كسروان ـ جبيل: «حزب الله» يواجه حليفه و«القوات» لخرق بمعقل التيار

TT

كسروان ـ جبيل: «حزب الله» يواجه حليفه و«القوات» لخرق بمعقل التيار

لم يختلط اللون الأصفر باللون البرتقالي هذا العام، على غرار انتخابات عام 2009، عندما وقف «حزب الله» إلى جانب «التيار الوطني الحر» في انتخابات جبيل. الخلاف الواقع بين الحليفين على اسم المرشح الشيعي، الذي أدى إلى أن يشكل كل منهما لائحته الخاصة، لم يخرق هدوء المعركة الانتخابية وسلاستها، لكنه تسبب بعملية خلط أوراق أثرت سلباً على حظوظ التيار البرتقالي، ورفعت من احتمالات خرق «القوات اللبنانية» له في معقله.
وانعكس الفراق الانتخابي على الحاضنة الشيعية للحزب في قرى جبيل، التي جرى تحفيزها لتصوت بكثافة لصالح «مرشح الحزب»، للمرة الأولى، علماً بأنها كانت رافعة للوائح «التيار الوطني الحر» عام 2009. وتدور معركة حقيقية بين «التيار الوطني الحر»، الفائز بجميع المقاعد الثمانية في 2009، وحليفه «حزب الله» في هذه الدائرة، بعد رفض التيار أن يكون مرشح الحزب حسين زعيتر على لوائحه، بحجة أنه ليس من منطقة جبيل، فيما تقلل خسارة الصوت الشيعي هذه المرة حظوظ لائحة التيار.
وقال أحد أبناء عائلة حيدر أحمد، في جبيل، إن أهل بلدته غوسطا الشيعية سينتخبون لائحة «حزب الله»، لأنهم «أهل شهداء ومقاومة، وهذا هو الخط الأساسي لنا، ونحن أوفياء له، والخط الآخر لا يهمنا»، فيما قال أحد الشبان من بلدة لاسا، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إنه لن ينتخب هذه المرة، رغم أنها المرة الأولى التي يحق له فيها الانتخاب، لأن «أياً من المرشحين لم يقدم برنامجاً انتخابياً حقيقياً، بل مجرد كلام، فيما الصراع الحقيقي سياسي طائفي».
وسجلت دائرة جبل لبنان الأولى واحدة من أعلى نسب الاقتراع على مستوى جميع الدوائر في لبنان، مع قرب إغلاق صناديق الاقتراع، وتخطت نسبة الاقتراع عند الساعة الخامسة بعد الظهر أكثر من 40 في المائة، بحسب ما أبلغت به «الشرق الأوسط» أكثر من ماكينة انتخابية من الماكينات العاملة على القضاء.
ولم يسجل اليوم الانتخابي في هذه الدائرة إشكالات مهمة، وانعكس الهدوء على دائرتي جبيل وكسروان، فيما اشتكى المرشح على لائحة «التيار الوطني الحر»، نعمة إفرام، من بطء العملية الانتخابية في مراكز الاقتراع، وقال: «القانون ممتاز، والجو ممتاز، لكن العملية الانتخابية تأخذ في بعض الأماكن أكثر من 10 دقائق، وهذا ليس مقبولاً».
وقالت ليا، وهي طالبة جامعية تنتخب للمرة الأولى في كسروان، إنها ستصوت لـ«لائحة العهد»، أي لائحة «التيار الوطني الحر»، لأنها تعبر عن آرائها، ولأنها لائحة رئيس الجمهورية ميشال عون. وفي قلم آخر، قال مناصر لـ«القوات اللبنانية» إن القانون الانتخابي يؤمن للمرة الأولى فرصة كبير لحزبه للحصول على مقاعد نيابية في كسروان، وأضاف أن الناس يقبلون على انتخاب القوات اللبنانية.
وسجلت الجمعية اللبنانية للديمقراطية الانتخابية (لادي) بعض الخروقات على مستوى الصمت الانتخابي من قبل المرشحين في كل الدوائر، وبينها دائرة كسروان وجبيل، كذلك سجلت وجوداً كثيفاً لماكينة «حزب الله» في قلم اقتراع بلدة لاسا، في جبيل، ملاصقة لعناصر الجيش اللبناني في أثناء تدقيقهم بهويات الناخبين.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.