سيسيغنون يتصدر كتيبة الموهوبين بدوري الدرجة الأولى الإنجليزي

لاعبون شباب أظهروا تألقهم ومرشحون نجوم في سوق الانتقالات

أداما تراوري - روبين نيفيز - جاك غريليش - جيمس ماديسون
أداما تراوري - روبين نيفيز - جاك غريليش - جيمس ماديسون
TT

سيسيغنون يتصدر كتيبة الموهوبين بدوري الدرجة الأولى الإنجليزي

أداما تراوري - روبين نيفيز - جاك غريليش - جيمس ماديسون
أداما تراوري - روبين نيفيز - جاك غريليش - جيمس ماديسون

بالتأكيد لن ينسى ريان سيسيغنون أبداً حفل توزيع جوائز دوري الدرجة الأولى الذي أقيم مؤخرا على عجل، فقد توج خلاله بألقاب «أفضل لاعب خلال الموسم»، وكذلك «أفضل لاعب صاعد» و«أفضل من يواظب على التدريب»، مما ضمن له مكاناً في فريق الموسم. وجاء هذا الاكتساح للجوائز من جانب لاعب فولهام المراهق في غضون أيام قلائل من ترشيحه لجائزة «أفضل لاعب صاعد خلال العام»، ليصبح بذلك أول لاعب من خارج أندية الدوري الممتاز يجري ترشيحه لهذه الجائزة. وتوحي هذه الإنجازات الكبرى بأن اللاعب البالغ 17 عاماً يمثل نجماً لامعاً قيد التشكل، ومع هذا يقتضي الإنصاف القول إن سيسيغنون ليس الموهبة الوحيدة المثيرة للاهتمام في دوري الدرجة الأولى. «الغارديان» تستعرض هنا لاعبين آخرين تألقوا في دوري الدرجة الأولى:

روبين نيفيز (وولفرهامبتون واندررز)
اضطلع اللاعب بدور محوري في صعود وولفرهامبتون واندررز للدوري الممتاز. وكان روبين نيفيز بين المرشحين بقوة للفوز بجائزة «أفضل لاعب خلال العام» على مستوى دوري الدرجة الأولى. وقد نجح نيفيز في إثبات استحقاقه شهرته الواسعة هذا الموسم بعد انتقاله من بورتو. وقد أكمل اللاعب البرتغالي الدولي الذي يشارك في خط الوسط منذ بضعة أسابيع فقط عامه الـ21، لكن في بعض الأحيان خلال الموسم كان يبدو لاعباً جديراً بالمشاركة في مستوى أكبر من دوري الدرجة الأولى.
الملاحظ أن نيفيز نجح في السيطرة على المباريات عبر المشاركة في مركز عميق بوسط ملعب وولفرهامبتون واندررز، واحتل المركز الرابع من حيث عدد التمريرات على مستوى بطولة الدوري (66.5 لكل 90 دقيقة). وشكل مدى تمريراته عنصراً محورياً في خطة لعب الفريق بشكل عام القائمة على دور الجناح الظهير في سحب الفريق إلى ملعب المنافس. وقد أنجز نيفيز عدداً من الكرات الطويلة الدقيقة (8.9 لكل 90 دقيقة) أكثر من أي لاعب آخر بخلاف حراس المرمى، علاوة على إحرازه 6 أهداف من خارج منطقة المرمى... من جديد، العدد الأكبر من هذه النوعية من الأهداف على مستوى دوري الدرجة الأولى.

دييغو جوتا (وولفرهامبتون واندررز)
في العادة، يجري التبديل بين لاعبي الهجوم الصاعدين، خصوصا بالنظر إلى الجدول المشحون لدوري الدرجة الأولى. لذا، كان من اللافت مشاركة دييغو جوتا في التشكيل الأساسي خلال 40 مباراة من إجمالي 43 مباراة خاضها وولفرهامبتون في إطار بطولة الدوري حتى الآن هذا الموسم. ودارت مهمة جوتا (21 عاما) حول تشكيل ضغط على دفاع الخصم وإجباره على التمدد عبر مساحة مفرطة الاتساع أثناء الهجمات المرتدة، علاوة على التمركز خلف المهاجم المحوري عندما يلعب على الجناح الأيسر. وقد نجحت هذه الخطة مراراً لصالح وولفرهامبتون. إضافة لذلك، يتميز البرتغالي جوتا بكونه صاحب العدد الأكبر من الأهداف بين لاعبي فريقه.
يذكر أن جوتا يشارك في صفوف النادي الإنجليزي هذا الموسم على سبيل الإعارة من أتليتكو مدريد، لكن من المنتظر أن يوقع عقداً دائماً خلال الصيف.

