بوروندي تصوت في استفتاء يهدد بـ«تأجيج الصراع العرقي»

الرئيس بيير نكورنزيزا يدلي بصوته أمس في الاستفتاء الذي سيبقيه رئيساً لبوروندي حتى عام 2034 (رويترز)
الرئيس بيير نكورنزيزا يدلي بصوته أمس في الاستفتاء الذي سيبقيه رئيساً لبوروندي حتى عام 2034 (رويترز)
TT

بوروندي تصوت في استفتاء يهدد بـ«تأجيج الصراع العرقي»

الرئيس بيير نكورنزيزا يدلي بصوته أمس في الاستفتاء الذي سيبقيه رئيساً لبوروندي حتى عام 2034 (رويترز)
الرئيس بيير نكورنزيزا يدلي بصوته أمس في الاستفتاء الذي سيبقيه رئيساً لبوروندي حتى عام 2034 (رويترز)

صوت مواطنو بوروندي أمس الخميس على استفتاء مثير للجدل بشأن فترات تولى الرئاسة، يتيح للرئيس بيير نكورونزيزا الذي أعلن مؤخرا أنه «القائد الأعلى الدائم للبلاد» في منصبه طويلا، وقد يؤجج الصراع العرقي في الدولة الأفريقية الواقعة بمنطقة البحيرات العظمى. وكان قد فر ما يقرب من نصف مليون شخص من البلاد منذ فوز نكورونزيزا بفترة ثالثة في السلطة عام 2015 بعد انتخابات شابتها أحداث عنف. وأمس أدلى نكورونزيزا بصوته في استفتاء قد يتيح له البقاء في الحكم حتى عام 2034، وهو ما أثار مخاوف من تزايد القمع السياسي. وبعد الإدلاء بصوته حث نكورونزيزا مواطني بلاده على المشاركة في الاستفتاء. والتشكيل العرقي في بوروندي شبيه بالتشكيل في رواندا المجاورة، حيث جرى أيضا تعديل الدستور للسماح لرئيسها بالاستمرار في السلطة. وتنتهي فترة رئاسة نكورونزيزا عام 2020.
وقد حظرت الحكومة قبل الاستفتاء ثلاث شبكات دولية، منها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، كما أن الكثير من المعارضين المحليين للاستفتاء قد تم اعتقالهم أو فروا إلى الخارج.
وحكم نكورونزيزا بوروندي، وهي واحدة من أفقر دول العالم، منذ عام 2005 في أعقاب حرب أهلية أودت بحياة 300 ألف شخص. وتنفي الحكومة الادعاءات بقمع الحريات وتقول إن الاستفتاء المُزمع سيكون حرا ونزيها. ويحدد الاستفتاء إمكانية تعديل الدستور بهدف زيادة فترات الرئاسة من خمس سنوات إلى سبع سنوات.
وقال أحد الناخبين ويدعى نيستور بيجابو، 42 عاما، للوكالة الألمانية: «لقد قمت بقراءة المراجعة المقترحة للدستور»، مضيفا: «هي تهدف لإبقاء الرئيس نكورونزيزا في السلطة مدى الحياة.. بالنسبة لي أنا أصوت بـلا».
وأدانت جماعات حقوقية بالإضافة إلى وزارة الخارجية الأميركية مناخ الترهيب الذي سبق الاستفتاء، كما دعت المعارضة المنقسمة في البلاد المواطنين للتصويت بـ«لا» أو مقاطعة الاستفتاء بالكامل. وقال مراسل لوكالة الأنباء الألمانية إن هناك وجودا عسكريا كبيرا في العاصمة، وأن الدبابات كانت تقوم بدوريات في الشوارع منذ مساء الأربعاء. ويتيح دستور البلاد الحالي للرؤساء البقاء في السلطة لفترتين كل منها خمسة أعوام، ولكن نكورونزيزا يريد تعديل الفترة لتبلغ سبعة أعوام. وقد أثارت خطوات نكورونزيزا، 54 عاما، زعيم المتمردين سابقا، لتمديد فترة حكمه اندلاع أعمال عنف في السابق. ويذكر أنه عندما فاز نكورونزيزا بفترة رئاسة ثالثة عام 2015، على خلاف ما ينص عليه الدستور، أثار ذلك أزمة عنف دفعت مئات الآلاف للفرار من منازلهم.



7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.