الذكرى العاشرة لعودة العلاقات الدبلوماسية بين الكويت والعراق

أمير الكويت هنأ الفائزين بالانتخابات البرلمانية التكميلية

الذكرى العاشرة لعودة العلاقات  الدبلوماسية بين الكويت والعراق
TT

الذكرى العاشرة لعودة العلاقات الدبلوماسية بين الكويت والعراق

الذكرى العاشرة لعودة العلاقات  الدبلوماسية بين الكويت والعراق

هنأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الفائزين بعضوية مجلس الأمة (البرلمان) في الانتخابات التكميلية، معبرا عن تهانيه بالثقة التي أولاهم إياها المواطنون، متمنيا أن يوفق الجميع لخدمة الوطن العزيز والإسهام في رقيه وتطوره ورفع رايته.
وأعلنت اللجان المشرفة على الانتخابات فوز أحمد سليمان القضيبي وأحمد حاجي لاري عن الدائرة الثانية، وعبد الله يوسف المعيوف وفارس سعد العتيبي عن الدائرة الثالثة، ومحمد ناصر الرشيدي عن الدائرة الرابعة.
وبلغت نسبة المشاركة 25 في المائة من إجمالي الناخبين المقيدين في سجلات الدوائر الثلاث، إثر مشاركة نحو 58 ألف ناخب وناخبة في الانتخابات التكميلية العاشرة في تاريخ الحياة النيابية الكويتية منذ عام 1963.
وأعلن رئيس اللجنة الرئيسة في الدائرة الانتخابية الثانية للانتخابات التكميلية لمجلس الأمة 2014 المستشار مشعل الجريوي، فوز المرشح أحمد سليمان القضيبي (مواليد 1972) بالمركز الأول بعد حصوله على 2574 صوتا، وهو عضو غرفة التجارة والصناعة الكويتية ويمثل قطاع المال والأعمال الكويتي، في حين جاء المرشح أحمد حاجي علي عبد الله لاري (مواليد 1955) في المركز الثاني بعد حصوله على 1985 صوتا، وهو نائب سابق في البرلمان ممثل لتيار التحالف الوطني الإسلامي الجناح السياسي داخل التيار الشيعي.
وأعلن رئيس اللجنة الرئيسة في الدائرة الانتخابية الثالثة وكيل محكمة الاستئناف المستشار حسين رمضان فوز المرشح عبد الله يوسف رجب المعيوف (مواليد 1953) بالمركز الأول بعد حصوله على 2228 صوتا، وهو رياضي وعضو جمعية الصحافيين الكويتية، فيما حل المرشح فارس سعد عيد عبد الله العتيبي (مواليد 1974) ثانيا بعد حصوله على 2137 صوتا، وهو يعد أحد أبناء القبائل وعمل مراقبا عاما في بلدية الكويت.
وفي الدائرة الرابعة أعلن رئيس اللجنة الرئيسة المستشار إبراهيم الملا، فوز المرشح محمد ناصر عيد ماطر البراك الرشيدي بالمركز الأول بعد حصوله على 7533 صوتا، وهو من مواليد 1970، ويمثل قبيلة الرشايدة التي ارتفع ممثلوها بالبرلمان إلى ثلاثة نواب.
وديموغرافيا، تغيرت تركيبة البرلمان بعد استكمال عقده بانتهاء الانتخابات التكميلية، حيث خسرت المرأة مقعدها الوحيد الذي كانت تشغله النائبة المستقيلة صفاء الهاشم إثر عدم تأهل أي مرشحة من المرشحات السبع اللاتي شاركن في الانتخابات التكميلية، فيما ارتفع عدد مقاعد النواب الشيعة إلى تسعة بحصول النائب أحمد لاري على مقعد النائب المستقيل علي الراشد، وارتفع عدد النواب القبليين إلى 22 حيث استعاد النائب محمد البراك مقعد النائب حسين قويعان، وتمكن النائب فارس العتيبي من الفوز لأول مرة ممثلا للدائرة الثالثة التي استقال منها عبد الكريم الكندري وصفاء الهاشم، وتمكن التيار الليبرالي من زيادة مقاعده إلى ثلاثة بفوز أحمد القضيبي الذي حل بديلا عن النائب المستقل رياض العدساني.
ويتألف البرلمان الكويتي من خمسين نائبا، وبعد إعلان نتائج الانتخابات التكميلية أصبحت تقسيمته الجديدة وفقا للتالي: يشكل أبناء القبائل 44 في المائة، والشيعة 18 في المائة، والليبراليون ستة في المائة، فيما يشكل النواب المحافظون والمستقلون 32 في المائة.
