منحة سعودية جديدة لتزويد المستشفيات اليمنية بالأكسجين

إطلاق 13 مشروعاً في سقطرى وانتقاد للمنظمات الأممية في مأرب

TT

منحة سعودية جديدة لتزويد المستشفيات اليمنية بالأكسجين

في سياق الدعم السعودي المتواصل للمناطق اليمنية على مستوى التدخل الإنساني، وقّع أمس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، عقداً لتزويد المستشفيات اليمنية بالأكسجين بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة اليمنية الشرعية تحركاتها الميدانية لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة ورفع وتيرة إعادة بناء المؤسسات وتوفير الخدمات.
في غضون ذلك انتقد محافظ مأرب سلطان العرادة، أمس، أداء المنظمات الدولية الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية في صنعاء، بموازاة ضعف الاهتمام الذي توليه هذه المنظمات للمناطق اليمنية المحررة، وفي المقدم منها محافظة مأرب التي وصلها، أمس، وفد تابع لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن.
وتضمن العقد الذي وقّعه، أمس، في الرياض مركز الملك سلمان تمديد الدعم السعودي الإنساني للمستشفيات اليمنية، من خلال توفير 11 محطة للأكسجين بتكلفة مليون و440 ألف دولار، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
ووقّع العقد مساعد المشرف العام للعمليات والبرامج بالمركز المهندس أحمد البيز، وممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور نيفيو زاغاريا.
وفي تصريحات رسمية أوضح مدير إدارة المساعدات الطبية والبيئية بمركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبد الله المعلم، أن العقد تمديد لشراكة مع منظمة الصحة العالمية لتوفير 11 محطة للأكسجين في المستشفيات اليمنية.
وأكد المعلم أنه تم تسليم 5 محطات للأكسجين قال إنها وصلت إلى مواقعها في المستشفيات اليمنية في الوقت الذي يجري العمل على استكمال وصول المحطات المتبقية، وذلك ضمن الجهود الإنسانية والإغاثية التي يقوم بها مركز الملك سلمان بمواصلة دعم الجوانب الإنسانية للشعب اليمني.
وعلى صعيد التحرك الحكومي للشرعية اليمنية، أفادت مصادر يمنية رسمية بأن رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر وضع، أمس، حجر الأساس لـ13 مشروعاً في محافظة سقطرى ممولة من منحة الاستجابة الطارئة للبنك الدولي عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بمبلغ قدره 350 مليون ريال (الدولار يساوي 4.85 ريال) وينفذها فرع الصندوق الاجتماعي للتنمية في مدينة المكلا.
وذكرت وكالة «سبأ» الرسمية أن هذه المشاريع تأتي «ضمن جهود الحكومة المتواصلة للدفع بعجلة التنمية بمحافظة أرخبيل سقطرى، وفقاً لتوجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولما تمثله سقطرى وجزر الأرخبيل كافة من أهمية استراتيجية وسياحية مهمة».
وكان رئيس الحكومة بن دغر قد كثّف تحركاته الميدانية لجهة تطبيع الأوضاع في عدن وحضرموت وأبين، قبل أن ينتقل إلى سقطرى في سياق المساعي ذاتها.
وعلى وقْع حالة عدم الرضا التي تبديها الحكومة الشرعية من أداء المنظمات الدولية لجهة خضوع أنشطتها لإملاءات الحوثيين في صنعاء، انتقد أمس محافظ مأرب سلطان العرادة دور المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة العاملة في اليمن، مشيراً إلى تقوقعها في العاصمة صنعاء تحت سيطرة الميليشيات التي قال إنها تملي عليها ما تريد لتضمينه في تقاريرها المرفوعة إلى الأمم المتحدة.
وجاءت تصريحات المحافظ العرادة خلال استقباله، أمس، وفد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (أوتشا) في أثناء زيارته لمأرب في سياق مهامّه لتفقد الأوضاع الإنسانية في المحافظة.
وقال العرادة: «رغم أن الزيارة جاءت متأخرة لكنها خير من ألا تأتي... وكنا نتمنى أن تكون الزيارة في وقت مبكر للمشاهدة عن قرب ما يعانيه الشعب اليمني نتيجة الانقلاب الذي قامت به ميليشيات الحوثي والذي يختلف عن كل الانقلابات المعهودة في العالم، حيث عرّض هذا الانقلاب البلاد للدمار والحرب ونهب كل مكتسبات الوطن من قبل هذه الميليشيات».
وحسب التصريحات التي نقلتها وكالة «سبأ» عن العرادة قال إنه «يتوجب على منظمات الأمم المتحدة الإنسانية أن توجد في كل محافظات اليمن المحررة لتحدد الاحتياجات من الواقع وليس كما يُنقل إليها من الميليشيات الانقلابية أو ممن يتعاملون معها».
واستعرض المحافظ الأوضاع الإنسانية في مأرب، وأشار إلى أنها «استقبلت أعداداً كبيرة من النازحين من مختلف المحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات في ظل بنية تحتية ضعيفة وخدمات عامة محدودة، وهو ما شكل عبئاً على كل الجوانب التعليمية والصحية والأمنية والاجتماعية»، على حد قوله.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.