روسيا: مخاوف أمنية بعد هجوم في مدينة أولمبية

TT

روسيا: مخاوف أمنية بعد هجوم في مدينة أولمبية

فاقم تبادل لإطلاق النار مع متشدد في مدينة نيجني نوفغورد المخاوف الأمنية لدى السلطات الروسية من مساعي يقوم بها تنظيم «داعش» لاستهداف منشآت أو شن هجمات خلال استضافة روسيا بطولة كأس العالم لكرة القدم في يونيو (حزيران) المقبل. وأعلنت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسية أن مشتبها به فتح نيرانا كثيفة على دورية أمنية حاولت إيقافه للتحقق من أوراقه الثبوتية مساء أول من أمس. ونجح المتشدد الذي كان مسلحا ببندقية آلية في الفرار من المكان والتحصن داخل شقة سكنية كان يستأجرها قرب المكان، وواصل إطلاق النار على الوحدات الأمنية التي طوقت المبنى، ما أسفر عن جرح 3 من رجال الأمن قبل أن تتمكن القوات المهاجمة من قتل الرجل الذي لم تعلن السلطات عن هويته.
وأثار الحادث مخاوف جدية؛ خصوصا أن نيجني نوفغورد (جنوب موسكو) بين المدن الـ11 التي تستضيف مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم، مما شكل عنصر تأكيد جديدا على تحذيرات كانت الأجهزة الأمنية أطلقتها أكثر من مرة، حول تحضيرات يقوم بها متشددون لاستهداف مواقع في روسيا أثناء استضافة الحدث الرياضي العالمي. كما أن وسائل إعلام نقلت عن وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» بيانا يعلن فيه التنظيم الإرهابي تبني العملية.
وكانت السلطات الأمنية الروسية أعلنت عن توقيف عدد من الأشخاص خلال الأسابيع الأخيرة قالت إنهم كانوا يخططون لشن هجمات في مدن روسية، وفي أكثر من حالة أثبتت التحقيقات أن المشتبه بهم يرتبطون بصلات مع تنظيم «داعش» ويتلقون تعليمات من خارج الأراضي الروسية. ونبه مسؤولون أمنيون روس إلى أن ازدياد نشاط ما تعرف بـ«الخلايا النائمة» التابعة للتنظيم بات يؤشر إلى دخول المواجهة مع الإرهاب مرحلة جديدة، وفقا لتأكيد رئيس الهيئة الفيدرالية الأمنية في روسيا ألكسندر بورتنيكوف الذي أوضح أن «داعش بات يتبع استراتيجية مختلفة بعد الهزائم التي مني بها في العراق وسوريا تقوم على عدم دخول مواجهة مباشرة والانتقال إلى شن هجمات من بعد عن طريق مجموعات أو أشخاص منفردين يتم تجنيدهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي» وزاد أن التنظيم بات يتعمد التعامل مع أشخاص لا يعرف بعضهم بعضا ويربطهم مركز تحكم واحد من خارج البلاد، لضمان عدم وقوع شبكات إرهابية في أيدي الأجهزة الأمنية.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».