وزير الداخلية الباكستاني يتعافى بعد محاولة اغتياله

المسلح الذي أطلق النار عليه عضو في منظمة متطرفة

استنفار أمني خارج مستشفى لاهور الذي نقل إليه وزير داخلية باكستان إحسان إقبال بعد محاولة اغتياله (أ.ف.ب)
استنفار أمني خارج مستشفى لاهور الذي نقل إليه وزير داخلية باكستان إحسان إقبال بعد محاولة اغتياله (أ.ف.ب)
TT

وزير الداخلية الباكستاني يتعافى بعد محاولة اغتياله

استنفار أمني خارج مستشفى لاهور الذي نقل إليه وزير داخلية باكستان إحسان إقبال بعد محاولة اغتياله (أ.ف.ب)
استنفار أمني خارج مستشفى لاهور الذي نقل إليه وزير داخلية باكستان إحسان إقبال بعد محاولة اغتياله (أ.ف.ب)

يتعافى وزير الداخلية الباكستاني إحسان إقبال في المستشفى من إصابة تعرض لها جراء ما تبدو محاولة اغتيال يرجح ارتباطها باتهامه بالتجديف، وتلقي بظلالها على المشهد السياسي قبل الانتخابات التشريعية المقررة هذا الصيف. وتعرض إقبال (59 عاما) مساء أول من أمس إلى إطلاق نار أصاب ذراعه اليمنى أثناء مغادرته تجمعاً عاماً في دائرته بإقليم البنجاب. وعرفت الشرطة المهاجم على أنه يدعى «عابد حسين»، وأشارت إلى أنه في مطلع العشرينات من عمره، وتمكن عناصر الأمن وأشخاص وجدوا في المكان من تثبيته على الأرض بينما كان على وشك إطلاق النار مرة ثانية. ومثل أمام محكمة مكافحة الإرهاب أمس. وتواترت معلومات حول وجود صلة بين الشخص الذي حاول اغتيال وزير الداخلية إحسان إقبال، وجماعة «تحريك لبيك» الباكستانية الدينية التي تتسم بتاريخ طويل في المظاهرات العنيفة.
وقال مسؤول بمدينة ناروال في تصريحات خاصة بـ«الشرق الأوسط»، إن المتهم بمحاولة الاغتيال اعترف بارتباطه بجماعة «تحريك لبيك» الباكستانية أثناء التحقيقات التي أجرتها معه الشرطة.
وأضاف: «اعترف المتهم بمحاولة الاغتيال أمام الشرطة، وأنه حاول قتل وزير الداخلية تحت تأثير الخطابات الصادرة عن قيادات (تحريك لبيك)». وأفاد المسؤول في التقرير المبدئي الذي رفعه بخصوص الحادث إلى رئيس الحكومة المحلية، بأن المتهم «أظهر ارتباطه بـ(تحريك لبيك) الأصولية المتطرفة».
يذكر أن «تحريك لبيك» واحدة من الجماعات التي ظهرت حديثاً على الساحة الباكستانية - تحديداً العام الماضي - في أعقاب إقرار الحكومة تغييرات تتعلق بالقوانين التي تنص على مبدأ احترام فكرة أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) خاتم المرسلين.
من جهته، خضع وزير الداخلية لجراحتين نجح خلالهما الأطباء في التخلص من الرصاصة التي استقرت في أحشائه ووضعوا شرائح في ذراعه التي تعرضت لتمزق.
ويواجه عابد حسين، المتهم بإطلاق النار على إقبال وإصابته، اتهاما رسمياً بمحاولة القتل.
يذكر أن إقبال يتزعم حزب «الرابطة الإسلامية - جناح نواز»، وقد جرى نقله جواً إلى لاهور وسط إجراءات أمنية مشددة بعد تلقيه علاجاً أولياً بمستشفى الضاحية في ناروال. وكان في استقباله المسؤول الأول عن إقليم البنجاب، شيهباز شريف وآخرون لدى وصوله إلى عاصمة الإقليم.
من ناحية أخرى، أثار الحادث انتقادات واسعة من قبل قيادات سياسية متنوعة منها عمران خان والرئيس السابق آصف علي زرداري. كما وصف رئيس الوزراء السابق نواز شريف الحادث بأنه «أمر يثير قلقا بالغا» بالنسبة للبلاد بأكملها. وفي إشارة إلى توزيع أموال على أنصار «تحريك لبيك» في أعقاب اعتصام «فايز آباد» والأزمة التي أعقبته بين الجماعة والقوات الأمنية داخل إسلام آباد العام الماضي، قال شريف: «هذا نتاج توزيع 1.000 روبية على كل من المتظاهرين. ولو لم يكن جرى توزيع 1.000 روبية على كل فرد من المتظاهرين، ربما لم نكن لنشهد مثل هذا اليوم». وفي حديث له إلى حشد من المراسلين أمام إحدى محاكم إسلام آباد، أوضح شريف أن الهجوم «لم يكن أمراً عادياً». وأضاف: «أود أن أعرف؛ ليس فقط أنا بل كثيرون يودون معرفة، لماذا جرى توزيع أموال، ولأي غرض؟ لا يزال هذا التساؤل عالقاً، وستظهر الحقيقة حتماً ذات يوم. وإذا كان من الممكن الإجابة عن هذا التساؤل اليوم، فيجب أن يحدث ذلك على الفور».
يذكر أنه وقت اعتصام «فايز آباد» العام الماضي، عمد مسؤول عسكري رفيع المستوى إلى توزيع حلوى و1.000 روبية على كل متظاهر مشارك في الاعتصام، مما أثار حملة انتقادات واسعة من جانب وسائل الإعلام. وربط أصوليون هذا التعديل بقضية التجديف التي تعد حساسة للغاية في باكستان مما اضطر الحكومة إلى التراجع سريعا عنه. وإثر الخلاف، نظمت مجموعة متشددة لم تكن معروفة اعتصاما استمر 3 أسابيع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي؛ حيث أغلقت الطريق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة إسلام آباد. وانتهى الاعتصام عندما خضعت الحكومة لمطالب المحتجين بما في ذلك إقالة وزير العدل إثر اتفاق رعاه الجيش. وأثار الأمر قلق كثير من الباكستانيين والمراقبين بوصفه سابقة خطيرة قد تمكن المجموعات المتطرفة من لي ذراع الحكومة لصالحها بحجة التجديف.
من ناحيتها، أصدرت «تحريك لبيك» بياناً نددت فيه بالهجوم. وفي أعقاب تعرض الجماعة لانتقادات حادة من جانب الإعلام، عمدت قيادات من الجماعة لتصوير الأمر على أنه مؤامرة تستهدف الجماعة.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.