إلى ذلك، أشاد سفير جمهورية العراق لدى الكويت محمد حسين بحر العلوم بالتطور المميز والإيجابي للعلاقات الكويتية العراقية وتعاون البلدين لطي صفحة الماضي بهدف الوصول إلى الاستقرار المنشود من الجانبين.
وأكد بحر العلوم في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية بمناسبة الذكرى العاشرة لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، أن ما جرى اتخاذه من خطوات بين البلدين في غضون السنوات العشر الأخيرة ولا سيما في السنوات الثلاث الأخيرة كان طفرة مميزة وقفزة نوعية في العلاقة الثنائية.
وقال إن العلاقات بين البلدين مرت بانتكاسة كبيرة جدا جراء الغزو الصدامي للكويت العزيزة، داعيا إلى أن يتجاوز البلدان استحقاقاتها وإسقاطاتها لا سيما أنها تمس شعور الإنسان العراقي لالتصاق كلمة المحتل بهذا الشعب، وهو بريء من ذلك العمل.
وأضاف أن جريمة الغزو العراقي للكويت عام 1990 هي جريمة رجل نسي وتجاوز كل علاقات الأخوة العربية والجيرة والصداقة والمودة ورماها خلف ظهره بغزوه هذا البلد، مبينا أن ذلك ليس من شيم الإسلام والعروبة، ولا من شيم العراقيين وأخلاقهم وعاداتهم وطباعهم.
وذكر أن البلدين بعد 24 سنة من الغزو الصدامي استطاعا بهمة القيادات الناضجة الحكيمة الواعية طي صفحة الماضي وتجاوزها والتسامي فوق الجراح والعبور إلى ضفة الاستقرار والأمان والعلاقات الطيبة، وأن هذا هو الأساس الذي استندت إليه العلاقة العراقية - الكويتية واتخذته أرضية صلبة للعودة إلى الوضع الإيجابي الحالي.
وأشار بحر العلوم إلى مشاركة الكويت للعراق في التخلص من براثن النظام الصدامي ودورها في أن يتنفس الشعب العراقي الصعداء ونسيم الحرية والمستقبل الإيجابي.
وتطرق إلى خطوات البلدين التي اتسمت بالعزيمة والإصرار على طي صفحة الماضي والدخول في تاريخ جديد تحدده العلاقات الأخوية الطيبة وسيادة البلدين والاعتراف بكرامة البلدين والشعبين بدءا بتبادل وإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الكويت والعراق.
وأوضح السفير العراقي لدى الكويت محمد بحر العلوم في السياق ذاته أن هذه الخطوة كانت علامة بارزة في بدء البلدين مسيرتهما الإيجابية في بناء العلاقة، لافتا إلى أن البلدين اتخذا خطوات إيجابية كبيرة في نسج جسور الثقة بينهما من خلال زيارات المسؤولين العراقيين للكويت لتقديم الشكر لها على دعم العراق وعودته إلى المحافل الدولية.
واستذكر بحر العلوم الموقف التاريخي لدولة الكويت في اجتماع جامعة الدول العربية عام 2003 عندما طرح موضوع مناقشة عودة العراق إلى الجامعة حين دخل وزير الخارجية السابق الشيخ محمد صباح السالم الصباح حينها إلى قاعة الاجتماع يدا بيد مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.
وقال إن هذا الموقف مثل لوحة تاريخية تدل على أن الكويت أمسكت بزمام مبادرة إعادة العراق إلى حضن الأمة العربية ودعمها وإصرارها على هذه العودة لما للعراق من أهمية في المنطقة، مشيرا إلى أن وقوف الكويت إلى جانب العراق في جميع المحافل الدولية كان له صدى إيجابي كبير.
وأشاد بحر العلوم بموقف أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التاريخي في قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في مدينة سرت الليبية حينما أكد على حق العراق في استضافة القمة العربية التي تليها والتي عقدت عام 2012 والتي أصر الشيخ صباح على حضورها والمشاركة فيها.
واختتم السفير العراقي لدى الكويت محمد بحر العلوم بالتأكيد على أن زيارة أمير الكويت التاريخية إلى بغداد أعطت مؤشرا على عزم القيادة الكويتية على عودة العلاقات الثنائية، وكانت دلالة واضحة على عزيمته على تسجيل هذه الزيارة تاريخيا.



الخارجية الفلسطينية ترحب بموافقة الأمم المتحدة على تمديد ولاية «الأونروا»

رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
TT

الخارجية الفلسطينية ترحب بموافقة الأمم المتحدة على تمديد ولاية «الأونروا»

رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)
رجل يعلق علماً فلسطينياً على هوائي في مبنى شبه مدمّر كان يضم عيادة لـ«الأونروا» في مخيم جباليا بغزة (أ.ف.ب)

رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية، الجمعة، بتبني الجمعية العامة بأغلبية ساحقة خمسة قرارات لصالح الشعب الفلسطيني، من بينها تجديد ولاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

وقالت الوزارة، في بيان، إن هذه القرارات «تعكس تضامناً واسعاً من جميع أنحاء العالم مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وتمثل إقراراً بمسؤولية المجتمع الدولي في دعم الاحتياجات السياسية والإنسانية، بما فيها حق لاجئي فلسطين».

وأضافت أن هذا التضامن يؤكد دعم العالم لوكالة «الأونروا» سياسياً ومالياً، ولحماية حقوق اللاجئين وممتلكاتهم وإدانة الاستيطان الإسرائيلي.

وأشارت الخارجية الفلسطينية إلى أن هذا التصويت «تعبير إضافي عن رفض المجتمع الدولي للضم والاستيطان والتهجير القسري والعقاب الجماعي والتدمير الواسع للبنية التحتية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والإبادة في قطاع غزة».


حديث ترمب عن تعديل المرحلة الثانية... هل يُفعل «البند 17» بـ«اتفاق غزة»؟

يملأ فلسطينيون حاوياتهم بالمياه في مخيم النصيرات للنازحين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
يملأ فلسطينيون حاوياتهم بالمياه في مخيم النصيرات للنازحين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

حديث ترمب عن تعديل المرحلة الثانية... هل يُفعل «البند 17» بـ«اتفاق غزة»؟

يملأ فلسطينيون حاوياتهم بالمياه في مخيم النصيرات للنازحين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
يملأ فلسطينيون حاوياتهم بالمياه في مخيم النصيرات للنازحين الفلسطينيين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

حديث عابر للرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «تعديل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة» دون أن يوضح تفاصيل ذلك التعديل، أثار تساؤلات بشأن تنفيذ ذلك.

هذا الحديث الغامض من ترمب، يفسره خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بأنه سيكون تغييراً في تنفيذ بنود الاتفاق، فبدلاً من الذهاب لانسحاب إسرائيلي من القطاع الذي يسيطر فيه على نسبة 55 في المائة، ونزع سلاح «حماس»، سيتم الذهاب إلى «البند 17» المعني بتطبيق منفرد لخطة السلام دون النظر لترتيباتها، وتوقعوا أن «المرحلة الثانية لن يتم الوصول إليها بسهولة في ظل عدم إنهاء ملفات عديدة أهمها تشكيل مجلس السلام ولجنة إدارة غزة ونشر قوات الاستقرار».

و«البند 17» في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ينص على أنه «في حال أخّرت (حماس) أو رفضت هذا المقترح، فإنّ العناصر المذكورة أعلاه، بما في ذلك عملية المساعدات الموسّعة، ستنفّذ في المناطق الخالية من الإرهاب التي يسلّمها الجيش الإسرائيلي إلى قوة الاستقرار الدولية».

و«وثيقة السلام» التي وُقعت في أكتوبر الماضي بين «حماس» وإسرائيل تناولت فقط النقاط المتعلقة بما يسمى «المرحلة الأولى»، وتشمل الهدنة الأولية وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي، وشروط تبادل الأسرى والمحتجزين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، فيما لم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي بشأن «المرحلة الثانية» المتعلقة بإدارة غزة بعد الحرب.

وأعلن ترمب في تصريحات نقلت، الخميس، أن المرحلة الثانية من خطته للسلام في غزة «ستخضع للتعديل قريباً جداً»، وسط تصاعد القلق من تعثرها وعدم إحرازها تقدماً ملموساً في التنفيذ، دون توضيح ماهية تلك التعديلات.

المحلل في الشأن الإسرائيلي بمركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى أن التعديل الذي يمكن أن يرتكز عليه ترمب للحيلولة دون انهيار الاتفاق كما يعتقد هو اللجوء لـ«البند 17» الذي يرسخ لتقسيم غزة، لغزة قديمة وجديدة، وهذا ما كان يطرحه المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف الشهر الماضي في عدد من لقاءاته.

وأشار إلى أن هذا التعديل هو المتاح خاصة أن الاتفاق أقر في مجلس الأمن الشهر الماضي، ويمكن أن يعاد تفعيل ذلك البند تحت ذرائع عدم استجابة «حماس» لنزع السلاح أو ما شابه، متوقعاً أن يقود هذا الوضع لحالة لا سلم ولا حرب حال تم ذلك التعديل.

رد فعل فلسطينية على مقتل أحد أقربائها في غارة إسرائيلية بخان يونس (أ.ف.ب)

ويرجح المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أنه في ظل عدم توضيح ماهية تعديلات ترمب بشأن المرحلة الثانية، فإن «هناك مخاوف من ترسيخ تقسيم غزة يمكن أن نراها في التعديل مع رغبة إسرائيلية في استمرار بقائها في القطاع، تطبيقاً لما يتداول بأن هذا غزة جديدة وأخرى قديمة».

ووسط ذلك الغموض بشأن التعديل، أفاد موقع «أكسيوس» بأن ترمب يعتزم إعلان انتقال عملية السلام في غزة إلى مرحلتها الثانية، والكشف عن هيكل الحكم الجديد في القطاع قبل 25 ديسمبر (كانون الأول) الجاري. ونقل الموقع، الخميس، عن مسؤولَين أميركيين قولهما إن «تشكيل القوة الدولية وهيكل الحكم الجديد لغزة في مراحله الأخيرة»، متوقعين أن يعقد الرئيس الأميركي اجتماعاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قبل نهاية ديسمبر الجاري لمناقشة هذه الخطوات.

غير أن الرقب يرى أن المرحلة الثانية أمامها عقبات تتمثل في «عدم تشكيل مجلس السلام وحكومة التكنوقراط، وعدم تشكيل الشرطة التي ستتولى مهامها وقوة الاستقرار، وأن أي تحركات لن ترى النور قبل يناير (كانون الثاني) المقبل».

ولا يرى عكاشة في المستقبل القريب سوى اتساع احتلال إسرائيل للمناطق التي تقع تحت سيطرتها في القطاع لتصل إلى 60 في المائة مع استمرار تعثر تنفيذ الاتفاق دون تصعيد كبير على نحو ما يحدث في جنوب لبنان من جانب إسرائيل.

فلسطينيون يسيرون أمام الخيام الممتدة على طول الشوارع وسط أنقاض المباني المدمرة في جباليا (أ.ف.ب)

وقبل أيام، تحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أن هناك خطة إسرائيلية لإعادة توطين نحو مليوني فلسطيني في مناطق جديدة خاضعة لإسرائيل شرق الخط الأصفر، وتفريغ المناطق الخاضعة لسيطرة «حماس» من المدنيين بالكامل، وملاحقة عناصر حركة «حماس» في هذه المناطق تدريجياً. كما نقلت صحيفة «تلغراف» البريطانية، عن دبلوماسيين غربيين أن الخطة الأميركية بشأن غزة تنطوي على خطر تقسيم القطاع إلى جزأين للأبد، ما يؤسّس لوجود قوات الاحتلال بشكل دائم في القطاع المنكوب.

وقبل نحو أسبوع، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في لقاء ببرشلونة مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، على وحدة الأراضي الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة ورفض مصر أي إجراءات من شأنها تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وغزة أو تقويض فرص حل الدولتين على الأرض.

وأعاد عبد العاطي، التأكيد على ذلك في تصريحات، الأربعاء، قائلاً إنه «لا مجال للحديث عن تقسيم غزة، فغزة هي وحدة إقليمية متكاملة، وجزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية القادمة، جنباً إلى جنب مع الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وهذه هي قرارات الشرعية الدولية وبالتأكيد يتعين الالتزام بذلك»، مؤكداً أنه إلى الآن يجرى التشاور بشأن لجنة إدارة قطاع غزة مع الأطراف المعنية، حتى تتولى هذه اللجنة الإدارية من التكنوقراط مهام العمل على الأرض. وأشار عكاشة إلى أن الجهود المصرية ستتواصل لمنع حدوث تقسيم في قطاع غزة أو حدوث تعديل يؤثر على الاتفاق، لافتاً إلى أن السيناريوهات مفتوحة بشأن التطورات المرتبطة بخطة ترمب.


«المعاقون» في صنعاء... فئة منسيّة تحت مقصلة الحرمان

معاقون في صنعاء أخضعهم الحوثيون للمشاركة في فعالية طائفية (فيسبوك)
معاقون في صنعاء أخضعهم الحوثيون للمشاركة في فعالية طائفية (فيسبوك)
TT

«المعاقون» في صنعاء... فئة منسيّة تحت مقصلة الحرمان

معاقون في صنعاء أخضعهم الحوثيون للمشاركة في فعالية طائفية (فيسبوك)
معاقون في صنعاء أخضعهم الحوثيون للمشاركة في فعالية طائفية (فيسبوك)

تتفاقم معاناة الآلاف من ذوي الإعاقة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، في ظل انهيار شبه كامل لمنظومة الرعاية الاجتماعية، واتهامات مباشرة للجماعة الحوثية بتحويل الموارد المخصصة لهذه الفئة إلى قنوات تخدم مشروعها العسكري والآيديولوجي.

ومع استمرار انقطاع البرامج الحكومية والدعم الدولي، يجد المعاقون أنفسهم أمام واقع قاسٍ تتضاعف فيه الاحتياجات وتتراجع فيه فرص العلاج والرعاية.

مصادر محلية أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية كثفت خلال الأسابيع الأخيرة من ممارساتها التي تستهدف ذوي الإعاقة في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرتها، سواء عبر استغلالهم في فعاليات ومناسبات سياسية، أو من خلال إجبار عشرات الأطفال على حضور دورات تعبئة فكرية تستند إلى خطاب طائفي، في مخالفة صريحة لأبسط قواعد الرعاية الإنسانية.

وتشير المصادر إلى أن ما تبقى من المراكز والمنشآت المتخصصة التي كانت تقدم خدمات طبية وتأهيلية للمعاقين، تحوّل إلى أماكن شبه مهجورة بعد إغلاقات تعسفية ووقف شبه تام للبرامج الفنية والدعم الخارجي، نتيجة استحواذ الجماعة على المخصصات والموارد المالية.

مبنى «صندوق رعاية وتأهيل المعاقين» الخاضع للحوثيين في صنعاء (إكس)

وكشف سكان في صنعاء أن مئات المعاقين فقدوا مصادر دخلهم المحدودة. ومع غياب برامج الدعم، اضطرت كثير من الأسر إلى إرسال أبنائها من ذوي الإعاقة إلى شوارع المدينة، بحثاً عن أي مساعدة تساهم في تغطية احتياجاتهم الغذائية أو تكاليف العلاج باهظة الثمن.

وتؤكد أسرة تقيم في ضواحي صنعاء أن اثنين من أبنائها من ذوي الإعاقة لم يعودا قادرين على تلقي جلسات العلاج الطبيعي أو الحصول على أجهزة طبية مساعدة، مثل الأطراف الصناعية أو السماعات، بعد ارتفاع أسعارها وغياب الدعم المخصص لهم من «صندوق رعاية وتأهيل المعاقين» الخاضع لسيطرة الحوثيين.

وتضيف الأسرة أن الصندوق ـ الذي كان يعد المتنفس الوحيد لهذه الفئة ـ توقف عن تقديم معظم خدماته التعليمية والتأهيلية، مما أدى إلى حرمان مئات الأطفال من ذوي الإعاقة من حقهم في التعليم المتخصص.

ضحايا بلا رعاية

تقدّر مصادر يمنية حقوقية أن عدد ذوي الإعاقة في صنعاء وبقية مناطق سيطرة الحوثيين يتجاوز 4.5 مليون معاق، بينهم مصابون بإعاقات خلقية، وآخرون نتيجة الحرب التي أشعلتها الجماعة منذ انقلابها. وتؤكد التقديرات أن أكثر من 70 في المائة منهم محرومون من الحصول على أهم الاحتياجات الأساسية، وعلى رأسها الكراسي المتحركة، والأجهزة التعويضية، وجلسات العلاج الطبيعي، وبرامج التأهيل المهني.

جانب من زيارة قيادات حوثية لـ«صندوق رعاية وتأهيل المعاقين» في صنعاء (إعلام حوثي)

وأكد عاملون في «صندوق رعاية وتأهيل المعاقين» بصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تراجعاً حاداً في الخدمات المقدمة، مشيرين إلى أن الصندوق يستقبل شهرياً نحو 800 حالة جديدة، معظمها تحتاج إلى رعاية طويلة المدى لا يستطيع الصندوق تلبيتها حالياً. وقالوا إن سيطرة الحوثيين على موارد الصندوق وقراراته أدت إلى إيقاف عشرات المراكز وتجميد برامج التأهيل، إضافة إلى تحويل جزء كبير من الدعم لصالح الجرحى والمقاتلين العائدين من الجبهات.

وأشار العاملون إلى أن المساعدات النقدية والأجهزة التعويضية تُمنح بشكل شبه حصري لعناصر الجماعة وجرحاها، في الوقت الذي يُترك فيه آلاف المعاقين المدنيين لمواجهة مصيرهم دون أي دعم.

تعبئة فكرية

وسط هذا الانهيار الإنساني، تواصل الجماعة الحوثية إخضاع عشرات الأطفال من ذوي الإعاقة في صنعاء لدورات فكرية وتعبوية تحت اسم «دورات توعوية»؛ إذ أفادت مصادر مطلعة بأن الجماعة جمعت خلال الأيام الماضية أطفالاً ومراهقين من تسعة مراكز وجمعيات متخصصة، تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاماً، وأخضعتهم لمحاضرات تهدف إلى غرس أفكارها العقائدية.

وتقول المصادر إن هذه هي المرة الثالثة منذ مطلع العام التي يتم فيها إخضاع قاصرين معاقين لمثل هذه الأنشطة، في خطوة أثارت سخطاً واسعاً بين أسر الضحايا، الذين اعتبروا ذلك استغلالاً فجاً لفئة يُفترض حمايتها وتمكينها بدلاً من تجييرها لصالح مشروع سياسي.

ويأتي ذلك بعد زيارة مفاجئة للقيادي الحوثي محمد مفتاح، القائم بأعمال رئيس حكومة الانقلاب، إلى مقر الصندوق، وهي زيارة رأى فيها مراقبون محاولة لشرعنة ممارسات الجماعة لا أكثر.

فتيات معاقات لدى مشاركتهن في برنامج تعبوي نظمه الحوثيون في صنعاء (فيسبوك)

ويحذر مختصون اجتماعيون في صنعاء من أن استمرار الإهمال وغياب برامج الدعم قد يدفعان بمزيد من ذوي الإعاقة إلى دوامة الفقر المدقع، ويعمق من معاناتهم الصحية والإنسانية. ويتهمون الجماعة الحوثية بأنها حولت هذه الفئة من مواطنين يحتاجون إلى رعاية إلى وسيلة للابتزاز السياسي والاستغلال الإعلامي.

ويطالب المختصون المؤسسات الدولية والمانحين بضرورة إعادة تفعيل برامج الدعم والتأهيل وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها بعيداً عن تدخّلات الحوثيين، داعين إلى وضع آلية رقابة مستقلة على البرامج الموجهة لذوي الإعاقة.

ويؤكد المختصون أن إنقاذ هذه الفئة يتطلب جهوداً عاجلة، خصوصاً في ظل الانهيار المتواصل للخدمات الصحية وارتفاع تكاليف العلاج وتوقف التمويل المحلي والدولي عن معظم المراكز.