«المركزي السعودي» يصدر تعليمات جديدة للممولين العقاريين

بهدف تمكين العملاء من اتخاذ القرار المناسب عند طلبهم التمويل

مؤسسة النقد العربي السعودي (الشرق الأوسط)
مؤسسة النقد العربي السعودي (الشرق الأوسط)
TT

«المركزي السعودي» يصدر تعليمات جديدة للممولين العقاريين

مؤسسة النقد العربي السعودي (الشرق الأوسط)
مؤسسة النقد العربي السعودي (الشرق الأوسط)

أصدرت مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» (البنك المركزي السعودي) تعليمات جديدة إلزامية على البنوك والمصارف وشركات التمويل العقاري العاملة في المملكة لتقديم التمويل العقاري للأفراد.
وبحسب التعليمات الجديدة، فقد وجهت مؤسسة النقد الممولين العقاريين (البنوك وشركات التمويل) عند تقدم عميل بطلب أحد منتجات التمويل العقاري السكني، بطلب ودراسة المعلومات اللازمة لفهم ظروفه المالية ولتكوين صورة واضحة حول قدرة العميل على الوفاء بالالتزامات التي ستنتج عن التمويل المطلوب، بما يُمكّن الممولَ من وضع تصور حول ملاءمة المنتج للعميل، ولا يجوز للممول تقديم عرض تمويل عقاري إذا كانت نتائج دراسة قدرة العميل على الوفاء بالالتزامات لا تتوافق مع السياسات المعتمدة لدى الممول لمنح الائتمان، على أن تكون تلك السياسات متوافقة مع تعليمات مؤسسة النقد العربي السعودي.
وجاء قرار المؤسسة استناداً إلى الصلاحيات الممنوحة لها بموجب الأنظمة واللوائح والتعليمات ذات العلاقة، ويهدف القرار إلى تمكين العملاء من اتخاذ القرار المناسب عند طلبهم التمويل العقاري وحماية حقوق أطراف تعاملات التمويل العقاري، وبما يعزز من إجراءات منح التمويل للمحافظة على سلامة قطاع التمويل العقاري ونموه. حيث أكدت «ساما» على تلك البنوك والشركات بعدم إبرام أي عقد تمويل عقاري للأفراد إلا بعد استيفاء تلك التعليمات وتوثيق ذلك في ملف التمويل.
كما شددت مؤسسة النقد على الممولين العقاريين تقديم شرح للعميل عن منتج التمويل العقاري المقترح، يوضَّح فيه على الأخص أهم شروط وأحكام عقد التمويل المزمع توقيعه وتُوضَّح المخاطر التي تصاحب المنتج، على أن يكون تقديم هذا الشرح ومناقشته مع العميل والإجابة على جميع استفساراته من قِبَل موظف مسؤول ومختص، مع وجوب أن يكون الشرح والمناقشة بلغة يفهمها العميل وبشكل مبسط وواضح، وأن يوثّق الممولُ تقديمَ ذلك الشرح، على أَلا يقدم الممول عرضاً تمويلياً عقارياً إلا إذا تبين له أن العميل يدرك شروط وأحكام التمويل المطلوب والالتزامات المصاحبة له.
ووفق التعليمات الجديدة، فقد أوجبت مؤسسة النقد على الممولين عند تقديم عرض التمويل العقاري على العميل أَلا تقل مدة صلاحيته عن 15 يوما عمل من تاريخ تسليمه للعميل، وأن يتضمن العرض نسخاً مطبوعة وواضحة تحتوي على جميع البيانات من جميع المستندات وبنفس الصيغة والشكل التي ستوقع لو أُبرِم عقد التمويل العقاري، مع الالتزام بأن يكون ضمن العرض المقدم عددٌ من المستندات تشمل: عقدَ التمويل العقاري ومرفقاته، ونموذجَ الإفصاح لعرض التمويل العقاري، ونموذجَ الإقرار بقبول المخاطر الائتمانية للتمويل العقاري ذي كلفة الأجل المتغيرة، وذلك لمنتجات التمويل العقاري ذات التكلفة المتغيرة. كما شددت التعليمات على ضرورة توثيق تسلم العميل لهذه المستندات، كذلك يجب أن يُمَكّن الممولُ العميلَ من إخراج هذه المستندات من مقر الممول، وللعميل أيضاً عرضها على من يشاء لطلب الرأي والمشورة، مؤكدة في الوقت ذاته عدمَ جواز إبرام الممول أي عقد تمويل عقاري ما لم يقدم هذه المستندات إلى العميل ويُمَكِّنه من إخراجها من مقره.
وطالبت «ساما» البنوك وشركات التمويل، قبل انتهاء صلاحية العرض المقدم من قبلها للعميل بفترة كافية، بتكليف مستشارٍ ائتماني مؤهل، ولديه دراية كافية بمنتجات التمويل العقاري للأفراد، ليقدم إلى العميل - حضورياً أو هاتفياً - شرحاً واضحاً عن طبيعة التمويل العقاري المقترح وما يحتويه من مخاطر، وعن أحكام وشروط العقد، وعن آلية إعادة التسعير (إن وجدت)، وللإجابة بكل شفافية ووضوح على كافة استفسارات العميل بهذا الشأن، مع التأكيد بألاّ يكون المستشار الائتماني هو الموظف نفسه الذي تواصل مع العميل قبل تقديم العرض أو الذي قدّم العرض له، وأن يكون توثيق التواصل مع المستشار الائتماني متطلباً أساسيا لإتمام العقد، ويوثق التواصل باستخدام التسجيل الصوتي أو بتوقيع نموذج إثبات مقابلة العميل للمستشار، كما لا يجوز للممول إبرام أي عقد تمويل عقاري إلا إذا قدم المستشار الائتماني الشرح المطلوب إلى العميل وأجاب على جميع استفساراته ووثق ذلك.
وشددت المؤسسة أيضاً على أن تكون هناك فترة انتظار، لا تقل عن خمسة أيام عمل من تاريخ تسلم العميل لعرض التمويل العقاري، لتمكينه من مراجعة العرض والتحدث مع المستشار الائتماني واستشارة من يشاء، كما أوجبت على الممول حثَّ العميل على عدم القيام بأي تصرف بخصوص العقار خلال فترة الخمسة أيام مثل تقديم دفعة مقدمة أو عربون، مشددة على عدم جواز إبرام الممول أي عقد تمويل عقاري قبل انقضاء فترة الانتظار. وأكدت مؤسسة النقد على البنوك وشركات التمويل العقاري الشروع فوراً في اتخاذ ما يلزم لضمان الالتزام الكامل بالتعليمات بتاريخ أقصاه 12 أغسطس (آب) المقبل، مبينة أنها ستعمل على التحقق من الالتزام بما ورد في هذه التعليمات واتخاذ الإجراءات النظامية في حق غير الملتزمين.



الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».