بارزاني يحدد 30 سبتمبر للانتخابات التشريعية في كردستان

«الرئاسية» تظل في انتظار توافق بين المكونات الكردية

TT

بارزاني يحدد 30 سبتمبر للانتخابات التشريعية في كردستان

حدد نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة إقليم كردستان، الثلاثين من سبتمبر (أيلول) المقبل، موعداً نهائياً للانتخابات التشريعية في إقليم كردستان، التي كان من المفترض إجراؤها في أكتوبر (تشرين الأول)؛ لكن التداعيات العسكرية والسياسية التي تلت عملية الاستفتاء الفاشلة على مصير إقليم كردستان، التي جرت في 25 من سبتمبر الماضي، حالت دون ذلك جراء اتساع هوة الخلافات السياسية.
وكانت أحزاب السلطة والمعارضة، في الإقليم، ولا تزال، تتبادل الاتهامات بشأن أسباب إخفاق الاستفتاء، وتلاشي قبضة قوات البيشمركة الكردية، على محافظة كركوك الغنية بالنفط، والمناطق المسماة دستورياً المتنازع عليها، بين بغداد وإقليم كردستان، وهو ما دعا برلمان الإقليم الذي انتهت دورته منتصف أكتوبر الماضي، إلى عقد جلسة خاصة، تم فيها التصويت بالإجماع على تمديد دورته الحالية لثمانية أشهر.
واتخذ البرلمان قراراً أيضاً، أمهل بموجبه الحكومة فترة لا تتجاوز عشرة أشهر، لاتخاذ التدابير اللازمة، لإجراء الانتخابات النيابية والرئاسية في الإقليم، لا سيما بعد انتهاء فترة ولاية رئيسه السابق مسعود بارزاني، ورفضه الترشح مجدداً وخوض الانتخابات الرئاسية، ومطالبته البرلمان بتقاسم صلاحيات رئيس الإقليم مع السلطات التنفيذية والقضائية، كل حسب تخصصاته القانونية. وفي ظل غياب رئيس الإقليم، أصبحت حكومة الإقليم ملزمة قانوناً بالترتيب للانتخابات.
لكن بيان رئيس الحكومة لم يشر من قريب ولا من بعيد، إلى الانتخابات الرئاسية التي لا تزال مواقف ورؤى الأحزاب الرئيسية في الإقليم متقاطعة بشأنها، ما يعني بطبيعة الحال أنها تؤجل إلى مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية في العراق والإقليم، بحسب ما أكد ذلك مستشار رئاسة الإقليم للشؤون الإعلامية طارق جوهر، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إن الانتخابات الرئاسية تحتاج قبل كل شيء إلى تحقيق الوفاق بين القوى والأحزاب الرئيسية في الإقليم، وهذا الأمر منوط بالكتل النيابية التي سيتم انتخابها لاحقاً، والتي ستعمل بدورها على تنقية الأجواء السياسية وتهيئة الأرضية الملائمة لذلك الوفاق، إضافة إلى ترقب جميع القوى لنتائج الانتخابات التشريعية العراقية، التي ستفتح آفاقاً سياسية جديدة بين بغداد وأربيل.
وقال جوهر: «ليس بالضرورة إجراء الانتخابات النيابية والرئاسية معاً كما ورد في قرار البرلمان؛ لأن الأولوية بالنسبة للبرلمان القادم، ستتركز في المقام الأول على إعادة ترتيب الوضع السياسي الداخلي في الإقليم». وهو ما شدد عليه النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، شوان شيخ أحمد، الذي أشار إلى أن حسم قضية رئاسة الإقليم التي كانت موضع خلاف حاد بين الأحزاب الأساسية، ينبغي أن يتم عبر القانون أو عبر التوافق السياسي، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
في حين يرى مراقبون أن تجاهل رئيس الحكومة لموعد الانتخابات الرئاسية، يعني ضمناً استمرار الخلافات السياسية الحادة، بين الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، المتمسك بقوة بقانون رئاسة الإقليم الحالي، وبين بقية الأحزاب التي تطالب بتعديل مضامين القانون المذكور، لا سيما تلك المتعلقة بصلاحيات رئيس الإقليم.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.