مشروع عربي يطالب مجلس الأمن بـ«حماية دولية» للشعب الفلسطيني

TT

مشروع عربي يطالب مجلس الأمن بـ«حماية دولية» للشعب الفلسطيني

وزّعت البعثة الكويتية الدائمة لدى الأمم المتحدة في ساعة متقدمة من ليلة أمس بتوقيت نيويورك مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن يندد بـ«أشد العبارات» باستخدام إسرائيل القوة العسكرية ضد المتظاهرين عند حدود قطاع غزة مع إسرائيل، ويطالب بـ«إرسال بعثة حماية دولية» للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، في خطوة يتوقع أن تلقى معارضة شديدة من الولايات المتحدة.
وعلم أن المفاوضات على مشروع القرار ستبدأ في مطلع الأسبوع المقبل، أملاً في التصويت عليه بحلول نهاية الأسبوع المقبل.
ومشروع القرار الذي أعد باسم المجموعة العربية وبالتنسيق مع عدد من أعضاء مجلس الأمن، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، يندد بـ«أشد العبارات استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي للقوة ضد المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وبخاصة في قطاع غزة، في انتهاك للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، واﻟﻘﺮارات ذات الصلة، ويعبّر ﻋﻦ أسفه ﻟﻔﻘﺪان أرواح ﺑﺮﻳﺌﺔ». ويطالب إسرائيل بأن «تكف فوراً عن أعمالها الانتقامية العسكرية والعقاب الجماعي والاستخدام غير القانوني للقوة ضد المدنيين، بما في ذلك في قطاع غزة»، ويدعو إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والهدوء من كل الأطراف لتجنب المزيد من زعزعة الاستقرار». ويطالب إسرائيل أيضاً بـ«الامتثال الحازم لواجباتها ومسؤولياتها القانونية بموجب اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين في وقت الحرب المؤرخة في 12 أغسطس (آب) 1949». ويدعو إلى «الاحترام الكامل من كل الأطراف للقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك فيما يتعلق بحماية السكان المدنيين». ويؤكد «استعداده للتعامل مع حالات النزاع المسلح التي يستهدف فيها المدنيون أو تعوق فيها المساعدات الإنسانية للمدنيين عمداً، بما في ذلك من خلال النظر في اتخاذ التدابير المناسبة في إطار مجلس الأمن وفقاً لميثاق الأمم المتحدة».
ويدعو المشروع إلى «اتخاذ تدابير لضمان سلامة وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك في قطاع غزة»، ويشير إلى احتمال «إرسال بعثة حماية دولية» لضمان سلامة المدنيين. ويطالب بـ«الرفع الكامل للحصار والقيود التي تفرضها إسرائيل على الحركة والوصول إلى قطاع غزة والخروج منه، بما في ذلك من خلال فتح نقاط العبور الخاصة بقطاع غزة بشكل فوري ومستدام وغير مشروط أمام تدفق المعونة الإنسانية والسلع التجارية والأشخاص وفقاً للقانون الدولي».
ويطالب كل الأطراف بالتعاون مع موظفي المعونة الإنسانية من أجل إتاحة الوصول غير المعوق إلى السكان المدنيين من دون عراقيل. ويدعو إلى «وقف كل أشكال العنف والتخويف الموجهة ضد موظفي المساعدة الإنسانية».
وتعليقاً على مشروع القرار، اعتبر المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون أن «السخرية ومحاولات تشويه الواقع وصلت إلى درك جديد»، مضيفاً أن إسرائيل «ستستمر في الدفاع عن سيادتها وأمن مواطنيها ضد الإرهاب وعنف حماس». ووصف المشروع بأنه «شائن» وغايته «دعم جرائم حرب حماس ضد إسرائيل وسكان غزة الذين يرسلون للموت من أجل الحفاظ على حكم حماس».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».