واشنطن تفتح باب التفاوض للأوروبيين حول إيران

TT

واشنطن تفتح باب التفاوض للأوروبيين حول إيران

أعرب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس، عن رغبة أميركية في العمل مع شركائها الأوروبيين بشكل «وثيق» للتوصل إلى اتفاق جديد لمواجهة «سلوك إيران المؤذي»، بعد انسحاب البيت الأبيض من الاتفاق النووي الحالي.
وجاء إعلان الوزير أمس خلال مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» الأميركية في وقت تعرض فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى انتقادات لاذعة من حلفائه الأوروبيين بسبب الخروج من الاتفاق النووي.
وقال بومبيو إن «الانسحاب (من الاتفاق) لم يكن يستهدف الأوروبيين»، مشيراً إلى رغبة واشنطن في التوصل مع حلفائها إلى اتفاق أكثر شمولاً حول الاتفاق النووي الإيراني، بينما قال مسؤول آخر إن إيران «توسعت» في الشرق الأوسط منذ توقيع الاتفاق، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتابع وزير الخارجية الذي تولى منصبه قبل 10 أيام من خروج واشنطن من الاتفاق، أن «الرئيس (دونالد) ترمب كلفني التوصل إلى اتفاق يحقق هدف حماية أميركا. هذا ما سنقوم به وسأعمل عليه في شكل وثيق مع الأوروبيين في الأيام المقبلة»، مضيفاً: «آمل أن نستطيع في الأيام والأسابيع المقبلة التوصل إلى اتفاق ناجح فعلاً يحمي العالم من سلوك إيران المؤذي ليس فقط بشأن برنامجهم النووي، ولكن كذلك بشأن صواريخهم وسلوكهم السيئ»، مضيفاً: «وسأعمل بشكل وثيق مع الأوروبيين لمحاولة تحقيق ذلك».
وتقول الإدارة الأميركية إن رفع العقوبات عن إيران بموجب الاتفاق سمح لطهران ببناء جيشها، بينما أعلن ترمب السبت، أن إنفاق الدفاع الإيراني ارتفع بنسبة 40 في المائة منذ 2015.
في هذا الصدد، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أمس، إن الجيش الإيراني استغل تخفيف الضغوط على الاقتصاد الإيراني للتدخل في نزاعات في الشرق الأوسط خلال السنوات الثلاث الماضية. وصرح لقناة «إيه بي سي» أمس: «إذا نظرتم إلى التقدم الذي أحرزته إيران تحت ستار هذا الاتفاق، وتقدمها العسكري التقليدي والإرهابي في العراق وسوريا ولبنان واليمن منذ 2015، ستجدون أن إيران كانت تحرز تقدماً فعلياً»، مشيراً إلى أن الإيرانيين «كانوا يحدثون تغييراً في توازن القوى في الشرق الأوسط حتى خروج ترمب من هذا الاتفاق».
ولم يستعبد بولتون فرض عقوبات أميركية على الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي. وصرح عبر قناة «سي إن إن»: «هذا أمر محتمل. يتوقف على سلوك الحكومات الأخرى».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن تسعى حالياً إلى تغيير النظام في إيران، رد بولتون أن هذه ليست سياسة الإدارة. ورفض بومبيو الأحد الفرضية القائلة إن تجدد التوتر في المنطقة في الأيام الأخيرة ناجم عن شعور طهران بأنها تحررت بعد انسحاب واشنطن منه، وقال: «هذا مضحك»، مؤكداً على العكس أنه مع بدء تنفيذ الاتفاق النووي في 2015، «اعتقد (المسؤولون الإيرانيون) أنهم يستطيعون التحرك دون أي محاسبة».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.