النواب العرب يحتجون على إجازة طرد منتخبين من الكنيست

TT

النواب العرب يحتجون على إجازة طرد منتخبين من الكنيست

احتج النواب العرب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، على القرار الذي أصدرته محكمة العدل العليا، وأجازت به القانون الذي يتيح طرد عضو كنيست منتخب. واعتبروا قرار المحكمة دعما غير مفهوم للقانون العنصري الذي تم تفصيله خصيصا للانتقام من النواب العرب «المغضوب عليهم».
وقال النائب أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، إن المحكمة للأسف سمحت للكنيست بأن ينتقم لأسباب سياسية، من النواب الذين يطرحون فكرا مختلفا. وإذا كان ضحية هذا القانون الآن هم النواب العرب، فإن الأمر لن يقتصر عليهم، وسيتضح لمؤيدي القانون اليهود والمحكمة، أنه سيطال، أيضا، النواب اليهود في يوم من الأيام.
وكان الكنيست قد سن القانون المذكور، وصادق في شهر يوليو (تموز) 2016. على مشروع «قانون الإقصاء» في القراءة الثانية والثالثة، وذلك بموافقة 62 عضواً ومعارضة 45. في حينه، جاء مشروع القانون تهديدا للنواب العرب من «القائمة المشتركة»، الذين يطرحون مواقف سياسية لا تعجب الأكثرية اليمينية في الحكومة والبرلمان. وهو ينص على إمكان أعضاء الكنيست أن ينزعوا الحصانة البرلمانية عن أي عضو من زملائهم في الكنيست وطرده بقرار يؤخذ بأكثرية ثلاثة أرباع النواب (90 نائبا من مجموع 120).
وقد توجه النائب عن «القائمة المشتركة» د. يوسف جبارين، إلى المحكمة العليا، طالبا شطب هذا القانون الذي يصدر لأول مرة في تاريخ إسرائيل. وأكد بواسطة مركز «عدالة» القانوني وجمعية حقوق المواطن، أنه قانون غير دستوري، لأنه ينتهك الحق الأساسي في حرية التعبير وحرية العمل السياسي، ويناقض حقوق وصلاحيات أعضاء الكنيست وحصانتهم البرلمانية. وعلى إثر ذلك، قرر قضاة المحكمة العليا، مريام نؤور ومناحيم مزوز وعوزي فوغلمان، قبل أسبوع، توسيع هيئة المحكمة وزيادة عدد القضاة للبتّ في الالتماس. وقالت رئيسة المحكمة، يومها، إن الالتماس يطرح الكثير من الأسئلة القانونية التي تحتاج إلى هيئة قضائية موسعة للبتّ فيها.
وعقدت المحكمة العليا الليلة قبل الماضية، جلسة ضمت طاقما موسعا من 9 قضاة، قرروا بالإجماع، رد الالتماس ضد القانون، مدعين أن أكثرية 90 من 120 كافية لضمان حرية العمل البرلماني.
وفي الرد على قرار المحكمة، قال مركز «عدالة» وجمعية حقوق المواطن، إن «المحكمة العليا فشلت في وظيفتها كمدافعة عن حقوق الأقليات»، وإنها «أخضعت حقوق الإنسان لسلطة الأغلبية التي تسعى لإقصاء النواب العرب من الكنيست». وتابعا أن «المحكمة العليا قضت بأن يسري القانون على الجميع بشكل متساوٍ، رغم أنه من الواضح أن المتضررين الأساسيين من قانون الإقصاء هم النواب عن الأقليات، ونواب الأقلية العربية بشكل خاص». واتهما المحكمة العليا بإدارة ظهرها للنواب العرب، وتخلّيها عنهم أمام ملاحقة زملائهم النابعة من مصالح واعتبارات سياسية ضيقة. وأشارت المنظمتان إلى أن «تسييس محاولات الشطب قبل الانتخابات كل مرة، ستطبق هذه المرة على قانون الإقصاء. والمصادقة على هذا القانون تثير شبهات جدية حول قدرة المحكمة العليا على حماية الأقلية أمام إجراءات الحكومة».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».