أعلنت قيادة الجيش اللبناني، أمس، عثورها على أسلحة وعبوات جاهزة للتفجير داخل مغارة في بلدة فنيدق العكارية شمال لبنان، في وقت تستمر فيه المخاوف من استمرار مسلسل التفجيرات، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما دفع مزيدا من الأحزاب والجمعيات الشيعية، أمس، إلى إلغاء إفطاراتها الرمضانية في جميع المناطق اللبنانية، أبرزها حركة أمل التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري.
وتأتي المخاوف من استهداف إفطارات رمضانية على ضوء ارتفاع منسوب الحذر الأمني مع تعقب خلايا تعد لسلسلة اعتداءات، على ضوء اعتراف الموقوف في تفجير الروشة، يوم الأربعاء الماضي، بأنه والانتحاري الذي فجر نفسه كانا يخططان لاستهداف مطعم الساحة الذائع الصيت في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله».
وفي تطور أمني جديد، أمس، تمكنت وحدات من الجيش اللبناني من مداهمة مغارة في جرود بلدة فنيدق العكارية، بناء على اعترافات موقوفين لديها، وصادرت محتوياتها من أسلحة وعبوات. وأفادت قيادة الجيش في بيان صادر عنها أمس بأنه «في إطار مواصلة مديرية المخابرات تعقب الخلايا الإرهابية، وبنتيجة استكمال التحقيق مع الموقوفين علاء كنعان ومحمود خالد اللذين ينتميان إلى أحد التنظيمات الإرهابية، اعترف الأخيران بوجود مغارة في منطقة جرود فنيدق، كانا يستخدمانها مع آخرين لإعداد وتصنيع العبوات للقيام بعمليات إرهابية».
وأشارت إلى أنه «على الأثر دهمت قوة من الجيش المغارة المذكورة حيث عثرت في داخلها على عبوات جاهزة للتفجير، وأسلحة وأقراص مدمجة وعدة شرائح خطوط وأجهزة خلوية، إضافة إلى وثائق وكتب تتضمن دروسا في تصنيع المتفجرات»، موضحة أنها «سلمت المضبوطات إلى المراجع المختصة، في حين يستمر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء».
وكانت عمليات المداهمة التي نفذتها القوى العسكرية شملت، وفق الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، بلدة فنيدق ومحيطها ومجمع العزيزية، الذي يقطنه لاجئون سوريون ومنطقة الكفرون ومحيط جسر عين البنات.
وأفادت تقارير إعلامية في بيروت، أمس، نقلا عن مصادر أمنية، بأن منذر الحسن، الذي عمم الأمن العام صورته قبل يومين، المشتبه بتزويده الانتحاريين بالمتفجرات، كان قد طلب من انتحاريي فندق الروشة تبديل وجهة الهجوم نحو مطعم الساحة، حيث قصدوه معا واستطلعوا المطعم ومداخله.
ونقلت «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة في لبنان، معلومات تشير إلى أن «الانتحاري المصاب عبد الرحمن الشنيفي كشف أن شخصا سوريا أبلغه مع رفيقه في إسطنبول بأن مهمتهما تقضي بمهاجمة اﻷمن العام أو الجيش»، كما كشف للتحقيق أن «(داعش) يبيع نفطا في سوريا والعراق، ويستطيع من خلال ذلك تأمين اﻷموال نقدا».
وغداة مداهمة الجيش للمغارة المذكورة، أعرب أهالي بلدة فنيدق ومخاتيرها وبلديتها عن استيائهم «لعودة مسلسل التفجيرات الإرهابية مرة أخرى، بعد فترة من الهدوء والأمن والاستقرار، الذي واكب الخطة الأمنية».
وقالوا في بيان صادر عنهم، أمس: «ساءنا أكثر إصرار بعض الأطراف اللبنانية على استمرار تدخلها في سوريا، وتورط المتورطين في التفجيرات، والضجيج الذي يصاحب كل حدث أمني، ويزرع الذعر والخوف ولا يسهم في تهدئة النفوس».
