راتب شهرين و60 ألفاً لكل «رائدي» احتفالاً بالبقاء

المقيطيب: شعبية النادي الجارفة أنقذته من السقوط

من احتفالات لاعبي الرائد بالبقاء في دوري المحترفين (تصوير: سعد العنزي)
من احتفالات لاعبي الرائد بالبقاء في دوري المحترفين (تصوير: سعد العنزي)
TT

راتب شهرين و60 ألفاً لكل «رائدي» احتفالاً بالبقاء

من احتفالات لاعبي الرائد بالبقاء في دوري المحترفين (تصوير: سعد العنزي)
من احتفالات لاعبي الرائد بالبقاء في دوري المحترفين (تصوير: سعد العنزي)

خرج الرائد من عنق الزجاجة بعد موسم حافل بالظروف الصعبة، محققاً إنجاز البقاء بين الأندية الكبار، بعدما تفوق على الكوكب في لقائي الذهاب والإياب في الملحق الذي جمع أندية الدوري السعودي للمحترفين وأندية دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى، بعد قرار زيادة دوري المحترفين إلى 16 نادياً.
ولم يكن أكثر المتشائمين من جماهير النادي القصيمي يعتقد أن فريقه سيصل إلى هذه المرحلة الصعبة، وتراجعه على سلم الترتيب إلى المركز 13 وخوض مواجهة الملحق، بعدما أنهى موسمه قبل الماضي في المرتبة الخامسة، وكان قريباً من المشاركة بدوري أبطال آسيا، لكن الرخصة الآسيوية كانت عائقاً أمام ظهوره الأول في البطولة القارية.
ولم يكن الاستعداد للموسم الرياضي وفق التطلعات، واكتفى عبد العزيز التويجري الرئيس السابق بإبرام عدد من الصفقات المحلية التي لم تشارك مع الفريق، علاوة على تواضع الأسماء الأجنبية التي استقطبتها إدارته وكانوا أول المغادرين في فترة الانتقالات الشتوية، بالإضافة إلى المعسكر الإعدادي الخارجي في العاصمة المصرية القاهرة، وكان أقل من الطموحات ولم يخض خلاله الفريق سوى عدد محدود من المواجهات التجريبية.
وعلى الرغم من الفترة الطويلة التي قضاها الفريق في فترة الإعداد التي استمرت لأكثر من شهرين قبل بداية الموسم، ومنح الجزائري توفيق روابح كامل الصلاحيات في اختيار الأسماء، فإن الجزائري أخفق في الجولات الأربع الأولى ولم يحقق سوى نقطة وحيدة من أمام الأندية المنافسة له في منطقة الوسط.
البداية غير المرضية وتراجع الرائد للمركز الأخير على سلم الترتيب قاد إدارة التويجري للبحث عن جهاز تدريبي جديد، ووقع الاختيار على المدرب السابق لنادي الهلال الروماني سيبريا، أثناء فترة توقف الدوري السعودي للمحترفين الأولى، بيد أن الهيئة العامة للرياضة أصدرت قراراً بإنهاء تكليف عبد العزيز التويجري رئيس النادي على خلفية اشتباه في تزوير عقود اللاعبين من أجل الحصول على الرخصة الآسيوية، وكلف فهد المطوع برئاسة النادي حتى نهاية الموسم الماضي. ولم تختلف الأحوال داخل البيت الرائدي بعد تسلم المطوع رئاسة النادي والروماني سيبريا الإشراف الفني، وظل الرائد يترنح في مراكز المؤخرة حتى موعد الانتقالات الشتوية التي شهدت سلخ جلد الفريق وتعزيز صفوفه بعدد من اللاعبين المحليين والأجانب، لكن إهدار النقاط لازم الرائديين، ما أسهم في الاستغناء عن الروماني سيبريا، والاستنجاد بالصربي أليكس الذي سبق أن قاد الرائد في فترة سابقة وحقق معه البقاء في مواجهة الملحق أمام الباطن قبل 3 مواسم.
ومنذ تسلم الصربي زمام الإدارة الفنية تحسن الأداء والنتائج، وحققوا انتصارات متلاحقة أمام الباطن والاتحاد وتعادلاً مثيراً أمام الفيحاء في المباراة المصيرية، غير أن الوقت لم يسعف الرائديين لضمان البقاء في الدوري السعودي للمحترفين دون خوض مواجهة المحلق، ولم يهدر الرائديون الفرصة الأخيرة، وانتفضوا ودكوا شباك الكوكب بـ6 أهداف في مجموع المواجهتين.
وأوفى فهد المطوع رئيس النادي بوعوده لمحبي وعشاق الرائد، وقاد فريقه للاحتفاظ بموقعه وعدم الهبوط لدوري الدرجة الأولى، بعد موسم مليء بالمتغيرات والتحديات، بفضل خبرته الإدارية وقدرته على احتواء المشكلات التي أحاطت بفريقه من تأخر رواتب اللاعبين والتزامات مالية وإخفاق المدربين، وسار بفريقه في نهاية المطاف لبر الأمان، كما قدم للاعبين مبلغ 60 ألف ريال بمناسبة البقاء بالإضافة إلى راتب شهرين.
إلى ذلك، أكد المصري محمد عطوة مدافع الفريق، أن بقاء الرائد في الدوري السعودي للمحترفين جاء بتضافر جهود الإدارة والجهاز الفني واللاعبين، ووقفة الجماهير، مؤكداً أنه كان على يقين بقدرة فريقه على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وقدم المدافع المصري شكره لرئيس النادي على وقفاته المستمرة وتذليله كل الصعاب التي واجهت الفريق، وتمنى أن يحقق الفريق في الموسم المقبل أفضل النتائج. واعتذر محمد الشريمي مدافع الفريق لجماهير الرائد بشأن تواضع أداء الفريق في موسم حبس أنفاس محبي وعشاق النادي، وقدم شكره لهم على وقفاتهم الصادقة معهم، لافتاً إلى أنهم الوقود الحقيقي للاعبين داخل المستطيل الأخضر، وشكر الجهازين الفني والإداري واللاعبين على ما بذلوه لتحقيق البقاء.
وشدد خالد المقيطيب حارس الفريق على أن نادياً يمتلك شعبية جارفة ورجالاً أوفياء ليس من السهولة سقوطه، وبعث رسالة مغلفة بالحب للجماهير الرائدية التي وصفها بالوفية لوقوفها مع الفريق في أحلك الظروف، ومساندتها اللاعبين سواءً في التدريبات أو المباريات التي تلعب داخل قواعدهم أو خارجها، وتمنى أن يكون هذا الموسم درساً لجميع اللاعبين للاستفادة منهم في المواسم المقبلة، وتحقيق مركز يليق باسم ومكانة الرائد.
ويبدو أن الرائديين استفادوا من الدرس الأخير، وبدأوا الاستعداد للموسم الجديد باكراً، واقتربوا من التوقيع مع التونسي عز الدين دوخه حارس أحد الذي يعتبر من أبرز الحراس في الدوري السعودي للمحترفين، بعدما قدم موسماً مميزاً ونافس محمد العويس وعبد الله المعيوف على جائزة أفضل حراس الموسم، كما فتحت إدارة فهد المطوع خط المفاوضات مع عدد من اللاعبين المحليين والأجانب، كما تتجه إدارة الفريق الأول لدارسة احتياجات الفريق من اللاعبين الحاليين بعد التقرير الذي أعده الصربي أليكس المدرب الحالي والاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين الذين لم يقدموا المأمول في الموسم الماضي.


