أزمة رواتب موظفي السلطة في غزة «تنذر» بكارثة إنسانية

TT

أزمة رواتب موظفي السلطة في غزة «تنذر» بكارثة إنسانية

تعمقت أزمة رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، مع إعلان وزارة المالية في رام الله أن ما صرف في الثالث من الشهر الحالي كان بمثابة الراتب، الذي تحدث عنه الرئيس محمود عباس خلال الخطاب النهائي لاجتماعات المجلس الوطني فجر الجمعة الماضي.
وقالت الوزارة إنها صرفت 50 في المائة من إجمالي الراتب لكل الموظفين التابعين للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة، وذلك بناءً على تعليمات وتوجيهات الرئيس عباس، مؤكدة صرف مخصصات كاملة لأسر الشهداء والجرحى والأسرى، التي تخص نحو 25 ألف حالة.
وأوضحت الوزارة أنه سيتم صرف مخصصات الشؤون الاجتماعية في موعدها المقرر لنحو 80 ألف حالة، إلى جانب استكمال صرف رواتب المتقاعدين كاملة، مشيرة إلى التزامها بسداد كامل كلفة الكهرباء الموردة للقطاع، إضافة إلى كلفة المياه والصرف الصحي.
وقبل أيام، راجت أنباء تقول إنه سيتم صرف راتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة يوم أمس، ونسبت تصريحات لعدد من قيادات السلطة في هذا الشأن، قبل أن تخرج وزارة المالية بتوضيح صحافي حول ما تم ترويجه من أنباء. وقد تسبب هذا البيان في خيبة أمل واسعة داخل أوساط موظفي القطاع لأنهم كانوا يأملون في صرف راتبهم، خصوصاً أنهم لا يملكون أي معلومات حول نصف الراتب الذي صرف لهم، ولا يعرفون إن كان عن شهر مارس (آذار) أو شهر أبريل (نيسان) الماضيين، على اعتبار أنهم لم يتلقوا أي رواتب لمدة 60 يوماً قبل صرفها في الثالث من الشهر الحالي.
وعقب حازم قاسم، الناطق باسم حركة حماس، على ما حدث بالقول: «إن استمرار الخصومات التي تفرضها حكومة الدكتور رامي الحمد الله على الموظفين في قطاع غزة يعني استمرار الإجراءات العقابية، التي اتخذتها قيادة السلطة ضد القطاع، والتي ضاعفت من الأزمة الإنسانية التي يعيشها أهلنا في غزة بسبب حصار الاحتلال».
واتهم قاسم السلطة باستمرار العمل بشكل متفرد، وقال إنها لا تلتفت للمطالب الشعبية والفصائلية، الداعية إلى رفع العقوبات التي تساهم في إضعاف الحالة الفلسطينية، مشدداً على أن المطلوب في الوقت الحالي «موقف وطني جاد ضد سياسة التفرد والإقصاء التي تمارسها قيادة السلطة، وضد الإجراءات العقابية، وعدم السماح باستمرار عبث السلطة بالحالة الفلسطينية».
وترفض السلطة عبارة «إجراءات عقابية» عند الحديث عن الإجراءات التي تتخذها، إذ قال الرئيس محمود عباس، في خطابه الأخير، خلال انتهاء جلسات المجلس الوطني: «إن سكان غزة جزء من الشعب الفلسطيني، ولا يوجد شيء اسمه عقوبات».
وتقول مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الأسابيع الأخيرة عرفت وصول عدد من كشوفات التقاعد المبكر للموظفين بغزة، مرجحةً أن يصل المزيد منها خلال الأيام المقبلة. وأكدت المصادر ذاتها أن هناك توجهاً لدى السلطة لأن يتم صرف الرواتب، أو جزء منها، بعد الانتهاء من عملية إعداد كشوفات كبيرة للتقاعد، موضحة أن السلطة تخطط فعلياً لإحالة جميع موظفيها بغزة للتقاعد المبكر.
وتأتي هذه الأزمة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وحاجة الموظفين الماسة للرواتب لتوفير احتياجات أسرهم، خصوصاً أن غزة تضم نحو 60 ألف موظف مدني وعسكري يتبعون السلطة، ويعيلون نحو 800 ألف مواطن بالقطاع. كما أن الأسواق تعتمد بشكل كبير على صرف رواتب موظفي السلطة الفلسطينية، وتعتبر عاملاً مهماً في تحسين الحركة الاقتصادية بشكل عام.
ومنذ أن بدأت السلطة، منذ أكثر من عام، في فرض خصومات على رواتب الموظفين، وصلت إلى 70 في المائة، تراجع الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، وأصبحت المعاناة كبيرة، لكنها زادت أخيراً بشكل ملحوظ.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.