في البرازيل... سجن للنساء بلا حراس أو أسلحةhttps://aawsat.com/home/article/1276546/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D9%84-%D8%B3%D8%AC%D9%86-%D9%84%D9%84%D9%86%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D8%A8%D9%84%D8%A7-%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%B3-%D8%A3%D9%88-%D8%A3%D8%B3%D9%84%D8%AD%D8%A9
السجينة البرازيلية تاتايان كورييا دي ليما في باحة السجن الخارجية (بي بي سي)
برازيليا:«الشرق الأوسط»
TT
برازيليا:«الشرق الأوسط»
TT
في البرازيل... سجن للنساء بلا حراس أو أسلحة
السجينة البرازيلية تاتايان كورييا دي ليما في باحة السجن الخارجية (بي بي سي)
في اليوم الأول داخل زنزانتها الجديدة، لم تتعرف تاتايان كورييا دي ليما على نفسها. «كان من الغريب أن أرى نفسي في المرآة مرة أخرى»، هكذا تروي السجينة البرازيلية البالغة من العمر 26 عاما شعورها عندما نظرت بالمرآة لنفسها للمرة الأولى منذ سنوات، ذلك بعدما تم نقلها من سجن تقليدي إلى آخر جديد في إحدى المدن البرازيلية، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». وتملك الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية رابع أكبر سجون في العالم، وتعرف زنازينها بسوء أوضاعها واكتظاظها وأعمال الشغب التي تقتل المئات داخلها سنويا. ونُقلت ليما مؤخرا، كالعديد من النساء المحكومات، إلى سجن جديد تديره جمعية حماية ومساعدة المحكومين (أباك) في بلدة إتناونا بولاية ميناس غيرايس. وعلى عكس النظام السائد بالسجون البرازيلية، يقدم سجن «أباك» الحقوق الأساسية للسجينات، مثل ارتداء الملابس الخاصة والاستحمام اليومي ووضع الماكياج والاهتمام بالبشرة والشعر والتنزه بحرية في ملعب السجن بأي وقت وممارسة الرياضة. أما أبرز ما يميز هذا السجن الحديث، فغياب الحراس وأي وجود لأسلحة ظاهرة، احتراما لمشاعر السجينات، وإفساحا للمجال أمامهن لممارسة هواياتهن وواجباتهن دون أي وجود لعوامل تقلق راحتهن. وتم افتتاح هذا السجن في 20 مارس (آذار) الفائت. ومن شروط الالتحاق به إظهار الندم والرغبة في تغيير الأخطاء الذاتية وتطوير المهارات وتهذيب النفس. وتمنح إدارة السجن الفرصة للسجينات لاستقبال الزوار بأوقات محددة في اليوم، والجلوس معهم في غرف مضيئة ومزخرفة بألوان فرحة لنشر السعادة بينهم. وتفيد الإدارة بأن هدف هذا السجن الاعتناء بالصحة النفسية للسجينات «كي يخرجن إلى العالم سيدات أفضل يتمتعن بثقافة عالية ورقي في التعاطي».
عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاًhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5092004-%D8%B9%D9%8F%D8%AF%D9%8A-%D8%B1%D8%B4%D9%8A%D8%AF-%D9%84%D9%80%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D9%84%D9%85-%D8%A3%D9%82%D8%B1%D8%A3-%D9%86%D8%B5%D8%A7%D9%8B-%D9%84%D8%BA%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%81%D8%B2%D9%86%D9%8A-%D9%85%D8%AE%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%8B
عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً
المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)
قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا، فتلامس بصدقها الآخرين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن الفيلم يروي جانباً من طفولته، وأن فكرة توقف الزمن التي طرحها عبر أحداثه هي فكرة سومرية بامتياز، قائلاً إنه «يشعر بالامتنان لمهرجان البحر الأحمر الذي دعم الفيلم في البداية، ومن ثَمّ اختاره ليشارك بالمسابقة، وهو تقدير أسعده كثيراً، وجاء فوز الفيلم بجائزة السيناريو ليتوج كل ذلك، لافتاً إلى أنه يكتب أفلامه لأنه لم يقرأ سيناريو كتبه غيره يستفزه مخرجاً».
ويُعدّ الفيلم إنتاجاً مشتركاً بين كل من العراق وهولندا والسعودية، وهو من بطولة عدد كبير من الممثلين العراقيين من بينهم، عزام أحمد علي، وعبد الجبار حسن، وآلاء نجم، وعلي الكرخي، وأسامة عزام.
