قوات طارق صالح وألوية العمالقة تحرر مديرية موزع

TT

قوات طارق صالح وألوية العمالقة تحرر مديرية موزع

تلقت الميليشيات الحوثية أمس بسقوط مديرية موزع في يد القوات اليمنية المشتركة المسنودة بتحالف دعم الشرعية، أقسى الضربات الميدانية لها في الريف الغربي لتعز ضمن جبهة الساحل الغربي، وذلك منذ دخول القوات التي يقودها طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الراحل على خط النار، قبل ثلاثة أسابيع.
وأفادت مصادر رسمية ومحلية متطابقة بأن القوات اليمنية المشتركة تمكنت أمس بإسناد من قوات تحالف دعم الشرعية من السيطرة الكلية على مديرية موزع، بما فيه مركزها بعد مواجهات محدودة مع الميليشيات الحوثية التي آثرت الفرار بعد انقطاع طرق الإمداد الرئيسية عنها جراء السيطرة على مفرق المخا ومفرق الوازعية.
وتتألف القوات اليمنية المشتركة التي تخوض معارك الساحل الغربي باتجاه تعز شرقا والحديدة شمالا، من ألوية المقاومة الوطنية التي يقودها طارق صالح تحت اسم «حراس الجمهورية» ومن ألوية العمالقة التابعة للمقاومة الجنوبية، ومن قوات «المقاومة التهامية».
وتعد مديرية موزع واحدة من أكبر مديريات الريف الغربي لتعز مساحة، إذ يحيط بها من كل الجهات مديريات المخا وذباب والوازعية ومقبنة والمعافر وجبل حبشي، في حين تعني السيطرة عليها السيطرة على أهم طرق الإمداد، المتجهة نحو الوازعية وكهبوب، والعمري، والمعافر حيث ما زالت تتمركز بعض الجيوب الحوثية.
ومع تحقق سقوط مركز المديرية أمس في يد القوات اليمنية المشتركة، باتت أغلب أرجاء المديرية محررة، بعد أن أدت معارك الأسابيع الثلاثة الماضية، إلى التقدم نحو مفرق المخا ومفرق الوازعية وتأمين معسكر خالد بن الوليد وصولا إلى الأطراف الغربية لمدينة البرح، حيث واحد من أهم تقاطعات طرق الإمداد للحوثيين باتجاه الجنوب الغربي لتعز.
وبحسب ما أفادت به مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» فإن عناصر الميليشيات الحوثية، لاذت بالفرار تاركة أسلحتها أمس في مركز المديرية، وسط مواجهات محدودة، مع قوات العمالقة وطارق صالح، متجهة عبر طرق جبلية إلى الشمال باتجاه مديرية مقبنة التي تقع إلى الشمال منها.
وترجح المصادر أن المسألة مسألة وقت بالنسبة للقضاء على الوجود الحوثي في الوازعية وكهبوب والكدحة، لجهة أن عناصره باتوا محاصرين، من ثلاثة اتجاهات وفقدوا طرق الإمداد الرئيسية عقب تأمين مفرق الوازعية ومفرق المخا ووادي رسيان، وصولا إلى بلدة البرح التابعة إداريا لمديرية مقبنة التي تتوقع المصادر أن تحسم فيها المواجهات خلال الساعات المقبلة.
وبحسب خط سير المعارك، يرجح مراقبون أن القوات المشتركة ستواصل تقدمها مع الطريق المتجهة إلى تعز شرقا، والتي تخترق مقبنة وصولا إلى مديرية جبل حبشي ثم الالتحام بجبهة الضباب لإنهاء الحصار الحوثي على مدينة تعز من الغرب وذلك بالتزامن مع التقدم في محور آخر باتجاه مديرية المعافر حيث الجنوب الغربي لريف تعز.
ويرجح المراقبون أن مجمل هذا التقدم في الريف الغربي لتعز، سيتيح للقوات المشتركة، ومن ضمنها قوات طارق صالح الانتقال شمالا لبدء معركة تحرير الحديدة انطلاقا من شمالي الشريط الساحلي المحرر حيث حيس والخوخة، بعد أن أمنت أطرافه الجنوبية الشرقية، من أي التفاف حوثي.
وإضافة إلى كون مديرية موزع ذات أهمية استراتيجية لجهة وجود أهم تقاطعات طرق الإمداد في منتصفها، فإن السيطرة عليها تعني كذلك التحكم ناريا في مناطق واسعة من تعز، لجهة الجبال المرتفعة التي تقع على جانبي الطريق الرئيسة بين المخا وتعز.
وفي سياق متصل، ذكرت وكالة «سبأ» الرسمية أن القوات دخلت أمس مركز مديرية موزع، كما تمكنت من تحرير «القلعة القديمة» و«محكمة موزع» و«مدرسة الكويت» الإعدادية الثانوية، وذلك بعد أن قطعت خطوط إمداد الميليشيا الانقلابية وفرضت عليها حصاراً خانقاً خلال اليومين الماضيين.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله «إن الفرق الهندسية باشرت عملها في انتزاع الألغام والعبوات التي خلفتها ميليشيا الحوثي الانقلابية قبل أن تلوذ بالفرار».
كما ذكرت مصادر ميدانية أخرى أن معارك دارت أمس بين القوات المشتركة والميليشيات الحوثية باتجاه مديرية الوازعية، تركزت شرقي مفرق الوازعية، بهدف السيطرة على سلسلة جبال العراف المطلة على منطقة البرح.
وقدرت المصادر مقتل 50 حوثيا على الأقل أمس خلال المواجهات وجراء ضربات لطيران تحالف دعم الشرعية، في مناطق متفرقة من الساحل الغربي.
وفي الوقت الذي تعني فيه سيطرة قوات العمالقة وطارق صالح على مديرية موزع قطع إمدادات الميليشيات إلى جبهة الكدحة والوازعية، تسعى القوات إلى الالتحام مع القوات الحكومية وقوات المقاومة باتجاه المعافر والكدحة في الريف الجنوبي الغربي لتعز.
وتشير تقديرات المراقبين العسكريين، إلى أن استكمال تحرير البرح (مدينة صغيرة تعد مركزا لمديرية مقبنة) سيمكن قوات طارق صالح وألوية العمالقة، من إطلاق محور آخر يتوغل شمالا في مديرية مقبنة، ليقطع كافة طرق الإمداد الفرعية نحو الريف الغربي لتعز من جهة مديريات العدين في محافظة إب.
يذكر أن المناطق التي استولت عليها القوات اليمنية المشتركة، في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وصولا إلى منطقة البرح، تبعد نحو 60 كيلومترا عن مدينة المخا الساحلية المحررة في الغرب، ونحو 40 كيلومترا من الأطراف الغربية لمدينة تعز، في الشرق.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.