البشير يعلن مواصلة مشاركة القوات السودانية في {التحالف العربي}

عقب مباحثات أجراها مع مساعد وزير الدفاع السعودي في الخرطوم

الرئيس عمر البشير ..... الفريق محمد بن عبد الله العايش
الرئيس عمر البشير ..... الفريق محمد بن عبد الله العايش
TT

البشير يعلن مواصلة مشاركة القوات السودانية في {التحالف العربي}

الرئيس عمر البشير ..... الفريق محمد بن عبد الله العايش
الرئيس عمر البشير ..... الفريق محمد بن عبد الله العايش

قطعت الرئاسة السودانية، أمس، بمواصلة مشاركة الجيش السوداني في حرب استرداد الشرعية في اليمن، وأعلنت عدم تأثير الأوضاع الاقتصادية على تلك المشاركة التي وصفتها بـ«المبدئية»، دفاعاً عن أرض الحرمين، وإنفاذاً للأهداف النبيلة التي دعتها للمشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
جاء ذلك عقب جولة مباحثات أجراها الرئيس عمر البشير مع مساعد وزير الدفاع السعودي، الفريق أول محمد بن عبد الله العايش، بحضور وزير الدولة بالرئاسة ومدير مكاتب الرئيس حاتم حسن بخيت الخرطوم، أمس.
وبحسب الرئاسة السودانية، وصل المسؤول السعودي البلاد في زيارة قصيرة، ومفاجئة، وغير معلن عنها من قبل، موفداً من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لشرح تطور الأوضاع والموقف العملياتي للقوات المشاركة في «عاصفة الحزم»، وشكر السودان على مشاركته المخلصة في العملية.
وجاء في بيان مقتضب تلته الرئاسة على الصحافيين عقب انتهاء المباحثات، أن الرئيس البشير استقبل موفد خادم الحرمين الشريفين، واستمع منه لشرح حول تطور الأوضاع والموقف العملياتي لقوات «عاصفة الحزم» في اليمن.
وبحسب البيان، فإن الرئيس تلقى «شكر وتقدير المملكة العربية السعودية، للمشاركة المخلصة للسودان، في (عاصفة الحزم)، والأدوار البطولية التي تؤديها القوات السودانية، التي أسهمت في الانتصارات والتقدم الذي حققته قوات الحزم في اليمن».
وشكر الرئيس السودان ضيفه على الزيارة، وحمَّلَه تحياته وشكره لخادم الحرمين الشريفين، واستعرض معه تطور الأوضاع في السودان، والجهود التي تبذلها حكومته لمعالجة الاختلالات، قاطعاً بعدم تأثيرها على مشاركة السودان.
وقال إن الأوضاع الاقتصادية «لن تثني السودان عن لعب دوره العربي في استرداد الشرعية في اليمن، باعتبار أن مواقفه المبدئية المعلنة هي الدفاع عن أرض الحرمين، والالتزام بالأهداف النبيلة التي دعته للمشاركة في (عاصفة الحزم)».
وسبقت زيارة المسؤول العسكري السعودي، سلسلة لقاءات أجراها وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد مع ممثلي دول التحالف العربي لاسترداد الشرعية في اليمن، حيث استضاف بعد أيام قليلة من تسلمه مهام منصبه، بديلاً لسلفه إبراهيم غندور، سفيري المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
ونقل المتحدث باسم الخارجية قريب الخضر، أمس، أن وزيره بحث مع سفيري المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية في الخرطوم، منفردَيْنِ، العلاقات الاستراتيجية بين السودان وبلديهما والتحديات الإقليمية والدولية التي تواجه دول التحالف، والجهود الواجبة لمواجهتها.
وقال الخضر، إن الوزير الدرديري أكد للسفير السعودي في الخرطوم علي بن حسن جعفر، لدى لقائه به أول من أمس، متانة واستراتيجية العلاقة بين الرياض والخرطوم، وأهمية تضافر الجهود و«الاصطفاف سوياً» لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، لمصلحة شعبي البلدين الشقيقين.
وفي اليوم ذاته، سلَّم سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الخرطوم، وزير الخارجية السوداني، رسالةَ تهنئة من نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وذلك أثناء استقباله لسفير دولة الإمارات العربية في الخرطوم.
ونقل إعلام وزارة الخارجية في نشرة صحافية أن الدرديري أكد للسفير الإماراتي عزم حكومته على تعزيز علاقتها مع دولة الإمارات العربية الشقيقة، وتعهد بالعمل المشترك لتقويتها على المستويات كافة، فيما أكد السفير لمضيفه «متانة علاقات البلدين»، وأهمية تعزيزها في المجالات كافة.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».