واعظات مصريات في مهمة تصويب الفكر المتطرف

شاركن في ندوات لحماية الشباب من الإرهاب الإلكتروني

واعظات خلال مشاركتهن في ملتقى الفكر الإسلامي بالقاهرة («الشرق الأوسط»)
واعظات خلال مشاركتهن في ملتقى الفكر الإسلامي بالقاهرة («الشرق الأوسط»)
TT

واعظات مصريات في مهمة تصويب الفكر المتطرف

واعظات خلال مشاركتهن في ملتقى الفكر الإسلامي بالقاهرة («الشرق الأوسط»)
واعظات خلال مشاركتهن في ملتقى الفكر الإسلامي بالقاهرة («الشرق الأوسط»)

فيما عده مراقبون بأنه «سوف يساعد في مواجهة الأفكار المتطرفة التي تنشرها التنظيمات الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بعد مناشدة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سرعة الانتهاء من تصحيح المفاهيم»، تقوم واعظات مصريات بالرد على الفكر المتطرف، وتصويب الأفكار المتشددة بلقاءات وندوات في المساجد والنوادي والملتقيات الفكرية، فضلاً عن مواجهة «الكتائب الإلكترونية».
وناشد السيسي، خلال حديثه بمؤتمر الشباب الخامس في جلسة «اسأل الرئيس» الأسبوع الماضي، المسؤولين عن تجديد الخطاب الديني، سرعة الانتهاء من تصحيح المفاهيم. وقال السيسي: لماذا لا تعيش المذاهب الدينية بعضها مع بعض؟ مضيفاً: «أعتقد أن سبب القتال في المنطقة نتيجة عدم تجديد الخطاب الديني والتفاهم الفكري». ودفعت وزارة الأوقاف أخيراً بـ300 واعظة في المساجد الكبرى خلال شهر رمضان لإلقاء الدروس الدينية عقب صلاة الظهر أو العصر في مصليات السيدات. وكانت الأوقاف، وهي المسؤولة عن المساجد، قد قررت لأول مرة في فبراير (شباط) 2017 تعيين 144 امرأة بوظيفة واعظة للعمل بالمساجد الكبرى بعدما حصلت على توصية من اللجنة الدينية بمجلس النواب (البرلمان) بذلك، أعقب ذلك تعيين دفعات أخرى للأوقاف والأزهر. ويقول مراقبون إن «تعيين الواعظات في المساجد يأتي في إطار تنفيذ دعوة السيسي لتجديد الخطاب الديني، وخصوصاً وسط الفتيات والسيدات اللاتي تتلقفهن عناصر من الجماعات المتطرفة داخل مصليات السيدات، لإقناعهن بأفكار تدعو للتشدد والتطرف ونشر الكراهية في المجتمع، وللرد على التساؤلات وتصحيح المفاهيم المغلوطة في جميع النواحي الفقهية».
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن «مشاركة الواعظات في العمل الدعوي يسهم في نشر الفهم الصحيح للدين، وتبصير المجتمع بقضاياه، ما يساعد في تصحيح الأفكار المغلوطة ونشر ثقافة السلم، والتعايش مع الآخر، لا سيما بين النشء والسيدات».
وأكدت واعظات بوزارة اﻷوقاف أن للمرأة دوراً مهماً في محاربة الفكر والتطرف، لمنع وصول الأفكار المتطرفة إلى داخل البيوت المصرية، وذلك خلال ندوة تحت عنوان «دور المرأة في مكافحة الإرهاب وحماية الأسرة من التطرف»، التي عُقدت الليلة قبل الماضية ضمن فعاليات ملتقى إسلامي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف خلال شهر رمضان بساحة مسجد الحسين بالقاهرة.
وقالت الواعظة نيفين مختار، إن «المرأة المسلمة لا بد أن تكون بوصلة النجاح في البيت المصري، وأن تصلح من فكر أبنائها، وتقوم أخلاقهم تحصيناً لهم من الوقوع في براثن الفكر المتطرف والمتشدد... وأن يعلمن أولادهن أن الإرهاب لا دين له، ولا وطن له».
وأوضحت أن هناك مشكلات في أيامنا هذه، ومنها «الكتائب الإلكترونية» التي تنتشر في الفضاء الإلكتروني وتبث الأفكار المغلوطة، كما تعمل وسائل التواصل الاجتماعي على استقطاب الشباب، وتكون تلك الوسائل أرضاً خصبة لبث الشائعات وتشويه صورة العلماء المعتدلين، من خلال استقطاع تصريحات علماء الدين، الأمر الذي يجعل الشباب ينفرون من العلماء، وبالتالي النفور من الدين، وهنا يبرز دور المرأة من خلال المراقبة داخل البيوت والرد على تلك الأفكار، من خلال التربية السليمة، ولن يحدث ذلك إلا بأن تكون المرأة ذات ثقافة ووعي دينيين. وسبق للأوقاف أن عينت منذ أكثر من 10 سنوات مرشدات في المساجد، لكنهن لا يؤدين خطبة الجمعة... وكان وقته يتم تدريب واختبار عدد من النساء ذات مؤهلات عليا من طبيبات ومهندسات ومختلف المؤهلات، لمدة سنتين في المراكز الثقافية لتأهيلهن ليقمن بدور مهم ومفيد لنشر الفكر الصحيح. بينما أكدت الواعظة يمنى أبو النصر، أن المرأة هي أساس المجتمع، فإذا صلحت في بيتها صلح المجتمع كله، وإذا كانت الأسرة لديها من القيم والمبادئ والأخلاق، تكون المرأة هي أساس ذلك، ومن المؤكد أن وصول التطرف إلى أفرادها سيكون أمراً صعباً، مشيرة إلى أنه يمكن مواجهة الأفكار المتطرفة من خلال الفكر، فالفكر لا يصحح إلا بالفكر والحجج.



فيروس «HMPV»... ما هو؟ وهل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

فيروس «HMPV»... ما هو؟ وهل يتحوّل إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.