وطالب الأهالي والبلدية في بيانهم الدولة بأن «تستعين بفعاليات البلدة عند إرادة إلقاء القبض على أحد، تحسبا من ردود فعل غير محمودة، ويدنا كلنا ضد أي متهم يثبت تورطه»، داعين إلى «معالجة الدولة للأسباب الحقيقية التي غررت بالشباب، ودفعتهم إلى ما وصلوا إليه، ووقف التدخل اللبناني في الاقتتال في سوريا».
وفي موازاة دعوتهم الدولة إلى أن «تتعامل مع كل المطلوبين على سائر الأراضي اللبنانية بالأسلوب نفسه، وكلنا يعرف متورطين باغتيالات ساسة كبار وهم يصولون ويجولون»، شددوا على وجوب «تحويل الموقوف إلى القضاء المختص وتمكينه من توكيل محام، وأخذ اعترافاته الحقيقية أمام الجهة المختصة».
وفي سياق التدابير الاستباقية، أعلنت حركة أمل، التي يرأسها بري، أمس، «إلغاء جميع إفطاراتها التي كانت تنوي إقامتها في جميع المناطق اللبنانية، وذلك نظرا للأوضاع العامة في البلاد، والظروف الأمنية المستجدة على الساحة الداخلية، وذلك حفاظا على سلامة المجتمعين».
وكانت جمعيات وهيئات شيعية، بعضها محسوبة على «حزب الله»، اتخذت القرار نفسه قبل يومين، من دون صدور بيان رسمي عن الحزب بهذا الصدد.
سياسيا، أثنى رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني على أداء الأجهزة الأمنية التي «أثبتت فاعليتها في موضوع التفجيرات برغم الخلافات السياسية»، مؤكدا: «سنجتاز المحنة».
بدوره، طالب «حزب الله»، على لسان نائبه نواف الموسوي: «الأجهزة الأمنية جميعا إلى الانخراط في مواجهة جادة استباقية مع الإرهاب التكفيري بحيث يجري دهمه في عقر داره من قبل أن يأتينا مفخخا إلى عقر دارنا».
وشدد الموسوي، خلال احتفال تأبيني في بلدة قانا، جنوب لبنان، على «وجوب تعزيز التضامن الوطني اللبناني وترسيخ الوفاق بين القوى السياسية اللبنانية جميعا، لأن الإرهاب التكفيري قد يستغل الخلاف السياسي حول هذا الموضوع أو ذاك ليحرض عليه مذهبيا، وليؤمن البيئة الحاضنة التي تسمح له ضرب الأمن والاستقرار في لبنان».
وقال إن «(حزب الله) تحسب للخطر منذ البداية، فذهبنا إلى مقاتلة التكفيري من قبل أن يبدأنا بالهجوم، ولولا أننا لم نواجه التكفيريين منذ نحو عامين في سوريا، لكنا استفقنا ذات ليلة والتكفيريون بين أنظارنا في بيروت أو في البقاع أو الشمال أو في الجنوب، ولكان الخطر يلاحقنا جميعا سنة وشيعة ومسيحيين ومسلمين ودروزا على ما يلاحق أهل الرقة والموصل ونينوى والأنبار وغيرها من المدن العراقية والسورية».
11:45 دقيقه
الجيش اللبناني يجري سلسلة مداهمات في جرود عكار ويعثر على عبوات معدة للتفجير بمغارة
https://aawsat.com/home/article/127171
الجيش اللبناني يجري سلسلة مداهمات في جرود عكار ويعثر على عبوات معدة للتفجير بمغارة
«أمل» تلغي إفطاراتها الرمضانية.. و«حزب الله» يدعو لـ«مواجهة استباقية مع الإرهاب»
الجيش اللبناني يجري سلسلة مداهمات في جرود عكار ويعثر على عبوات معدة للتفجير بمغارة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة








