الأمم المتحدة تمدد مهمة قوات «أميصوم» في الصومال

TT

الأمم المتحدة تمدد مهمة قوات «أميصوم» في الصومال

تبنّى مجلس الأمن الدولي بالإجماع، قراراً يُجيز للاتحاد الأفريقي إبقاء بعثته لحفظ السلام في الصومال (أميصوم) حتى 31 يوليو (تموز) المقبل. واتخذ هذا القرار في وقت يُرتقب صدور تقرير حول الصومال بحلول منتصف الشهر المقبل.
وكان مجلس الأمن قد سمح في قراره للاتحاد الأفريقي بخفض عدد قوات «أميصوم»، كما تخطط الأمم المتحدة لسحب هذه القوات تدريجياً من الصومال حتى عام 2020. لكن الدول المشاركة في هذه القوات (كينيا وأوغندا وبوروندي وجيبوتي وإثيوبيا) لا تزال تعارض هذا الانسحاب. وترى في المقابل أنه غير واقعي ومن شانه تهديد النصر الذي حققته القوات الأفريقية في قتالها ضد حركة «الشباب» المتطرفة في الصومال. وتوجود «أميصوم» في الصومال منذ عام 2007 بقوة مكونة من أكثر من 21 جندياً مقاتلاً لدعم الحكومة المدعومة دولياً ضد حركة «الشباب»، بينما يعاني الجيش الصومالي نقصاً في التجهيز وسوء تنظيم ويواجه صعوبات في التصدي للتهديد الذي تشكله حركة «الشباب».
ويشهد الصومال، الغارق في حرب أهلية مدمرة منذ 1991، تمرداً مسلحاً تقوده «الشباب» منذ عام 2007، ينجم عنه سقوط كثير من القتلى. وعلى الرغم من أنه تمّ طرد مقاتلي الحركة من العاصمة في أغسطس (آب) 2011، ثم توالت هزائمها حتى فقدت الجزء الأكبر من معاقلها، لكنها ما زالت تسيطر على مناطق ريفية واسعة تشنّ منها حرب عصابات وعمليات انتحارية تستهدف مقديشو وقواعد عسكرية صومالية أو أجنبية.
إلى ذلك، دعا الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو والأمم المتحدة إلى وقف فوري للأعمال العدائية بين قوات إقليمي بونت لاند (أرض اللبان) وأرض الصومال الانفصالية، في أعقاب القتال المكثف في منطقة توكاراك في سوول.
ودعا فرماجو ومايكل كيتينغ، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصومال، الأطراف المتحاربة إلى حل الخلافات عن طريق الحوار.
وحثّ كيتينغ الجانبين على الدخول في حوار للعمل تجاه وقف إطلاق النار واتفاق سياسي بعد اندلاع قتال أول من أمس، عندما قامت قوات من أرض الصومال بشن هجوم على قواعد تحرسها قوات من «بونت لاند».
وبعد يوم واحد فقط على تهديدات حكومة إقليم بونت لاند بـ«الردّ العنيف على أي هجوم على أراضيها أو شعبها»، حث المسؤول الأممي طرفي النزاع على السعي الحثيث لإيجاد حل سلمي لخلافاتهما.
من جانبه، أعرب فرماجو عن أسفه لإراقة الدماء، قائلاً: «ينبغي الوقف الفوري للقتال في منطقة توكارق ودون أي شروط مسبقة».
وبعدما اعتبر أن الطريق الوحيد لحل النزاعات هو الحوار، دعا فرماجو العشائر المتنازعة في منطقة عيل أف واين التابعة لإقليم سناج، إلى الوقف الفوري للقتال.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.