محكمة إسرائيلية توبخ شرطياً قتل فلسطينياً

TT

محكمة إسرائيلية توبخ شرطياً قتل فلسطينياً

في الوقت الذي قضت فيه المحكمة المركزية في تل أبيب، أمس الأربعاء، بالسجن 15 عاما على مستوطن يهودي هارب، بعد إدانته بقتل مواطن فلسطيني، قررت النيابة العامة الاكتفاء بتوبيخ شرطي قتل مواطنا فلسطينيا آخر.
فقد اتفقت النيابة مع الشرطة على الاكتفاء بتوبيخ الشرطي، الذي قتل المواطن سامي الجعار (21 عاما) من مدينة رهط في النقب، رغم ثبوت كذبه خلال التحقيق، وتأكيد إطلاقه النار على الفقيد لاحقا. وفي التفاصيل يظهر أن التوبيخ كان بسبب هذا الكذب وليس بسبب قتله المواطن العربي.
ووقعت هذه الحادثة في 14 يناير (كانون الثاني) من سنة 2015، إذ وصلت قوة بوليسية إلى المدينة العربية بداعي البحث عن «صفقات مخدرات»، ووقعت مواجهات بين عناصرها وبين عدد من الشبان. وادعت النيابة العامة والمستشار القضائي للحكومة أن الجعار دخل في مواجهة مع الشرطي عندما حاول الأخير اعتقاله، وعندها أطلق عليه النار. ومن المقرر أن تنظر المحكمة العليا، اليوم الخميس، في طلب عائلة الجعار إقصاء الشرطي من عمله، حتى تتاح محاكمته، علما أنه لم يسمح حتى اليوم بنشر اسمه.
وكانت محكمة تل أبيب المركزية قد أنهت أبحاثها في قضية المستوطن يهوشع اليتسور، الذي أدين بقتل المواطن الفلسطيني، صائل إشتية، قبل 14 عاما ثم هرب إلى الخارج. فحكمت عليه بالسجن 15 سنة فعلية ودفع غرامة 60 ألف دولار لعائلة الفقيد. والقاتل هو مستوطن قادم من ألمانيا عمره اليوم 47 عاما، من سكان مستعمرة ايتمار قرب نابلس. كان يقف على حاجز عسكري وأطلق الرصاص على إشتية لمجرد أنه شك في نياته واعتقد بأنه جاء ليطعن الجنود. وعندما تقررت محاكمته، هرب من البلاد إلى البرازيل. وعندما عاد أعرب عن ندمه.
وخلال المحاكمة قالت شقيقة الشاب الفلسطيني إن القاتل دمر عائلتها وطلبت فرض عقوبة السجن المؤبد عليه، حتى يكون عبرة. ولكن النيابة طلبت السجن 20 عاما له. وأما المحكمة فقررت الاكتفاء بـ15 عاما. واعتبر القاضي تسفي غورفينكل، حكمه هذا شديدا، وقال: «ليس من المعقول أن نسمح لليهودي الذي يحمل سلاحا، أن يشك في كل الناس غير اليهود ويطلق الرصاص على عاتقه».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.