«حميميم» تتهم {محليين} في اللاذقية بـ{انتهاك أجوائها} لتنفيذ هجمات

TT

«حميميم» تتهم {محليين} في اللاذقية بـ{انتهاك أجوائها} لتنفيذ هجمات

اتهمت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، من وصفتهم بـ«أفراد محليين» في محافظة اللاذقية، بالسعي إلى «دعم الجماعات الإرهابية الموجودة في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية»، التي تقوم بـ«انتهاك أجواء قاعدة حميميم العسكرية لتنفيذ اعتداءات تخريبية»، حسب تعبير الناطق باسم قناة قاعدة حميميم أليكسندر إيفانوف.
وجاء هذا البيان الذي بثته القناة عبر تطبيق «تليغرام» وحساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد ساعات من إعلان قناة حميميم «رصد وسائل مراقبة المجال الجوي لقاعدة حميميم الروسية مساء الاثنين هدفاً جوياً صغير الحجم ومجهول الهوية يقترب من المطار». وأضافت أن «الهدف تمثل بطائرة مسيرة عن بعد تمكنت وحدات الدفاع الجوي التابعة للقاعدة الروسية من تدميرها»، وأكدت على أن الحادث «لم يسفر عن أي إصابة أو أضرار مادية، وأن قاعدة حميميم الجوية الروسية تعمل الآن وفقاً للنظام العادي».
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه في 21 مايو (أيار)، مع اقتراب حلول الظلام، تم الكشف عن هدف جوي صغير الحجم غير معروف (مركبة جوية من دون طيار)، على مسافة من المطار، وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه «تم تدمير الهدف بواسطة المدافع المضادة للطائرات المحمولة جواً من القاعدة الجوية الروسية»، ونفت وجود إصابات أو أضرار مادية.
وصباح أمس الثلاثاء أفاد سكان في اللاذقية بسماع دوي انفجارات في الريف الشمالي الشرقي للاذقية، وقالوا إنها أصوات قصف مدفعي صاروخي استهدف نقاطاً في جبل الأكراد من قبل قوات النظام السوري، رداً على انتهاك أجواء قاعدة حميميم.
وكشف الناطق باسم قناة قاعدة حميميم أليكسندر إيفانوف، عن أن «حوادث انتهاك أجواء قاعدة حميميم العسكرية لتنفيذ اعتداءات تخريبية تتم بمساعدة من قبل أفراد محليين يسعون إلى دعم الجماعات الإرهابية الموجودة في الريف الشمالي لمقاطعة اللاذقية، بهدف إفشال مهام القوات الروسية».
وجاء التصريح الروسي وسط أنباء عن توجيه «شعبة المخابرات التابعة للنظام السوري تعميماً إلى فرعها في اللاذقية، بالبحث عمن سمتها (مجموعة إرهابية) استهدفت القوات الروسية الصديقة في قاعدة حميميم»، وفق ما ذكرته مصادر إعلامية أشارت إلى تسريب مخابرات النظام نص التعميم إلى مواقع التواصل الاجتماعي. ويطلب التعميم، التحري الفوري عن مجموعة إرهابية في منطقة بستان الباشا بريف اللاذقية، وهذه المنطقة التي تنحدر منها عائلة المخلوف أخوال رئيس النظام السوري، التي تعد معقل آل مخلوف وجمعية البستان المسؤولة عن تجنيد متطوعي ميليشيات الدفاع الوطني والشبيحة بإشراف رامي مخلوف ابن خال الرئيس ورجل الأعمال الأبرز في النظام السوري. وجاء في التعميم أن المجموعة الإرهابية وجهت «رشقات صاروخية أدت لإصابات في قوى ووسائط القوات الروسية الصديقة الموجودة في مطار حميميم». ولفت التعيميم إلى ضرورة تركيز التحري ضمن المجموعات المقربة من «الحراك الثوري العلوي» المعارض في المنطقة.
ويعد هذا الانتهاك لأجواء قاعدة حميميم العسكرية الروسية الثاني من نوعه خلال أقل من شهر، فقد سبق وأعلن رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان الروسية، سيرغي رودسكوي، في 25 أبريل (نيسان)، أن الدفاعات الجوية الروسية أسقطت طائرتين من دون طيار، تم إطلاقهما من قبل المسلحين، على مسافة 10 كيلومترات من مطار حميميم.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.