صعدت إسرائيل تجاه قطاع غزة مع أول يوم رمضاني، وقصفت عدة مواقع مختلفة في القطاع، فجر أمس، ردا على إطلاق صواريخ من غزة.
وعاش سكان القطاع طيلة وقت السحور الرمضاني على سلسلة من الانفجارات العنيفة ضربت مناطق وسط وشمال وجنوب القطاع، وتسببت في إصابة شخصين وتدمير منشآت. وشنت الطائرات الإسرائيلية 12 غارة جوية استهدفت مواقع تابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وسرايا القدس، التابعة للجهاد الإسلامي وألوية الناصر، في النصيرات ورفح ومخيم البريج وبلدة بيت حانون وحي الزيتون وخان يونس.
وجاء الهجوم العنيف على غزة بعد ساعات من إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه مستعد لتوسيع الهجوم ضد حركة حماس إذا اقتضت الضرورة. وكان نتنياهو يعقب على حادثة إطلاق صاروخ من غزة، أصاب مبنى في المنطقة الصناعية في سديروت جنوب إسرائيل وأدى إلى حريق ضخم. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الصاروخ سبب أضرارا كبيرة ولكنه لم يؤد إلى إصابات. وأعلن المتحدث باسمها، ميكي روزنفلد، أن «أربعة عمال تمكنوا من النجاة بعد الهجوم». وأضاف أن المبنى المصاب يضم مصنعا لم يحدد طبيعته، بينما قالت القناة العاشرة الإسرائيلية، إنه مصنع لإنتاج الطلاء.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون بـ«رد موجع» يستهدف غزة، وقال مخاطبا رئيس بلدية سديروت «نحن نعمل لاستعادة الهدوء في الجنوب ولن نتسامح مع محاولات المنظمات الإرهابية في غزة لتعطيل الحياة اليومية لسكان الجنوب، وكما عملنا في الأيام الماضية سنعمل أيضا بقوة ونهاجم الإرهابيين الذين يطلقون النار على إسرائيل». وأضاف «سنضربهم ضربة موجعة، وأيضا في هذه الساعة قوات الجيش والأمن تتابع الوضع من أجل وضع أيديها على الإرهابيين الذين يحاولون إيقاع الأذى بنا».
ولأول مرة منذ أشهر طويلة في غزة، يتبنى فصيل فلسطيني معروف عملية إطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، وكان لافتا أن هذا التبني جاء بعد أن أخلت حركة حماس الحكم لصالح حكومة التوافق. وقالت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية، إنها مسؤولة عن قصف عدة أهداف إسرائيلية في النقب الغربي برشقات صاروخية. وأكدت «الألوية» في بيانها أنها قصفت منطقة اشكول بأربعة صواريخ ومدينة سديروت بثلاثة صواريخ بالإضافة إلى قصف تجمعات إسرائيلية أخرى بثلاثة صواريخ.
ومن جهته، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إلى التفكير مجددا في خيار احتلال غزة في أعقاب إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وقال ليبرمان «يجب علينا أن نقرر إن كنا مستعدين لخيار احتلال غزة بالكامل أم لا». وأضاف «شاهدنا أن حملة عسكرية محدودة تقوي حماس فقط، ولذلك الخيار واضح، لا يوجد سيناريو وسطي الآن في نظري».
وارتفعت حدة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين هذا الشهر، بعد حادثة اختفاء ثلاثة مستوطنين إسرائيليين، في منطقة قريبة من الخليل، جنوب الضفة الغربية، في 12 يونيو (حزيران) الحالي حيث يشن الجيش عملية واسعة للعثور عليهم. وقلصت إسرائيل من حجم العملية العسكرية في الضفة مع دخول شهر رمضان، خشية من تصعيد الأوضاع على الأرض. وتراجعت إسرائيل عن قرار منع سكان الخليل، حيث اختفى المستوطنون الثلاثة، من السفر إلى الخارج. وقال مدير عام هيئة المعابر والحدود الفلسطينية نظمي مهنا إن الجانب الإسرائيلي أبلغ وزير الشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ بأنه باستطاعة المواطنين والطلاب وأصحاب العمل من منطقة الخليل السفر عن طريق معبر «اللنبي» بين الضفة والأردن.
وفي غضون ذلك، استمر الجيش الإسرائيلي في سياسة تنفيذ الاعتقالات في مناطق مختلفة في الضفة. وقال نادي الأسير الفلسطيني أمس، إن عدد المعتقلين خلال حملة الاحتلال الأخيرة منذ 17 يوما، ارتفع إلى 585 شخصا، بعد اعتقال تسعة مواطنين أمس. وجاء في بيان «بذلك يرتفع عدد معتقلي محافظة الخليل إلى 215 أسيرا، ويصل عدد معتقلي محافظة نابلس إلى 91 أسيرا، وعدد المعتقلين في بيت لحم إلى 81 أسيرا، وجنين إلى 56 أسيرا. وفي رام الله إلى 52 أسيرا، والقدس إلى 38 أسيرا، وطولكرم إلى 24 أسيرا، وقلقيلية إلى 13 أسيرا، بالإضافة إلى سبعة معتقلين في كل من محافظتي طوباس وسلفيت، ومعتقل واحد من أريحا».
من جانبها، عدت حماس الهجوم المزدوج على الضفة وغزة يهدف إلى تمرير مشاريع تصفية القضية. وقال الناطق باسم حماس فوزي برهوم إن «الهجوم الإسرائيلي الكبير على الضفة وإحكام حصار غزة في ظل تنسيق أمني بلغ ذروته بين السلطة والاحتلال ليس من باب الصدفة، وإن الهدف هو إرادة الشعب الفلسطيني ورأس المقاومة التي تمثلها حماس لتمرير مشاريع تصفية القضية الفلسطينية». وأضاف «مخطئ من يظن أنه لا تزامن بين كل ما يجري على الأرض واستمرار إحكام حصار غزة وإغلاق معبر رفح، وكذلك التلكؤ من قبل السلطة الفلسطينية والحكومة المؤقتة في معالجة موضوع الموظفين في غزة وصرف رواتبهم». وتابع «الهدف هو إرادة وصمود الشعب الفلسطيني، والمطلوب أولا وأخيرا رأس المقاومة والمتمثل في حركة حماس، وجماهيرها وشعبيتها، حتى يتم تمرير وفرض أي مشاريع من شأنها تصفية القضية الفلسطينية وتثبيت أركان الاحتلال».
10:41 دقيقه
سكان غزة يعيشون أول ليلة رمضانية على وقع 12 غارة إسرائيلية
https://aawsat.com/home/article/128111
سكان غزة يعيشون أول ليلة رمضانية على وقع 12 غارة إسرائيلية
يعالون يهدد القطاع بـ«رد موجع».. وارتفاع عدد معتقلي الضفة إلى 585
فلسطيني يعرض حلوى وزعتها السلطات الإسرائيلية، أمس، في مخيم بلاطة بالضفة الغربية، كُتبت عليها عبارات تندد بحماس (أ.ف.ب)
- رام الله: كفاح زبون
- رام الله: كفاح زبون
سكان غزة يعيشون أول ليلة رمضانية على وقع 12 غارة إسرائيلية
فلسطيني يعرض حلوى وزعتها السلطات الإسرائيلية، أمس، في مخيم بلاطة بالضفة الغربية، كُتبت عليها عبارات تندد بحماس (أ.ف.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