تنطلق أحداث فيلم «أناشيد آدم» عام 1946 حين يموت الجد، وفي ظل أوامر الأب الصارمة، يُجبر الصبي «آدم» شقيقه الأصغر «علي» لحضور غُسل جثمان جدهما، حيث تؤثر رؤية الجثة بشكل عميق على «آدم» الذي يقول إنه لا يريد أن يكبر، ومنذ تلك اللحظة يتوقف «آدم» عن التّقدم في السن ويقف عند 12 عاماً، بينما يكبر كل من حوله، ويُشيع أهل القرية أن لعنة قد حلت على الصبي، لكن «إيمان» ابنة عمه، وصديق «آدم» المقرب «انكي» يريان وحدهما أن «آدم» يحظى بنعمة كبيرة؛ إذ حافظ على نقاء الطفل وبراءته داخله، ويتحوّل هذا الصبي إلى شاهدٍ على المتغيرات التي وقعت في العراق؛ إذ إن الفيلم يرصد 8 عقود من الزمان صاخبة بالأحداث والوقائع.
وقال المخرج عُدي رشيد إن فوز الفيلم بجائزة السيناريو مثّل له فرحة كبيرة، كما أن اختياره لمسابقة «البحر الأحمر» في حد ذاته تقدير يعتز به، يضاف إلى تقديره لدعم «صندوق البحر الأحمر» للفيلم، ولولا ذلك ما استكمل العمل، معبراً عن سعادته باستضافة مدينة جدة التاريخية القديمة للمهرجان.
يطرح الفيلم فكرة خيالية عن «توقف الزمن»، وعن جذور هذه الفكرة يقول رشيد إنها رافدية سومرية بامتياز، ولا تخلو من تأثير فرعوني، مضيفاً أن الفيلم بمنزلة «بحث شخصي منه ما بين طفولته وهو ينظر إلى أبيه، ثم وهو كبير ينظر إلى ابنته، متسائلاً: أين تكمن الحقيقة؟».
ويعترف المخرج العراقي بأن سنوات طفولة البطل تلامس سنوات طفولته الشخصية، وأنه عرف صدمة الموت مثله، حسبما يروي: «كان عمري 9 سنوات حين توفي جدي الذي كنت مقرباً منه ومتعلقاً به ونعيش في منزل واحد، وحين رحل بقي ليلة كاملة في فراشه، وبقيت بجواره، وكأنه في حالة نوم عميق، وكانت هذه أول علاقة مباشرة لي مع الموت»، مشيراً إلى أن «الأفلام تعكس قدراً من ذواتنا، فيصل صدقها إلى الآخرين ليشعروا بها ويتفاعلوا معها».
اعتاد رشيد على أن يكتب أفلامه، ويبرّر تمسكه بذلك قائلاً: «لأنني لم أقرأ نصاً كتبه غيري يستفز المخرج داخلي، ربما أكون لست محظوظاً رغم انفتاحي على ذلك».
يبحث عُدي رشيد عند اختيار أبطاله عن الموهبة أولاً مثلما يقول: «أستكشف بعدها مدى استعداد الممثل لفهم ما يجب أن يفعله، وقدر صدقه مع نفسه، أيضاً وجود كيمياء بيني وبينه وقدر من التواصل والتفاهم»، ويضرب المثل بعزام الذي يؤدي شخصية «آدم» بإتقان لافت: «حين التقيته بدأنا نتدرب وندرس ونحكي عبر حوارات عدة، حتى قبل التصوير بدقائق كنت أُغير من حوار الفيلم؛ لأن هناك أفكاراً تطرأ فجأة قد يوحي بها المكان».
صُوّر الفيلم في 36 يوماً بغرب العراق بعد تحضيرٍ استمر نحو عام، واختار المخرج تصويره في محافظة الأنبار وضواحي مدينة هيت التي يخترقها نهر الفرات، بعدما تأكد من تفَهم أهلها لفكرة التصوير.
وأخرج رشيد فيلمه الروائي الطويل الأول «غير صالح»، وكان أول فيلم يجري تصويره خلال الاحتلال الأميركي للعراق، ومن ثَمّ فيلم «كرنتينة» عام 2010، وقد هاجر بعدها للولايات المتحدة الأميركية.
يُتابع عُدي رشيد السينما العراقية ويرى أنها تقطع خطوات جيدة ومواهب لافتة وتستعيد مكانتها، وأن أفلاماً مهمة تنطلق منها، لكن المشكلة كما يقول في عزوف الجمهور عن ارتياد السينما مكتفياً بالتلفزيون، وهي مشكلة كبيرة، مؤكداً أنه «يبحث عن الجهة التي يمكن أن تتبناه توزيعياً ليعرض فيلمه في بلاده».