روبوتات منزلية مطورة من «أمازون»

ذاتية الحركة تصمم بنظام رؤية كومبيوترية تتجول داخل المنازل

روبوت تنظيف منزلي يمكن التحكم بعمله من بعد
روبوت تنظيف منزلي يمكن التحكم بعمله من بعد
TT

روبوتات منزلية مطورة من «أمازون»

روبوت تنظيف منزلي يمكن التحكم بعمله من بعد
روبوت تنظيف منزلي يمكن التحكم بعمله من بعد

قبل عشر سنوات، قدّمت «أمازون» جهاز «كيندل» واضعة أسس القراءة على جهاز رقمي. وقبل أربع سنوات، أطلق جيف بيزوس رئيس الشركة جهاز «إيكو» الذي جذب ملايين الأشخاص إلى فكرة التواصل مع جهاز كومبيوتر.

روبوت منزلي

واليوم، تقف «أمازون» أمام رهان كبير جديد هو تطوير روبوت منزلي، إذ انطلقت الشركة العملاقة في تجارة التجزئة والحوسبة السحابية بتنفيذ خطّة هائلة وطموحة تهدف إلى بناء روبوت منزلي، حسبما أفاد به أشخاص مطلعون على الخطّة. ويشرف على المشروع الذي حمل اسم «فيستا»، تيمناً بإلهة الموقد والعائلة والمنزل عند الرومان، غريغ زيهر، مدير مختبر «أمازون 126»، وهو قسم البحث وتطوير الأدوات في سانيفيل، كاليفورنيا. ويتولّى مختبر «126» مسؤولية تطوير بعض أجهزة أمازون كمكبرات صوت «إيكو»، ومجموعة أدوات «فاير تي في»، وأجهزة «فاير» اللوحية، وهاتف «فاير» الذي لم يلقَ الرواج المطلوب.
وظهرت فكرة مشروع «فيستا» قبل بضع سنوات، ولكنّ «أمازون» بدأت هذا العام بتوظيف فرق العمل التي ستنفذ هذا المشروع.
لم تتضح حتى اليوم نوعية المهام التي قد يؤديها روبوت «أمازون» المنزلي، ولكنّ الأشخاص المطلعين على المشروع يتوقّعون بأن يكون روبوت «فيستا» على شكل «أليكسا» متحرّكة، ترافق المستهلكين في أي مكان في منزلهم الذي لا يملكون فيه جهاز «إيكو».
يتميّز النموذج التجريبي للروبوت بكاميرا متطورة ورؤية كومبيوترية برمجية، وهو قادر على التحرّك في أرجاء المنازل كما لو كان سيارة ذاتية القيادة. ويتولّى ماكس بالي، المسؤول التنفيذي السابق في «آبل» قيادة العمل على الرؤية الكومبيوترية. كما استعانت «أمازون» بمهندسين ميكانيكيين متخصصين من عالم الصناعة الروبوتية.
وتستطيع النماذج التجريبية التنقّل من غرفة إلى أخرى وكأنها سيارات ذاتية القيادة. وتأمل الشركة أن تبدأ اختبار هذه الروبوتات في المنازل في وقت لاحق من هذا العام. وقالت المصادر نفسها إنّ هذا المشروع يختلف عن الروبوتات التي اعتادت «أمازون روبوتيكس»، وهي أحد فروع الشركة الموجودة في ماساتشوستس وألمانيا، تطويرها؛ إذ تعمل «أمازون روبوتيكس» على نشر روبوتات في مخازن الشركة للتنقل بين البضائع.
ولعقود مضت، كان الوعد بتطوير روبوتات منزلية تصلح للمرافقة وأداء المهام الأساسية حلماً بعيداً في مجال الصناعة التقنية، إذ قدّم نولان بوشنيل، مؤسس «أتاري» روبوت «توبو» على شكل رجل ثلج بطول ثلاثة أقدام عام 1983. ثم تلت «توبو» محاولات متعاقبة لتطوير روبوت ذي أداء فعال في الولايات المتحدة واليابان والصين، ولكنها لم تقدّم نتائج أفضل.
يمكن القول إن الابتكار الوحيد الناجح في هذا المجال كان روبوت «رومبا» ذا المهمة الواحدة (الشفط الكهربائي) من تطوير شركة «آي روبوتس»، الذي حقَّق مبيعات فاقت 20 مليون وحدة منذ عام 2002.
وأبدت شركتا «سوني» و«إل جي» أخيراً اهتماماً بهذه الفئة، حيث قدّمت «إل جي» في مؤتمر الإلكترونيات الاستهلاكية في يناير (كانون الثاني) روبوتاً أطلقت عليه اسم «كوي» في عرض شهد أكثر من إخفاق. كما قدّمت «سوني» إصداراً جديداً من الكلب الآلي «آيبو».



