العاهل المغربي يزور الخرطوم في أكتوبر المقبل

انطلاق اجتماعات تحالف المعارضة السوداني في باريس

TT

العاهل المغربي يزور الخرطوم في أكتوبر المقبل

أعلن السودان عن زيارة مرتقبة للعاهل المغربي الملك محمد السادس للبلاد في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وهي الزيارة الأولى لمسؤول مغربي للبلاد بهذا المستوى منذ مؤتمر القمة العربي الذي انعقد في السودان 1967، والذي عرف بمؤتمر «اللاءات الثلاث».
وبحسب «شروق نت» الحكومية، فقد أعلن وزير رئاسة مجلس الوزراء أحمد سعد عمر، عقب عودته من زيارة للمملكة المغربية أمس، عن توقيت زيارة العاهل المغربي للبلاد، كما أعلن لقاءه رئيس الحكومة المغربية ووزير شؤون الهجرة، والأمين العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الإسيسكو»، وبحث معهما تعزيز علاقات السودان والمغرب.
من جهة أخرى، بدأت في العاصمة الفرنسية باريس اجتماعات تحالف المعارضة السودانية «نداء السودان»، الذي تشارك فيه قوى التحالف المعارض، وأبرزها حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي.
وتجري اجتماعات «نداء السودان» بمشاركة المبعوث البريطاني للسودان، والمسؤول السياسي بالسفارة الأميركية بالخرطوم، وعدد من ممثلي المنظمات الدولية.
ويتكون تحالف «نداء السودان» من أحزاب سياسية وحركات مسلحة معارضة، ويضم حزب الأمة القومي، بزعامة رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، اللتين تحاربان القوات الحكومية في إقليم دارفور، والحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال جناح مالك عقار.
وترفض الحكومة السودانية تعامل الأحزاب المدنية مع الحركات المسلحة المتمردة، وترفض ما تطلق عليه الجمع بين العمل السياسي المدني، والعمل العسكري المسلح في معارضتها، ونتيجة لهذا وجهت نيابة أمن الدولة اتهامات للزعيم السياسي ورئيس التحالف المعارض الصادق المهدي، وهددت بإلقاء القبض عليه حال عودته للبلاد.
كما منعت سلطات الأمن السوداني الناشطة السياسية جليلة خميس من السفر إلى فرنسا للمشاركة في أعمال الاجتماع، بيد أنها سمحت لآخرين بالسفر، وكانت قبلها قد منعت الأمينة العامة لحزب الأمة القومي سارة نقد الله من السفر للقاهرة لتلقي العلاج.
وفي سياق آخر، أمّن رئيس البرلمان السوداني إبراهيم أحمد عمر، على حق برلمانه في استدعاء واستجواب رئيس الوزراء، والوزراء الاتحاديين المسؤولين أمامه، وذلك رداً على استنكار رئيس الوزراء بكري حسن صالح استدعاء البرلمان لوزرائه دون الرجوع إليه. جاء ذلك خلال مناقشة البرلمان أمس للملاحظات التي أبداها رئيس الوزراء على الطريقة التي يستدعي بها البرلمان الوزراء.
وأكد عمر أن البرلمان حريص على التنسيق والتعاون الكامل بين الجهاز التشريعي والجهاز التنفيذي، وحق البرلمان في استدعاء واستجواب الوزراء الاتحاديين.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.