الصدر يدعو إلى ائتلاف واسع وتشكيل حكومة «أبوية»

مقتدى الصدر (أ.ف.ب)
مقتدى الصدر (أ.ف.ب)
TT

الصدر يدعو إلى ائتلاف واسع وتشكيل حكومة «أبوية»

مقتدى الصدر (أ.ف.ب)
مقتدى الصدر (أ.ف.ب)

دعا رجل الدين العراقي مقتدى الصدر، إلى تشكيل حكومة «أبوية» خلال لقاءاته مع قادة القوى السياسية الرئيسية في البرلمان المقبل، وبعضها من استبعده من التحالف في وقت سابق.
وبعد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات، ينتظر العراق الآن معرفة الائتلاف الذي سيحكم البلاد التي ينخرها الفساد وأنهكتها المعارك ضد تنظيم داعش، للسنوات الأربع المقبلة.
ويجب ألا يقل عدد الكتلة البرلمانية المزمع تشكيلها عن 166 نائباً، لتتمكن من تسمية رئيس الحكومة المقبل.
وشكّل العراق ما بعد صدام حسين نظامه السياسي بطريقة معقّدة تفرض قيام تحالفات برلمانية، لمنع عودة الديكتاتورية والتفرّد بالحكم.
وعقب كل انتخابات تشريعية تدخل الكتل الفائزة في مفاوضات طويلة لتشكيل حكومة غالبية، وليس من المستبعد أن تخسر الكتلة الأولى الفائزة في الانتخابات التشريعية قدرتها على تشكيل حكومة، بفعل تحالفات بين الكتل البرلمانية.
ومساء أمس، التقى الصدر هادي العامري المقرب من إيران، وأحد أبرز قيادات فصائل الحشد الشعبي.
وفي أعقاب الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 مايو (أيار)، أعلن الصدر، الذي فاز تحالفه بـ54 مقعداً برلمانياً، مد اليد لغالبية القوى السياسية في تغريدة على «تويتر»، لم يذكر فيها تحالف «الفتح» (47 مقعداً) الذي يتزعمه العامري.
وقال الصدر في بيان، إن اللقاء «بحث تطورات العملية السياسية في البلد»، مؤكداً «ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة أبوية في أسرع وقت ممكن».
وقبيل ذلك، التقى الصدر في بغداد رئيس الوزراء حيدر العبادي المدعوم من المجتمع الدولي، الذي حل ائتلافه ثالثاً في الانتخابات النيابية بـ42 مقعداً.
ويدعو الرجلان اللذان يلمحان منذ بداية الحملة الانتخابية إلى إمكانية تحالفهما، لتشكيل حكومة «تكنوقراط».



إجبار مطاعم في صنعاء على تقديم وجبات مجانية للحوثيين

تجمع للمارة في صنعاء خلال محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)
تجمع للمارة في صنعاء خلال محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)
TT

إجبار مطاعم في صنعاء على تقديم وجبات مجانية للحوثيين

تجمع للمارة في صنعاء خلال محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)
تجمع للمارة في صنعاء خلال محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

ألزمت الجماعةُ الحوثية المطاعمَ الشهيرة في العاصمة المختطفة صنعاء تقديمَ وجبات مجانية لمصلحة مئات الشبان والأطفال الذين استُقطبوا في الأيام الأخيرة من أحياء المدينة وأريافها إلى مساجد عدة بغية إخضاعهم خلال ليالي وأيام شهر رمضان المبارك للتعبئة الفكرية، تمهيداً لتجنيدهم.

وتحدثت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن تنفيذ مشرفين حوثيين ومسلحين يتبعون ما يسمى «مكتب التعبئة العامة» حملة ميدانية استهدفت أشهر مطاعم المدينة وأجبرتها على تقديم إتاوات عينية ونقدية.

وأفادت المصادر بأن الجماعة الحوثية أجبرت مطاعم: «ريماس» و«الخطيب» و«الحمراء» و«القلعة» و«الشيباني» و«ريماس بلازا» و«بيت المندي» و«الأرض الخضراء» و«الناضج»، على تجهيز وجبات إفطار وسحور يومية لأتباع الجماعة الذين ألحقتهم بأنشطة ودورات تعبوية مُكثفة في «جامع الصالح» و«الجامع الكبير» ومساجد أخرى بالمدينة.

وأكدت المصادر أن قادة الجماعة المسؤولين عن تنفيذ برامج التعبئة والحشد إلى الجبهات، لم يكتفوا بذلك الاستهداف ضد أصحاب المطاعم؛ بل أرغموهم على دفع إتاوات مالية متفاوتة للصرف على تكاليف الحملات، وتحت اسم «ضريبة مبيعات»، وتُحدِّد الجماعة قيمتها بقدر الأرباح التي تكسبها تلك المطاعم.

الجماعة الحوثية تكرس جهدها من أجل تطييف المجتمعات المحلية (إعلام محلي)

واشتكى ملاك المطاعم من حملات الاستهداف، وأوضحوا أن فرقاً حوثية تواصل منذ أيام النزول الميداني لابتزازهم، ومطالبتهم بتقديم أصناف مختلفة من الطعام لعناصرها الذين يشاركون في أنشطة وبرامج تعبوية، بالإضافة إلى إلزامهم دفع مبالغ مالية تحت أسماء عدة.

وسبق للجماعة الحوثية أن أجبرت مُلاك المطاعم في صنعاء وضواحيها على تقديم مختلف وجبات الطعام لطلاب المراكز الصيفية، ولمن سموهم «المجاهدين» المنتشرين في كثير من الأماكن القريبة من تلك المطاعم، ولأسر قتلى الجماعة.

وتأتي الخطوة الحوثية في سياق تضييق الخناق على من تبقى من العاملين في القطاع التجاري؛ تارة بابتزازهم وإرغامهم على دفع جبايات لتمويل الجبهات، وأخرى باعتقالهم ومصادرة ممتلكاتهم.

ثكنات للتعبئة

وتحدثت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن استقطاب الجماعة الحوثية قبيل حلول شهر رمضان بأيام مئات المراهقين والشبان، تتراوح أعمارهم بين 15 و23 عاماً، من أحياء وقرى متفرقة في صنعاء وأريافها، ونقلهم تباعاً على متن حافلات إلى «جامع الصالح» و«الجامع الكبير» و«جامع الشهداء» بصنعاء، استعداداً لبدء تلقينهم الدروس والأفكار الطائفية.

ووفق المصادر، فإن ذلك التحرك يأتي ضمن ما يُسمى «برنامج فكري» تنفذه الجماعة خلال ليالي وأيام شهر رمضان المبارك، ويشمل دورات تعبئة فكرية وطائفية وتحريضاً على الالتحاق بجبهات القتال.

الحوثيون حولوا المساجد في صنعاء ثكنات للتعبئة الطائفية (الشرق الأوسط)

ومع دخول رمضان المبارك من كل عام، تكثف الجماعة الحوثية خطابها الفكري والتعبوي، وتحول كثيراً من المساجد إلى مجالس لتعاطي نبتة «القات» المخدرة، وإلى ثكنات للاستقطاب والتعبئة، كما تُجبر السكان بمختلف أعمارهم في صنعاء وغيرها على التزام توجهاتها ذات المنحى العنصري.

كما عمدت الجماعة في الأعوام السابقة إلى نصب شاشات عرض كبيرة على جدران المساجد في صنعاء؛ من أجل بث سلسلة دروس وحلقات ذات طابع طائفي، إلى جانب عرض كلمات ومحاضرات سابقة لمؤسس الجماعة حسين الحوثي، وزعيمها الحالي عبد الملك الحوثي.