المستقبل الغريب للحوم المستزرعة في المختبر

المستقبل الغريب للحوم المستزرعة في المختبر
TT

المستقبل الغريب للحوم المستزرعة في المختبر

المستقبل الغريب للحوم المستزرعة في المختبر

تلتمع «بارفيه» السمّان (وهي لحم مسحون لطير السمّان) على صحني، مقترنة بقرص من الذرة المقلية. وللوهلة الأول، يبدو هذا كنوع من طعام العشاء الفاخر الذي ستجده في العديد من المطاعم الراقية: عجينة غنية وردية مغطاة بالفلفل المخلل، وزهرة صالحة للأكل، ولمحة من الكوتيجا (الجبن المكسيكي المعتّق).

لحم طير مختبري

ولكن العرض التقليدي لهذا اللحم يحجب حقيقة أعمق، فهذه الوجبة غير تقليدية، بل وراديكالية. ومن بعض النواحي، تختلف عن أي شيء شهده العالم في أي وقت مضى.

لم تُصنع عجينة اللحم الموجودة على طبقي بالطريقة التقليدية مع كبد الإوزّ. لقد تمت زراعة اللحم من خلايا النسيج الضام لجنين السمان الياباني الذي تم حصاده منذ سنوات، وتم تحفيزه وراثياً على التكاثر إلى الأبد في المختبر. وقد قُدم لي هذا الطبق في فعالية «أسبوع المناخ» في نيويورك من قبل جو تيرنر، المدير المالي في شركة «فاو» الأسترالية الناشئة للتكنولوجيا الحيوية.

إن تسمية السمان «اللحم المستزرع في المختبرات» تعد تسمية خاطئة. فهذه النسخة الشبيهة بالهلام من السمان كانت تُزرع في مصنع حقيقي للحوم الخلوية، وهو الأول والأكبر من نوعه. وعلى وجه التحديد زرعت في خزان طوله 30 قدماً، وسعته 15 ألف لتر في مصنع «فاو» في سيدني، حيث، حتى كتابة هذه السطور، يمكن للشركة إنتاج 2000 رطل (الرطل 152 غراماً تقريباً) من السمان كل شهر.

وهذه كمية ضئيلة مقارنة بالكميات المتوفرة في مرافق اللحوم التقليدية، لكنها تمثل خطوة كبيرة إلى الأمام بالنسبة إلى التكنولوجيا التي - على مدى العقد الماضي - أسست سمعتها بالكامل تقريباً على تقديم قطع صغيرة شهية في جلسات التذوق الصحفية الفردية.

نجاحات وإخفاقات

وقد بدأت «فاو» للتو أعمالها هذه مع ما يقرب من 50 مليون دولار من تمويل شركات أخرى مثل «بلاكبيرد فينشرز»، و«بروسبيرتي 7»، و«تويوتا فينشرز» (التي رعت فاعلية أسبوع المناخ). وقامت الشركة حديثاً بتركيب مفاعل بيولوجي كبير آخر سعته 20 ألف لتر هذه المرة، أكبر بنسبة 33 في المائة من الأول. ومع تشغيل المفاعلين على الإنترنت، تُقدر الشركة أنها سوف تنتج قريباً 100 طن من السمان المستزرع كل عام.

