نتنياهو ينقل اجتماعات «الكابنيت» إلى مقر سري محصن

عناصر أمنية تعتبر الخطوة رسالة عسكرية لإيران

TT

نتنياهو ينقل اجتماعات «الكابنيت» إلى مقر سري محصن

في خطوة مفاجئة اعتبرها المراقبون «رسالة حربية موجهة إلى إيران»، أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وزراءه الكبار، بأن اجتماعات المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابنيت)، ستنتقل قريباً إلى المقر السري للحكومة الذي بني، في حينه، ليكون مقراً احتياطياً في حال نشوب حرب كبيرة تهدد أمن إسرائيل.
والمقر المذكور هو عبارة عن خندق محصن، مبني بعدة طوابق تحت الأرض في منطقة القدس الغربية، وجدرانه مصنوعة من الباطون المسلح القادر على صد هجوم بالسلاح الكيماوي وحتى النووي. ومع أن بعض المحللين أشاروا إلى أن سبب هذه الخطوة هو الرغبة في منع التسريبات، إذ إن هذا المقر غير مفتوح أمام مساعدي الوزراء، وليس فيه التقاط لأي شبكة اتصالات، إلا أن مصادر أمنية اعتبرته «رسالة إلى إيران وكل من يفكر في تهديد إسرائيل، مفادها بأن إسرائيل جاهزة لمواجهة أي خطر تدهور حربي». وأضافت هذه المصادر، أن نتنياهو يحاول أن يبث بأنه «عندما هدد بمنع الوجود الإيراني في سوريا بأي ثمن، كان يقصد ذلك بكل جدية، وقراره نقل أبحاث «الكابنيت» إلى هذا المقر السري يصب في هذا الاتجاه».
وأشارت القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، أمس الأربعاء، إلى أن الاجتماعين الأخيرين للمجلس الوزاري المصغر، عقدا فعلاً في الخندق المحصن، الذي يقع في منطقة سرية في المركز الإسرائيلي لإدارة الأزمات في منطقة مدينة القدس الغربية، كما لفتت إلى أن الاجتماعات الأربعة المقبلة للمجلس، سوف تعقد في المكان نفسه، كما يستدل من الجداول الزمنية التي أرسلتها الحكومة للوزراء الأعضاء. وكان الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) قد صادق، بداية شهر مايو (أيار) الحالي، بأغلبية 62 مُقابل معارضة 41 عضواً، على قانون «الظروف القصوى»، الذي يخول لـ«الكابنيت» صلاحية إعلان الحرب، ويخول لرئيس الوزراء ووزير الأمن أن يعلنا، بمفردهما، الدخول في حرب يريانِها ضرورية، في حال كان الوقت ضيقاً.
وينص مشروع القانون، الذي تمت الموافقة عليه بالقراءتين الثانية والثالثة، على أنه يُمكن لمجلس الوزراء أن يُقرّر بنفسه الشروع في عملية عسكرية قد تؤدي إلى بداية حرب، ولكن في «الظروف القصوى» سيكون وزير الأمن ورئيس الحكومة قادرين على اتخاذ مثل هذا القرار لوحدهما. ويمنح القانون المجلس الوزاري المصغر الصلاحية لاتخاذ قرار إعلان الحرب أو أي عملية عسكرية قد تؤدي إلى حرب، دون الرجوع إلى الحكومة، كما كان متبعاً في السابق.
وتطرقت وزيرة القضاء الإسرائيلي، أييليت شاكيد، إلى مسألة التسريبات وإمكانية اتخاذ المجلس المصغر قرار الدخول في حرب بمعزل عن الحكومة، وقالت: «في عصر التواصل الاجتماعي وسرعة الإعلام الحديث، والخطر الذي يترتب على التسريبات، علينا أن نكيف أنفسنا مع نظرة الأمن السياسي الحالية، وجعل عمل الحكومة والمجلس الوزاري ناجعاً قدر الإمكان، هذا الهدف من وراء سن القانون».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.