إسرائيل تقصف موقعاً لـ«حماس» بعد تعرض جنودها لإطلاق نار

TT

إسرائيل تقصف موقعاً لـ«حماس» بعد تعرض جنودها لإطلاق نار

قال الجيش الإسرائيلي إن دباباته قصفت أمس موقعاً لحركة حماس في شمال قطاع غزة، ردا على إطلاق نار من القطاع باتجاه جنوده.
وجاء تبادل إطلاق النار شرق جباليا، بعد أسبوع من الاحتجاجات والمواجهات في المنطقة الحدودية، بلغت ذروتها الاثنين، وأسفرت عن مقتل نحو ستين فلسطينيا برصاص الجيش الإسرائيلي، قبل أن تتراجع حدة التوتر. وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد قال الجيش في بيان، إنه لم يسجل إصابات في صفوف جنوده؛ لكنه «رد بإطلاق نيران الدبابات، واستهدف موقعا عسكريا لـ(حماس)». فيما أكد مصدر أمني فلسطيني، أن القصف استهدف نقطة مراقبة لـ«حماس»، ولم يسفر عن إصابات. ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس، قيادة «حماس» بأنها تتألف من «عصابة من أكلة لحم البشر، الذين يستخدمون أطفالهم ذخيرة».
وقال في قاعدة للجيش على الحدود مع غزة، إن هدف «حماس» هو «فك الحصار (عن غزة)، وليس بناء اقتصادهم أو خلق حالة تعايش». مشددا على أن هدف «حماس» هو «تهريب السلاح، ومواصلة بناء قوتها وبناء نموذج (حزب الله) آخر».
من جهته، أعلن قيادي بارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن 50 من عناصر الحركة قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في المواجهات، التي وقعت الاثنين والثلاثاء على حدود قطاع غزة مع إسرائيل.
وقال صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، في مقابلة تلفزيونية مع الشبكة الإخبارية المحلية «بلدنا الإعلامية»: «خلال الجولة الأخيرة (مواجهات الاثنين والثلاثاء) استشهد 62 فلسطينيا، بينهم 50 شهيدا من (حماس)، وهذا رقم رسمي، و12 شهيدا هم من أبناء الناس».
وتابع البردويل موضحا: «قبل ذلك كان 50 في المائة من الشهداء من أبناء (حماس)»، في إشارة إلى حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ بدء الاحتجاجات في 30 من مارس (آذار) الماضي، وحتى مساء الأحد الماضي.
وتساءل البردويل «كيف يقال إن (حماس) تجني الثمار إذا كانت تدفع هذا الثمن الباهظ» من القتلى من نشطائها.
وقتل نحو 116 فلسطينيا، وأصيب الآلاف منذ اندلاع الاحتجاجات نهاية مارس الماضي، من بينهم 62 فلسطينيا قتلوا في المواجهات التي وقعت يومي الاثنين والثلاثاء في «مليونية العودة وكسر الحصار»، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
وتأتي هذه الاحتجاجات التي تنظمها الهيئة الوطنية العليا لـ«مسيرات العودة»، وهي هيئة تضم كافة الفصائل الفلسطينية، وممثلي منظمات أهلية ومدنية ووطنية، رفضا لنقل السفارة الأميركية إلى القدس، وبمناسبة الذكرى السبعين للنكبة وقيام دولة إسرائيل.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.