غريفيث يلتقي قيادات من حزب صالح ويعود إلى الرياض

أكد حرص الأمم المتحدة على استقلالية وفد «المؤتمر» في أي مفاوضات

القيادات المؤتمرية لدى لقائها المبعوث الأممي في عمّان أمس (صورة نشرها أحد القياديين على «تويتر»)
القيادات المؤتمرية لدى لقائها المبعوث الأممي في عمّان أمس (صورة نشرها أحد القياديين على «تويتر»)
TT

غريفيث يلتقي قيادات من حزب صالح ويعود إلى الرياض

القيادات المؤتمرية لدى لقائها المبعوث الأممي في عمّان أمس (صورة نشرها أحد القياديين على «تويتر»)
القيادات المؤتمرية لدى لقائها المبعوث الأممي في عمّان أمس (صورة نشرها أحد القياديين على «تويتر»)

في الوقت الذي تسود حالة عارمة من الغضب في أوساط قواعد حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية لجهة ارتهان قيادات الحزب في الداخل للمشروع الحوثي، أكد أمس مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث استقلالية وفد حزب «المؤتمر الشعبي» في المفاوضات التي يمهد لاستئنافها بين الأطراف اليمنية، لجهة التوصل إلى اتفاق سلام يطوي صفحة انقلاب الميليشيات الحوثية ويعيد البلاد إلى مرحلة التوافق الانتقالي للسلطة.
جاء ذلك خلال لقاء جمع غريفيث أمس مع قيادات بارزة في الحزب على رأسها القيادي البارز المقيم في الخارج سلطان البركاني، في سياق مشاورات الجولة الثانية للمبعوث الأممي في المنطقة، وبالتزامن مع عودته أمس إلى العاصمة السعودية الرياض بعد تأجيل زيارته لصنعاء للمرة الثانية، بسبب الارتباك الذي يسيطر على قادة الميليشيات عقب مقتل رئيس مجلس حكمهم صالح الصماد.
وكان القيادي في الحزب ووزير الخارجية اليمني الأسبق أبو بكر القربي، غرد على «تويتر» في وقت سابق مؤكدا أن «المؤتمر» استعاد ثقة دول الإقليم والمجتمع الدولي ليبدأ رحلة التحدي والبناء في مواجهة محاولات التقسيم للحزب أو الهيمنة على قراره وللإسهام في الحل السياسي وتحقيق السلام بفضل وحدة قياداته وقواعده الرافضة للتنازل عن الثوابت أو الخنوع للتهديد.
وذكرت مصادر قريبة من الحزب، أن غريفيث ناقش أمس مع القيادي سلطان البركاني، والقيادات الأخرى مسألة الحل السياسي في اليمن ودور «المؤتمر الشعبي العام» في صناعة السلام.
ونسبت المصادر إلى غريفيث أنه أشار «إلى أهمية دور المؤتمر في عملية السلام ومشاركته في المفاوضات القادمة بفعالية كاملة وأن يمارس وفد موحد ومستقل للحزب دورا كاملاً في صياغة مشروع السلام والتسوية السياسية».
ويأتي تأكيد غريفيث على استقلالية وفد الحزب في المفاوضات، في ظل المساعي التي تكرسها الميليشيات الحوثية للهيمنة على قرار قيادات الحزب الخاضعين لسيطرتها في صنعاء، ومحاولتها إرغامهم على تبني الخطاب الذي تتبناه الجماعة في المفاوضات.
وأفادت المصادر القريبة من الحزب بأن الاجتماع مع المبعوث الأممي الذي ضم إلى جانب البركاني القادة في الحزب: عبد الله أحمد غانم وعادل الشجاع وصالح أبو عوجا وعبد الكريم شايف، أكد على أهمية تطبيق القرارات الدولية والحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره وتوفير الطمأنينة والأمن والسلام لجيرانه والملاحة الدولية.
وذكرت المصادر أن قيادات الحزب وافقت غريفيث على دور الأمم المتحدة خلال الفترة القادمة لإنجاز مشروع سلام متكامل دون القبول بأي عرقلة لعملية السلام من أي طرف كان، لأن خيار السلام هو الأصل وتطبيق القانون الدولي والقرارات الدولية واحترامها ووضعها موضع التنفيذ في الشق السياسي والعسكري هو الأصل.
وكان غريفيث التقى في جولته الثانية في العاصمة مسقط المتحدث باسم الحوثيين، وشخصيات يمنية أخرى، قبل أن يعود إلى الرياض مجددا بعد أن فشلت ترتيبات زيارته الجديدة لصنعاء للمرة الثانية، بسبب تعنت الموقف الحوثي وارتباك قادة الجماعة بعد مقتل الصماد.
وفي حين تحاول الميليشيات الحوثية أن تسحب إلى دائرتها مواقف حزب «المؤتمر» وقياداته الخاضعين لها في صنعاء، تداول ناشطون ومصادر محلية بيانا نسب إلى قواعد الحزب في مناطق سيطرة الحوثيين، متضمنا هجوما حادا على قيادات صنعاء لجهة رضوخهم للمشروع الحوثي بعد مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وانتقد البيان ما وصفه بالأداء الضعيف لقيادات الحزب الذين يتزعمهم القيادي صادق أبو راس، واتهامهم بعدم الندية مع الحوثيين وبأنهم، بحسب نص البيان «مجموعة من الأشخاص الضعفاء الذين يخافون على مصالحهم وأموالهم وعقاراتهم الشخصية من بطش الحوثي بهم».
وشدد البيان على قيادات صنعاء للإسراع بمطالبة الحوثيين لتسليم جثمان صالح المحتجز لدى الجماعة وإطلاق سراح أقاربه وإعادة ممتلكاتهم، وتشييعه شعبيا ودفنه في مكان وصيته في حرم مسجد الصالح الذي استولت عليه الميليشيات، كما شدد البيان على فض الشراكة مع الحوثي والانسحاب من مجلسه الانقلابي وحكومته.
وتوعد البيان المنسوب لقواعد الحزب وقياداته الذين وصفهم بالشرفاء، قيادات صنعاء ومن بينهم أبو راس وحسين حازب وعلي القيسي وياسر العواضي وعلي أبو حليقة، في حال لم يستجيبوا لمطالبهم السابق ذكرها، بالاجتثاث والمحاكمة باعتبارهم خونة للحزب ولزعيمه الراحل.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.