إسرائيل تعدّ التوتر العسكري مع إيران وسوريا «جولة حربية انتهت»

ردت على رواية دمشق وطهران: أطلقوا علينا 20 صاروخاً أسقطنا 4 والبقية سقطت في الجولان

جندي إسرائيلي على قاذفة صواريخ قرب الحدود السورية في الجولان المحتل (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي على قاذفة صواريخ قرب الحدود السورية في الجولان المحتل (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعدّ التوتر العسكري مع إيران وسوريا «جولة حربية انتهت»

جندي إسرائيلي على قاذفة صواريخ قرب الحدود السورية في الجولان المحتل (أ.ف.ب)
جندي إسرائيلي على قاذفة صواريخ قرب الحدود السورية في الجولان المحتل (أ.ف.ب)

أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي، في ختام محادثاتها مع القيادات السياسية، أمس الخميس، أن القصف المتبادل للصواريخ على الأرض السورية انتهى من دون أي خسائر إسرائيلية، وأن هذه الاشتباكات كانت بمثابة «جولة حربية انتهت وأصبحت من ورائنا».
ولخصت ما جرى بالقول إن «(فيلق القدس) الإيراني في سوريا والميليشيات التابعة له أطلقوا بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس زخاً من 20 صاروخا باتجاه المواقع العسكرية الإسرائيلية في هضبة الجولان (المحتلة)، فاعترضتها المضادات الجوية الإسرائيلية وأسقطت 4 صواريخ منها، بينما سقطت بقيتها (16 صاروخا) في الأراضي السورية شرق الجولان. وعلى الرغم من أن هذا القصف لم يتسبب بأي ضرر في البشر أو الممتلكات، فقد عدّته إسرائيل تطورا خطيرا كانت قد حذرت منه. وعلى أثر ذلك، ردت الطائرات والمدافع الإسرائيلية بقصف نحو 50 موقعا إيرانيا في مختلف أنحاء سوريا. وعادت الطائرات الإسرائيلية إلى مواقعها سالمة».
وقال وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان إنه يتابع بسخرية «خطابات النصر الإيرانية والسورية، لأن إسرائيل لم تصب بأي أذى من هذا القصف». وأضاف ليبرمان، خلال خطابه بمؤتمر الأمن القومي في هرتسيليا، صباح أمس (الخميس)، إن «إسرائيل استهدفت معظم البنى التحتية ومواقع إيران في سوريا، وألحقت بها دمارا شديدا». وعدّ هذه رسالة إسرائيلية لإيران وحلفائها وأتباعها مفادها: «إذا أمطرتمونا بالصواريخ، فسنرد بإحداث فيضانات من الصواريخ عليكم».
وتابع ليبرمان: «نحن نرى أن إيران لا تعمل ضد إسرائيل فقط، بل تعمل في اليمن والعراق ولبنان وأفريقيا، هي الدولة الوحيدة التي تحمل التطرف في التصرفات وليس آيديولوجياً فقط، ومستعدة للتضحية بمواطنيها ومستقبلها من أجل فكرها المتطرف». وحول ما سيحدث من الآن فصاعداً، دعا ليبرمان إلى مواصلة الحذر والانصياع لتعليمات قوات الأمن في مستوطنات الجولان لأن الخطر لا يزال قائماً، وعدّ أن ما حدث «ليس نصراً ساحقاً، هذه مواجهة بيننا وبين (فيلق القدس الإيراني) في سوريا، وأنا واثق بأن الجميع يريد إبقاء الأمر على ما هو وعدم الانجرار إلى مواجهة شاملة. أنا واثق بأنه ليس الجميع في إيران راضيا عن وجود (فيلق القدس) في سوريا. لا نية لنا باحتلال سوريا ولا بالتدخل في شؤون جيراننا، بل نأمل أن يكفوا ذات يوم عن الحديث عن إبادة إسرائيل، لا نريد التصعيد، لكن علينا أن نكون يقظين». واختتم: «هذا العدو عنيد ويحاول المس بنا منذ سنوات، هذه مرحلة جديدة ويجب علينا ضبط النفس وعدم الانجرار، آمل أننا نجحنا في المرحلة الأولى من مواجهة التطرف الإيراني».
