أن المباراة الماضية التي خاضها المنتخب السعودي في بداية مرحلة الإعداد النهائية للمونديال أثبتت أن المدرب الأرجنتيني بيتزي يلعب بواقعية وإن كان البعض يرى أن عدم وصول لاعبي المنتخب السعودي إلى مرمى المنتخب الإيطالي حتى نصف الساعة الأول من المباراة غير منطقي، مضيفاً: «هذا الرأي قد لا يكون منطقياً لأنه من الصعب أن تبدأ المباراة بمهاجمة منتخب صاحب قوة وتاريخ يثبت أنه من أقوى الدفاعات في العالم، وإن غاب عن المونديال المقبل».
وأضاف: «يجب التدرج في تنفيذ الخطة، فلا أعتقد أنه من المنطق مهاجمة المنتخب الروسي في بداية المباراة كون ذلك سيفتح ثغراث كثيرة قد يستغلها المستضيف المدعوم بحماس الجمهور الكبير، ولذا يمكن أن يتم اللعب في المباريات الودية كونها اختباراً لنهج المباريات الرسمية وهذا ما حصل فعلاً في المباراة الماضية ضد الطليان».
وأشار إلى أن مواجهة المنتخب الإيطالي أثبتت أننا نفتقر إلى البنية الجسمانية المكافئة في المنتخب الوطني السعودي، وهذا ما ينطبق تماماً أيضاً على المواجهة الأولى ضد روسيا، ولكن القناعة ترسخت أننا نملك حلولاً أخرى لمواجهة هذه الظروف من خلال الإمكانات الفنية والمهارات وكذلك السرعة التي تميز لاعبي الأخضر، وهذا ما تجب الاستفادة منه في الكرات المرتدة والتي جاء من إحداها هدف في الشوط الثاني، وكاد يأتي هدف تعديل.
وبيّن أن التدخلات الفنية للمدرب بيتزي أثبتت جدواها خصوصاً مشاركة سالم الدوسري وفهد المولد التي نشّطت الفاعلية للهجوم السعودي والارتداد السريع، وهذا يعني أن هناك حلولاً كثيرة ومهمة لدى المدرب، كما يثبت أن لدى المدرب حلولاً دائمة وقدرة على قراءة المباريات بشكل أفضل، حيث يكون المنتخب السعودي أكثر إقناعاً في الشوط الثاني في المباريات الودية مع التقدم في مراحل الإعداد.
وشدد على أن المباراة المقبلة للمنتخب السعودي ضد البيرو ستكشف بنسبة كبيرة الاستعدادات للمونديال خصوصاً أن المنتخب اللاتيني يعد من المنتخبات التي تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة وتمثل مواجهته أهمية بالغة في كيفية التعامل مع المدارس المختلفة خصوصاً أن المدرسة اللاتينية تجمع بين القوة والمهارات.
وقال مساعد مدرب المنتخب السعودي السابق فيصل البدين، إنه في الفترة المقبلة يتطلب الاستقرار على القائمة الفنية من اللاعبين بحيث يحصل انسجام أكبر خصوصاً في مواجهات بيرو ثم ألمانيا لأن الوقت لا يحتمل التأخير في الاستقرار على قائمة محددة، مبيناً أن المدرب بيتزي لعب بالقائمة الأكثر جاهزية والأنسب في مباراة إيطاليا، خصوصاً أنه أبقى لاعبين بجانبه وكان الزج بهم له أثر في مجريات المباراة.
وبيّن البدين، والذي كان المساعد الأول للمدرب الهولندي السابق مارفيك بل وقاد المنتخب في التصفيات الأولية المؤهلة للمونديال المقبل، أن المدرب ورغم ضيق الوقت فإنه طوّر الأداء الفني للمنتخب بشكل تدريجي وأثبت أنه كفء للثقة والمهمة، ويجب الوقوف معه في سبيل تجهيز منتخبنا للمونديال للظهور بصورة كما يتمناها الجميع. مبيناً أن المشاركة المقبلة لها أهميتها الخاصة لأنها تأتي بعد غياب يعد طويلاً على الكرة السعودية، مشدداً على أهمية أن يتم علاج بعض المشكلات الفنية التي باتت تتقلص ومن أهمها تقوية ظهيرَي الجنب وكذلك تخصيص لاعبين متمكنين في تنفيذ الركلات الحرة.
أما المدرب يوسف العنبر فقد شدد على أن هناك تطوراً كبيراً في المنتخب السعودي من حيث الأداء والانسجام والتلاحم بين اللاعبين داخل أرض الملعب، مما يعطي مؤشرات إيجابية كبيرة للمرحلة الأخيرة.
وأضاف: «الأداء الفني يتطور بشكل واضح، وعمل المدرب بيتزي تظهر إيجابياته، ولذا هناك ارتفاع في نسبة التفاؤل في الشارع الرياضي السعودي بأن تكون المشاركة السعودية مؤثرة وإيجابية وهذا ما ننتظره جميعاً»، موضحاً أن قائمة المنتخب في مباراة إيطاليا كانت متوقعة بنسبة كبيرة بناءً على الخطة الفنية التي انتهجها بحيث لا يجازف بالهجوم المبكر ويغيّر النهج في الشوط الثاني بعد اكتشاف نقاط الضعف في المنتخب الإيطالي.
وبيّن العنبر أن المنتخب السعودي يمكن أن يكون في كامل جاهزيته الفنية قبل مواجهة المنتخب المستضيف في حال كان الأداء الفني على قدر التطلعات في مواجهة المنتخب الألماني، خصوصاً أن المقارنة الفنية بين المنتخبين الروسي والألماني تعد غير متكافئة، ولذا أي تألق أمام الألمان والظهور بصورة إيجابية سيكون له الأثر في بداية المونديال.
بدوره قال المدرب الوطني والمحاضر التدريبي في الاتحاد الآسيوي سمير هلال، إن المنتخب السعودي يسير وفق نهج فني منظم حيث يشهد تصاعداً في المستوى والتنظيم داخل أرضية الملعب، مبيناً أن ذلك بدأ جلياً يتضح في العمل الإيجابي الذي يقوم به المدرب بيتزي.
وبيَّن أن المدرب اختار القائمة الأكثر جاهزية والمتوقعة في مباراة إيطاليا، كما أن النهج الفني كان منطقياً وواقعياً في مواجهة منتخب لا يمكن أن يتم التساهل به، وإن كان خارج المونديال لكنه صاحب تاريخ كبير ومن أبطال العالم وله نهجه الخاص على المستوى الفني.
وأشار إلى أن المدرب أدرك وجود ضعف نسبي في خط الهجوم، ولذا يعوض ذلك باللعب الشامل الذي يجعل من لاعب خط الوسط قادراً على التسجيل كحال المهاجم التقليدي الصريح، ولذا يتوجب أن يكون هناك استعداد بدني أكبر للاعبين من أجل إجادة هذه الخطة التي تتطلب جهداً بدنياً ونفسياً كبيراً في الفترة المقبلة.
وختم هلال بتأكيد أن مواجهة المنتخب الألماني ستكون بمثابة الاختبار الحقيقي قبل معترك المونديال، والأهم من هذه المواجهة هو عدم فقدان نجوم بالإصابات، مشيراً إلى أن إيجاد المدرب بيتزي خيارات عديدة بجانبه يزرع الكثير من التفاؤل بأن المنتخب السعودي سيكون في وضع أفضل في المونديال.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».