الباراغواي تعتزم نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع الرئيس محمود عباس الذي بدا زيارة لعدد من دول أميركا الجنوبية (أ.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع الرئيس محمود عباس الذي بدا زيارة لعدد من دول أميركا الجنوبية (أ.ب)
TT

الباراغواي تعتزم نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع الرئيس محمود عباس الذي بدا زيارة لعدد من دول أميركا الجنوبية (أ.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو مع الرئيس محمود عباس الذي بدا زيارة لعدد من دول أميركا الجنوبية (أ.ب)

أفادت مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية مساء أول من أمس بأن حكومة الباراغواي تتباحث مع نظيرتها الإسرائيلية في إمكانية نقل سفارة هذا البلد، الواقع في أميركا اللاتينية، من تل أبيب إلى القدس، اقتداء بالخطوة التي تعتزم واشنطن القيام بها الاثنين المقبل.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في أسونسيون إن «هذه المسألة مدار بحث ووزير الخارجية إيلاديو لويزاغا، سيتحدث عنها عندما يصبح هناك شيء ملموس بهذا الشأن». مضيفا أن هذه «مسألة بالغة الحساسية»، وأن حكومة بلاده تريد التعامل معها بمنتهى الجدية، معترفا في الوقت نفسه بأن بلاده خطت بالفعل عددا من الخطوات على طريق نقل السفارة إلى القدس.
وكانت إسرائيل قد أعلنت أن الباراغواي ستكون ثالث دولة تنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، بعد الولايات المتحدة وغواتيمالا.
وقال السفير الإسرائيلي في أسونسيون، زئيف هارفل، بهذا الخصوص: «نحن ممتنون عميق الامتنان للقرار المهم بنقل السفارة باراغواي. وهذا القرار الذي اتخذه (الرئيس هوراسيو) كارتيس قرار عادل وشجاع».
وأتى تصريح السفير الإسرائيلي بعيد ساعات على تعبير المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون عن سروره لعزم الباراغواي نقل سفارتها إلى القدس، مؤكدا أن أسونسيون حسمت قرارها ونقل السفارة سيتم في نهاية الشهر الحالي.
وقال نحشون إن «الباراغواي ستفتح سفارتها في القدس قرابة أواخر شهر مايو (أيار) الجاري.. الرئيس كارتيس سيفتتح السفارة بنفسه.. هناك أنباء سارة في الوقت الذي يتسع فيه نطاق الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل».
وأتى هذا الإعلان بعيد ساعات على مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارة إلى فنزويلا الاثنين دول أميركا اللاتينية بعدم نقل سفاراتها في إسرائيل إلى القدس، على غرار ما ستفعل الولايات المتحدة الأسبوع المقبل. وقال عباس خلال قمة مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو في قصر ميرافلوريس الرئاسي في كراكاس: «نأمل من بعض دول القارة الأميركية ألا تنقل سفاراتها إلى القدس، لأن هذا الأمر يتعارض مع الشرعية الدولية».
وسيتم تدشين السفارة الأميركية في احتفال الاثنين المقبل، تزامنا مع الذكرى السبعين «لقيام دولة إسرائيل». وفي البداية، ستكون السفارة في مبنى القنصلية الأميركية في القدس، لحين تخطيط وبناء موقع دائم للسفارة، بحسب وزارة الخارجية الأميركية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.