العائلة المالكة البريطانية تتحلى بلمسة عصرية في زفاف هاري وميغان

«انظر إلى هذين الشابين وفرحة الجمهور البريطاني بهما، لقد احتضنهما بعد وفاة أمهما الأميرة ديانا وشاهدهما وهما يكبران»، جملة علقت بها مذيعة «بي بي سي» عند ظهور الأميرين ويليام وهاري وهما متجهان نحو كنيسة سانت جورج ويندسور قبل بدء مراسم زفاف الأمير هاري وعروسه ميغان ماركل. الجملة اختصرت الكثير وتفسر سر حب بريطانيا لابني ديانا الراحلة. وبالفعل كانت روح ديانا حاضرة في الحفل، فالأزهار التي جمّلت الكنيسة كانت المفضلة لديانا، وأصدقاؤها وأفراد عائلتها كانوا هناك أيضاً. والأهم من ذلك كله أن شخصيتها القريبة من الناس تجلت في ولديها وفي الكثير من مراسم الزفاف.
كانت ديانا السبب الذي غيّر من مسار العائلة المالكة، فوفاتها المفاجئة والحزن الذي عمّ بريطانيا أجبر الملكة على الخروج عن التقاليد الصارمة التي تفرض سياجاً على المشاعر، اقتربت الملكة من شعبها وتمكنت بذكاء شديد من تجديد علاقة العائلة مع الشعب البريطاني لتصبح أقرب وأكثر اهتماماً بالشارع. ومن خلال زفاف هاري إلى مطلقة من أصول أفريقية وممثلة أيضاً منحت الملكة لعائلتها دفعة جديدة للمستقبل وكسبت بها مرة ثانية احترام وحب الشعب البريطاني.
- المراسم... دفعة من التقاليد والبروتوكول
على جانبي الطريق المتجه إلى قلعة ويندسور اصطفّ الآلاف، منهم من قضى الليلة في ويندسور ومنهم من حضر مبكراً ليكون ضمن شهود الزواج. تعدى الحضور العدد المتوقع بكثير وحسب تعليق مذيع «بي بي سي»: «لم يعد هناك مكان لقدم على الرصيف». الجماهير المحتشدة استمتعت بمراسم حافلة في يوم صيفي مشمس وعبر شاشات ضخمة تابعوا المراسم داخل الكنيسة وتعالت أصوات المحتفلين بالتعليقات والضحكات في مشهد بريطاني بحت.
استغرقت المراسم داخل الكنيسة نحو ساعة وحضرها 600 شخص بينهم أفراد العائلة المالكة من الملكة إليزابيث والأمير فيليب، إلى أبنائها الأمير أندرو وإدوارد والأميرة آن والأميرات بياترس ويوجيني وغيرهم.
وبعد أن أعلن كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، رئيس الكنيسة الأنغليكانية، اقتران العروسين، خرج العروسان من الكنيسة وتبادلا قبلة عند المدخل وسط تصفيق حار من الحشود، قبل انطلاقهما في تطواف بعربة تجرها جياد، ملقيَيْن التحية على الحشود.
- زفاف ملكي بلمسة عصرية
إلى جانب العامل الأكبر في إضفاء العصرية على الزفاف وهو العروس نفسها، تميزت المراسم أيضاً بكونها مختلفة عن بقية الأعراس الملكية. فقد عزفت الموسيقى ألحاناً مختلفة قيل إن الأمير تشارلز ساعد في اختيارها. وألقى قسيس أميركي كلمة عن الحب، وغنّت فرقة إنجيلية سوداء أغنية «ستاند باي مي» لبن إي. كينغ من إنشاد جوقة ونشيد منتخب ويلز للركبي بأداء ممتع.
وفي شوارع بلدة ويندسور، رددت الحشود المقدر عددها بعشرات الآلاف الأغنيات التي كانت تُنشد في الكنيسة، مع رفع أعلام بريطانية وحتى أميركية في بعض الأحيان.
والتزم المعجبون المحتشدون في الشوارع الصمت لدى تبادل العروسين العهود، وعلا الضحك عندما عرضت على الشاشات ردّات فعل أفراد العائلة الملكية على العظة التي ألقاها مايكل كاري رئيس الكنيسة الأنغليكانية، حول قوة الحبّ، وذلك حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
- دوق ودوقة ساسكس
وجرياً على عادة ملكية أعلن قصر باكنغهام، أمس، موافقة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، على منح الأمير هاري وميغان ماركل لقبي دوق ودوقة ساسكس بعد زواجهما. وقال القصر في بيان: «يسرّ الملكة أن تمنح الدوقية لأمير ويلز (الأمير هاري). وستكون ألقابه هي دوق ساسكس، وإيرل دومبارتون، وبارون كيلكيل».
وأضاف: «بالتالي يصبح الأمير هاري، صاحب السمو الملكي، دوق ساسكس، وستصبح السيدة ميغان ماركل، عند الزواج، صاحبة السمو الملكي، دوقة ساسكس».