قد يبدو كل ذلك متناقضاً مع التقارير السابقة، إذ وصف مقال استقصائي نشرته أخيرا صحيفة «نيويورك تايمز» كيف أن قطاع اللحوم المستزرعة الناشئ قد خرج عن مساره بسبب العقبات الاقتصادية والتقنية، رغم سنوات من الضجيج، وسلسلة من الموافقات التنظيمية البارزة، و3 مليارات دولار من الاستثمار.

جمعت شركة «أب سايد فودز»، ومقرها في بيركلي، بولاية كاليفورنيا، أكثر من 600 مليون دولار لتقييم نموذج لشريحة دجاج تبين أنها يمكنها أن تصنعه يدوياً فقط في أنابيب اختبار صغيرة، في حين أن محاولة شركة «إيت جاست»، ومقرها في كاليفورنيا لبناء مصنع للحوم أكبر 50 مرة من مصنع «فاو» انتهت بدعاوى قضائية ومشاكل مالية والقليل للغاية من الدجاج المستزرع.

وقد وعدت الجهات الداعمة لهذا القطاع بمحاكاة اللحوم التي نشأنا على تناولها، اللحم البقري والدجاج، من دون المعاناة التي تعرضت لها الحيوانات والطيور، ومن دون انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. ولكن اليوم لم يعد هناك أي منتج متاح إلا بالكاد في هذه الصناعة. لقد حان الوقت، كما كتبتُ، للاعتراف بحقيقة أن هذا الحلم قد مات.

تطويرات غير مألوفة

كيف تستعد شركة «فاو» لشحن المنتجات بكميات كبيرة؟ بالتخلي عن المألوف واعتماد غير المألوف. إذ وبدلاً من محاولة إنتاج قطع الدجاج الصغيرة والبرغر، ركزت «فاو» على ما يمكن أن تقدمه الخزانات الفولاذية الكبيرة المليئة بالخلايا بشكل موثوق به في المدى القصير: منتجات غريبة ومميزة مخصصة لسوق السلع الفاخرة، وهي فئة جديدة من الأطعمة التي يسميها جورج بيبو الرئيس التنفيذي لشركة «فاو»: «اللحوم الغريبة».

اللحوم الغريبة هي انحراف عمّا وعدت به صناعة اللحوم الخلوية بالأساس. سيكون الأمر مكلفاً، في البداية. ابتداء من نوفمبر (تشرين الثاني)، كانت شركة «فاو» تبيع بارفيه السمان لأربعة مطاعم في سنغافورة مقابل 100 دولار للرطل. وسوف تتميز هذه اللحوم بمذاق وقوام غير موجودين في الطبيعة. وسوف تُصنع من الحيوانات التي لم يعتد الناس أكلها. فكروا في التمساح، والطاووس، وطائر الغنم، وغيرها. في العام الماضي، تصدرت «فاو» عناوين الأخبار العالمية بعد «كرات اللحم الضخمة» - وهي نموذج أولي ضخم وفريد مختلط مع خلايا الفيل والحمض النووي لحيوان الماموث الصوفي - مما أدى إلى ظهور مقطع ذائع الانتشار في برنامج «العرض الأخير» مع ستيفن كولبرت. في نهاية المطاف، تأمل «فاو» في أن يمنحها إنشاء سوق فاخرة قوية للحوم الغريبة الفرصة لخفض التكاليف تدريجياً من خلال مواصلة البحث والتطوير، رغم أنها سوف تحتاج أولاً إلى تطبيع فكرة تناول الأنواع غير التقليدية.

غرائب الأطباق

عندما أنظر إلى طبق بارفيه السمان خاصتي، يدهشني أنني لم أتناول السمان من قبل. أتناول قضمة، ويكون الطعم خفيفاً ومليئاً مثل الزبدة المخفوقة، مع ملاحظات بطعم معدني دقيق أقرنه بالكبد. إنها تمثل بداية عصر جديد غامض، عصر ستكون فيه اللحوم المستزرعة متوافرة أخيراً، ولكن ليس بالطريقة التي يتوقعها أي شخص.

* مجلة «فاست كومباني»

ـ خدمات «تريبيون ميديا»