رحيل برنارد لويس... «مؤرخ الإسلام والشرق الأوسط»

عن عمر تجاوز قرناً بعام، رحل المؤرخ البارز برنارد لويس، الذي وصف بأنه «أكثر مؤرخي الإسلام والشرق الأوسط تأثيرا بعد الحرب العالمية الثانية»، كما عرف أيضاً بأنه منظر «المحافظون الجدد»، الذين خططوا لغزو العراق 2003. إلا أن لويس أنكر لاحقاً تأييده لهذا الغزو، ذاكرا أنه كان يدعو لحماية الأكراد. وحسب صحيفة واشنطن بوست، فقد شكلت أعمال لويس وجهة النظر الغربية تجاه قضايا الشرق الأوسط، وصراع الحضارات، رغم تفنيد النقاد لكثير من أطروحاته المثيرة للجدل.
وعرف لويس باهتمامه بالتاريخ الإسلامي والتفاعل بين الإسلام والغرب، وقد ركزت أعماله على خطوط ومعالم تشكيل الشرق الأوسط الحديث، كما عرف ببحوثه الشاملة فيما يخص الدولة العثمانية. ولد برنارد لويس لأسرة يهودية من الطبقة الوسطى في لندن في مايو (أيار) 1916. واجتذبته اللغات والتاريخ منذ سن مبكرة، فدرس العبرية ثم انتقل إلى دراسة الآرامية والعربية، ثم بعد ذلك اللاتينية واليونانية والفارسية والتركية. تخرج عام 1936 من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS)، في جامعة لندن، متخصصاً في تاريخ الإسلام. وحصل على الدكتوراه بعد ثلاث سنوات. أثناء الحرب العالمية الثانية، خدم لويس في الجيش البريطاني في الهيئة الملكية المدرعة وهيئة الاستخبارات، وبعد الحرب انتقل برنارد لويس إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث أصبح يعمل كأستاذ محاضر بجامعة برنستون وجامعة كورنل في السبعينات. وحصل على الجنسية الأميركية سنة 1982 كما حاز على الكثير من الجوائز من قبل مؤسسات تعليمية أميركية لكتبه ومقالاته. خلف لويس أكثر من 30 كتابا ومئات المقالات والدراسات التي ترجمت إلى أكثر من 20 لغة أخرى، ومنها العربية.