ورأى وزير الأمن الإسرائيلي أن «خطراً جديداً يهدد إسرائيل، من لبنان هذه المرة، بعد فوز (حزب الله) وحلفائه في الانتخابات النيابية قبل أيام». وقال إن «الانتخابات التي عقدت في لبنان كانت تتمة لعملية سيطرة (حزب الله) على لبنان، يقولون إن الانتخابات ديمقراطية؟ حسناً، هتلر انتخب بطريقة ديمقراطية أيضاً، الجيش اللبناني تحول إلى تابع لـ(حزب الله) وتتم إدارته من قبل (أمين عام الحزب حسن) نصر الله، هذا واقع جديد، وكما هي الحال مع الوجود الإيراني في سوريا، لا نريد العودة إلى لبنان، ولا نريد بناء المستوطنات هناك».
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر بيانا حدد فيه مواقع القصف، قال فيه إن «مقاتلات جيش الدفاع الإسرائيلي شنت غارات على عشرات الأهداف العسكرية التابعة لـ(فيلق القدس الإيراني) داخل سوريا. وخلال الغارات الواسعة تمت مهاجمة: مواقع استخباراتية إيرانية يتم تفعيلها من قبل (فيلق القدس) - مقرات قيادة لوجيستية تابعة لـ(فيلق القدس) - مجمع عسكري ومجمع لوجيستي تابعيْن لـ(فيلق القدس) في الكسوة - معسكر إيراني في سوريا شمال دمشق - مواقع لتخزين أسلحة تابعة لـ(فيلق القدس) في مطار دمشق الدولي - أنظمة ومواقع استخبارات تابعة لـ(فيلق القدس) - موقع استطلاع ومواقع عسكرية ووسائل قتالية في منطقة فك الاشتباك. كما تم تدمير المنصة التي أطلقت منها الصواريخ باتجاه إسرائيل الليلة (قبل) الماضية. وقد نفذ سلاح الجو الغارات وسط إطلاق المضادات السورية نيرانها رغم التحذير الإسرائيلي؛ حيث قام رداً على ذلك بقصف عدة أنظمة اعتراض جوي (SA5 SA2 SA 22 SA 17) تابعة للجيش السوري. جميع طائراتنا عادت إلى قواعدها بسلام».
وأضاف: «نؤكد أن الجبهة الداخلية في إسرائيل في حالة اعتيادية. الدوام الدراسي والأعمال الزراعية تجري كالمعتاد. وسيواصل جيش الدفاع التحرك بشكل صارم ضد التموضع الإيراني في سوريا». وحمل النظامَ السوري مسؤولية ما يجري في أراضيه، وحذره من «العمل ضد قواتنا. جيش الدفاع موجود في حالة جاهزية عليا لسيناريوهات متنوعة، وسيواصل التحرك من أجل أمن مواطني إسرائيل».
يذكر أن ردود الفعل في إسرائيل على هذه التطورات جاءت متباينة، فكان من أيدها وكان من عارضها.
فقد أيدتها جميع أحزاب اليمين وغالبية نواب أحزاب الوسط، وعارضها السياسيون في المعارضة اليسارية (حزب ميريتس) والعربية (القائمة المشتركة) وكثير من الخبراء والمعلقين. ورأى محرر الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس»، عاموس هريئيل، أن «هذه الضربة أعادت التمركز الإيراني في سوريا أشهراً كثيرة إلى الوراء، وظاهرياً؛ بات من المتوقع أن تجبر الضربة الإسرائيلية الإيرانيين على التوقف وإعادة التخطيط لخطواتهم من جديد، بعد أن أظهرت إسرائيل قوتها العسكرية والاستخباراتية، استكمالاً لعدد من الهجمات التي نسبت لإسرائيل في الأشهر الأخيرة، لكن هذه المرة بحجم مختلف تماماً».
ولكن هريئيل رأى أنه «من المفضل عدم الانجرار وركوب موجة الثقة والتعجرف الذي يملأ قسماً من الأخبار ووسائل الإعلام الإسرائيلية، والكنيست (البرلمان الإسرائيلي) ووسائل التواصل الاجتماعي».
وكشف موقع «واللا» الإخباري أن الإدارة الأميركية وجهت تحذيرا لإيران بأنها في حال هاجمت إسرائيل فإنها «ستجد في مواجهتها الولايات المتحدة أيضا».



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.