مقالات ذات صلة

بنزيما يفكر في الاعتزال نهاية الموسم

رياضة سعودية كريم بنزيما (نادي الاتحاد)

بنزيما يفكر في الاعتزال نهاية الموسم

يفكر لاعب نادي الاتحاد المهاجم الفرنسي كريم بنزيما صاحب الـ36 عاماً في الاعتزال عن لعب كرة القدم في نهاية الموسم الحالي وفقاً لمصادر موقع ريفيلو الإسباني.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية نيمار لاعب الهلال السعودي (نادي الهلال)

نيمار: انضمامي للهلال كان قرار جيداً... وسنواتي الأفضل قضيتها مع باريس

قال البرازيلي نيمار لاعب فريق الهلال السعودي وقائد منتخب البرازيل إنه اتخذ القرار الجيد بالانضمام إلى صفوف الأزرق العاصمي، مشيراً إلى تطلعه لتمثيل منتخب بلاده.

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية غاري أونيل (أ.ب)

وولفرهامبتون يستهدف مدرب الشباب

يعمل نادي وولفرهامبتون الإنجليزي على التوصل إلى اتفاق لتعيين مدرب نادي الشباب السعودي فيتور بيريرا مدرباً جديداً للفريق بعد رحيل غاري أونيل.

نواف العقيّل (الرياض)
رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».