الحريري: نريد حكومة توافق وطني

أجرى مشاورات مع رؤساء الحكومة السابقين وأكد أن من الحكمة عدم توزير شخصيات تطالها عقوبات أميركا

سعد الحريري يقرأ الفاتحة ترحماً على والده الرئيس رفيق الحريري بعد تكليفه تشكيل الحكومة (دالاتي ونهرا)
سعد الحريري يقرأ الفاتحة ترحماً على والده الرئيس رفيق الحريري بعد تكليفه تشكيل الحكومة (دالاتي ونهرا)
TT

الحريري: نريد حكومة توافق وطني

سعد الحريري يقرأ الفاتحة ترحماً على والده الرئيس رفيق الحريري بعد تكليفه تشكيل الحكومة (دالاتي ونهرا)
سعد الحريري يقرأ الفاتحة ترحماً على والده الرئيس رفيق الحريري بعد تكليفه تشكيل الحكومة (دالاتي ونهرا)

بدأ أمس رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري مشاوراته لتشكيل حكومة بجولة على رؤساء الحكومة السابقين، وفق ما تنص عليه الأعراف، على أن يخصّص يوم الاثنين للمشاورات مع الكتل النيابية، بحسب ما أعلن مكتبه.
وتمنى الحريري النجاح في تأليف حكومة وحدة وطنية معلناً أنه من الحكمة عدم توزير أي شخص عليه اتهامات، في إشارة إلى «حزب الله» داعياً إلى النظر لهذا الأمر من الناحية القانونية.
وبدأ الحريري جولته بزيارة رئيس الحكومة السابق سليم الحص في منزله في بيروت، حيث قال: «نريد حكومة يكون فيها توافق وطني على العناوين العريضة وعلى بعض التفاصيل ويجب أن نعمل بإيجابية»، مؤكداً أن «الضغط الإقليمي سيسرع تشكيل الحكومة ما دام هناك توافق داخلي»، مجدِّداً التأكيد على أن «تيار المستقبل سيفصل النيابة عن الوزارة».
وفي هذا الإطار، وردّاً على سؤال حول الخلاف مع وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق، بعدما كان الأخير أعلن أنه لم يتبلغ هذا القرار من الحريري، أكد رئيس الحكومة المكلف «لا خلاف بيني وبين المشنوق ونهاد من أهل البيت والبعض يحاول خلق خلاف بيننا وهذه موضة جديدة».
وكانت محطة الحريري الثانية في دارة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، مؤكداً أن «التوافق يقوّي البلد من أجل استنهاض لبنان، وإن شاء الله تتطور العلاقة مع ميقاتي»، ولفت إلى أن «الطرفين أكدا على أنّ التوافق بين الجميع والعمل معاً يقوّي البلد وكل الأفرقاء السياسيين يحثون على الإسراع في تشكيل الحكومة».
وأضاف: «التفكير بأننا نمثّل السنّة في الحكومة منطق مرضي والوزير يعمل لكل الدولة ويجب خلط الأوراق بهذا الشأن والعيش المشترك مصلحة لبنان»، متمنياً «المداورة في الحقائب ولكن كل شيء يحتاج إلى توافق سياسيّ».
بدوره، قال ميقاتي: «نحن أمام منعطف مهم؛ إمّا نريد دولة أو لا، ونحن متفقون مع الحريري على بناء الدولة على أسس صحيحة منها محاربة الفساد». وعبّر عن أمله «أن تعوّض طرابلس عن كلّ ما حُرمت منه في الماضي، وما أصابها من حرمان».
وبعد ميقاتي التقى رئيس الحكومة المكلف رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، حيث أكد أن «الاقتصاد هو أساس فرص العمل ولدينا فرصة تاريخية بتطبيق مؤتمر سيدر والإصلاحات متعلقة بنا، ولا يفكر أحد بأنه يمكنه أن يفرض علينا شيئاً».
وحول توزير شخصيات طالتها العقوبات من «حزب الله» قال الحريري: «من الحكمة ألا يتم توزير أي شخص عليه اتهامات، ويجب أن ننظر من المنظار القانوني إلى الأمر وليس من منظار التحدي، و(حزب الله) لم يفاتحني بتوزير أي أحد ممّن طالتهم العقوبات الدولية».
من جهته، قال السنيورة: «الحريري يحمل في قلبه قضايا كل اللبنانيين ولا سيما الحرص على احترام الدستور واتفاق الطائف واستقلال لبنان وسيادته وعروبته»، مؤكداً أنه «سيكون مدافعاً عن إعادة الاعتبار للدولة وللكفاءة في تسلم الإدارة الحكومية».
وختام الجولة كان بلقاء رئيس الحكومة السابق تمام سلام الذي أكد بدوره الوقوف إلى جانب الرئيس المكلف.
وأقر الحريري بوجود تحديات كبيرة من الواجب التصدي لها، لافتا إلى أنها «ليست المرة الأولى التي تفرض فيها عقوبات على (حزب الله)، ونحن في بلد ديمقراطي، ويجب علينا كلنا التعاون لمصلحة البلد»، وأكد: «نعمل ليل نهار لتشكيل الحكومة والتحديات بالمنطقة، وفي الداخل صعبة وهناك فرصة حقيقية للنهوض بالبلد».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.