جاك غريليش (آستون فيلا)
ظل مشجعو آستون فيلا في انتظار مستوى التألق الذي ظهر به جاك غريليش هذا الموسم طيلة سنوات. اللافت أن اللاعب صانع الألعاب لا يزال في الـ22 من عمره، ومع هذا تمكن بالفعل من أن يرسخ وجوده داخل الفريق بوصفه المهاجم الأكثر محورية. كما يضطلع بمسؤوليات إضافية، ويبدو سعيداً بالثقة التي يوليها إياه المدرب ستيف بروس. الملاحظ أن اللاعب كثيراً ما يتعرض لانتقادات من قبل كثيرين، وغالباً ما يجري استهدافه من جانب لاعبي ومشجعي الخصوم، لكنه في الوقت ذاته يعد بطلا في أعين جماهير آستون فيلا الذين ينظرون إليه بوصفه الصبي المحلي الذي يقود النادي نحو العودة إلى الدوري الممتاز من خلال أسلوبه الرائع داخل الملعب ونضجه المتزايد يوماً بعد آخر.
على المستوى البدني، تمكن غريليش من تحقيق قفزات كبرى هذا الموسم. كما أظهر قدرة نادرة على حماية الكرة أثناء تعرضه لضغوط والاحتفاظ باستحواذه على الكرة داخل نقاط متقدمة من الملعب. أيضاً، تحسنت قدرة غريليش على التمرير. وقد نجح اللاعب في تحقيق أعلى أرقام خلال مسيرته حتى الآن على مختلف الأصعدة. والآن، يبدو غريليش لاعباً نجماً على نحو متزايد.

أداما تراوري (ميدلزبره)
بمناسبة الحديث عن اللاعبين الذين نضجوا هذا الموسم، يبدو أداما تراوري هو الآخر حالة مثيرة للاهتمام. ومع أنه لم يتوقع أحد أن يكون توني بوليس المدرب القادر على استخراج أفضل ما لدى تراوري، فإن الحقيقة الواضحة تشير إلى أن ثمة تحسنا هائلا طرأ على أداء جناح ميدلزبره الإسباني هذا الموسم. وبالنظر إلى قدرته على العدْو والأرقام الضخمة المتعلقة بمهاراته في التحكم في الكرة، قد يبدو تراوري للبعض لاعباً جشعاً، لكن هذا سيكون توصيفا مجحفا للاعب البالغ 22 عاماً. يذكر أن قدرة تراوري على اتخاذ القرارات كانت مشكلة فيما مضى، لكن هذا الأمر بدأ في التغير الآن وبدأ اللاعب يترك تأثيراً حقيقياً على أداء ميدلزبره.

أولي واتكينز (برنتفورد)
يتميز اللاعب البالغ 22 عاماً بقدرته على التحرك نحو الداخل قادماً من ناحية الجناح، ولا يبدو خائفاً من الإقدام على التصويب على المرمى من بعيد. وتشير الأرقام بالفعل إلى أنه أطلق أكبر عدد من الكرات باتجاه المرمى على مستوى دوري الدرجة الأولى. وبينما تشكل الثقة التي يبديها في المناطق المتقدمة من الملعب نقطة قوة لديه، فإن القدرة على اتخاذ الاختيار الصائب في اللحظات الحاسمة ما يميز بين النجم الحقيقي وغيره من اللاعبين أصحاب الإمكانات الكبيرة غير المستغلة. بالنسبة لواتكينز، فإنه يملك جميع الأدوات البدنية التي كان من المفروض أن تؤهله للصعود إلى الدوري الممتاز، فهو يملك السرعة والقوة والتوازن، لكن لا يزال بحاجة لتحسين مستوى إسهامه داخل الملعب عندما يكون بعيداً عن الكرة. يذكر أنه فاز بلقب «أفضل لاعب خلال المباراة» 8 مرات في إحصاءات «الغارديان» وينتظره مستقبل واعد إذا ما نجح في إضفاء بعض الاتساق على أدائه.

جيمس ماديسون (نوريتش سيتي)
مثل واتكينز، يعد هذا هو الموسم الكامل الأول لماديسون في دوري الدرجة الأولى. ومن المحتمل كذلك أن يكون هذا موسمه الأخير هنا في ظل الاهتمام الذي أبداه عدد من أندية الدوري الممتاز تجاه اللاعب. في الواقع، يبدو ماديسون بالفعل جديراً بهذا الاهتمام. ويعد ماديسون اللاعب الوحيد الذي جاء في قائمة «أفضل 10 لاعبين من حيث عدد الأهداف» وكذلك «عدد الأهداف التي عاون في إحرازها». والملاحظ أن اللاعب الإنجليزي البالغ من العمر 21 عاما تألق على نحو خاص في مركز صاحب القميص رقم 10، حيث تمتع بمساحة ومسؤولية أكبر في أعقاب بيع النادي أليكس بيتشارد إلى هيدرسفيلد، لكن يبدو أنه في طريقه للانتقال من النادي خلال الصيف.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».