- مشاهير بريطانيا وهوليوود
كان هناك أيضاً عدد كبير من المشاهير، فأطلت كوكبة من نجوم هوليوود على رأسهم الممثل الأميركي جورج كلوني وزوجته أمل علم الدين والممثل إدريس إلبا والممثلة الأميركية بريانكا شوبرا والمذيعة أوبرا وينفري وانضم إليهم ممثلون عديدون في مسلسل «سوتس» الذي فتح لميغان ماركل أبواب الشهرة، من بينهم باتريك آدمز وساره رافرتي وغابرييل ماشت. كما حضرت الحفل الممثلة البريطانية كاري ماليغان والممثل توم هاردي والمغني جيمس بلنت إلى جانب لاعبة التنس الأميركية سيرينا ويليامز والكوميدي البريطاني جيمس كوردون والمغني البريطاني التون جون ولاعب الكرة السابق ديفيد بيكام وزوجته فيكتوريا.
- التون جون يغنّي في حفل الاستقبال
بناءً على طلب الأمير هاري قدم المغني التون جون قطعاً موسيقية خلال حفل استقبال أُقيم بعد انتهاء مراسم الزفاف. حسبما أعلن القصر، فقد طلب الأمير هاري من جون أداء مقطوعات موسيقية، وأن جون وافق نظراً إلى العلاقات الوثيقة التي تربطه بهاري والأسرة الملكية.
- الأميرة ديانا حاضرة
- زهور الأميرة ديانا المفضلة جمّلت أرجاء كنيسة سانت جورج وعلى مدخلها، حيث استُخدمت منسقة الزهور فيليبا كرادوك وروداً بيضاء وزهور الفاونيا وأعواد نباتات الزان والبتولا وشجرة النير التي جُمعت من الحدائق الملكية. ووصف موقع قصر كنسنغتون، الورود البيضاء بأن الزهور التي زُرعت في حدائق القصر تكريماً لذكرى الأميرة الراحلة ديانا بأنها زهورها المفضلة. وحسبما نُقل عن مسؤولين في القصر الملكي فسوف يعاد زرع الزهور التي استُخدمت في الزفاف في حدائق كينسنغتون.
-- لقطات
> ارتدى الأمير هاري خاتماً مصنوعاً من البلاتين خروجاً على التقاليد، نظراً إلى أن أفراد العائلة الملكية من الذكور لا يرتدون عادةً خاتم زفاف.
> تميزت أزياء الضيفات بكونها بسيطة وملونة بألوان في أغلبها هادئة، وبرزت المحامية أمل كلوني بفستان أصفر من تصميم ستيلا مكارتني، بينما ارتدت أوبرا وينفري فستاناً من اللون الوردي أيضاً من تصميم مكارتني. أما الممثل إدريس إلبا والذي ظهر للمرة الأولى مع خطيبته العارضة سابرينا دوري فقد ارتدى بدلة من تصميم جيفنشي، بينما اختارت خطيبته ارتداء زي من تصميم غوتشي. وظهرت الممثلة الأميركية وصديقة العروس بريانكا شوبرا ببدلة من تصميم فيفيان وستوود.
> الملكة إليزابيث كعادتها، ارتدت زياً مبهج الألوان مكوناً من فستان ملون ومعطف من اللون الأصفر الليموني.
> لاحظ متابعو حفل الزفاف الملكي انطلاق ما بدا أنه «زغاريد» شرقية، أثناء خروج العروسين من الكنيسة.
> شملت مأدبة الغداء التي أقيمت احتفالاً بزواج الأمير هاري والممثلة الأميركية ميغان ماركل وحضرها نحو 600 من المدعوين، عدداً من الأطباق المتنوعة منها الجمبري الاسكوتلندي، والهليون المشوي، وفطائر بالفاكهة.
وتشمل المقبلات الدجاج المسلوق المضاف إليه الزبادي، وقليل من التوابل مع المشمش المشوي، بالإضافة إلى قطع من لحم الضأن، وبيض السمان، ولويزة الليمون.
-- طرحة العروس
> وصلت العروس التي اختارت فستاناً أبيض بسيطاً من تصميم دار «جيفنشي» الفرنسية رسمته البريطانية كلير وايت كيلر، على متن سيارة رولز - رويس بُعيد وصول العريس ببزّة عسكرية برفقة شقيقه الأكبر واشبينه ويليام مشياً، وسط تصفيق الحضور. ومع دخول العروس للكنيسة وحدها وخلفها أطفال يحملون ذيل فستانها علقت إحدى المذيعات بأن ميغان ليست وحدها فهي تحمل شعارات 53 دولة من الكومونولث مطرزة على هيئة زهور ونباتات على غلالتها الطويلة وهو ما ذكره قصر كنسنغتون في بيان: «أعربت السيدة ماركل عن رغبتها في وجود كل دول الكومنولث الـ53 معها في رحلتها خلال المراسم».
وكانت «الطرحة» مثبتاً بها تاج من اللماس خاص بالملكة ماري الذي أعارته الملكة إليزابيث الثانية، جدة هاري، لماركل.