الحريري لنصر الله: من يموّل التطرف هو «حزب الله»

TT

الحريري لنصر الله: من يموّل التطرف هو «حزب الله»

ردَّ رئيس الحكومة سعد الحريري على اتهامات أمين عام حزب الله حسن نصر الله لـ«تيار المستقبل» بمساعدة «تنظيم داعش» مؤكداً أن هذا الأمر مجرد افتراء ويأتي في سياق الحملة الانتخابية لإلغائه وإلغاء تياره.
وقال في لقاء انتخابي في بيروت: «صبرنا على المحكمة الدولية وعلى مسار العدالة، لأننا نريد الدولة والحق والعدالة. تيار المستقبل هو تيار الاعتدال، وهو الذي حافظ على البلد، ولو كان هناك في السلطة غيره وغير سعد الحريري لكان البلد ذهب إلى (المهوار). من هنا، فإنه لا يحق لـ(حزب الله) أن يتهمنا بتمويل التطرف، بل إذا كان هناك مَن يمول التطرف فهو (حزب الله) نفسه، بما يقوم به من أفعال وتصرفات».
ووصف الحريري انتخابات العاصمة بـ«التاريخية والمصيرية» وتهدف إلى تحجيم «المستقبل» وإلغاء الحريرية السياسية، قائلاً: «تواجهنا في هذه الانتخابات ثماني لوائح، ولكن الحقيقة أن هناك لائحتين في بيروت، لائحة لتيار المستقبل ولائحة لـ(حزب الله) وحلفائه، وكل اللوائح الباقية لن تخدم إلا (حزب الله). حتى مَن ينادي بالمشاريع الإنمائية، التي لم نقصر بشأنها أبداً، نقول له إن الموضوع ليس إنمائياً، الانتخابات النيابية هي انتخابات سياسية».
وتوجه إلى أهل بيروت بالقول: «كلما ارتفع عدد المقترعين، كان ذلك لمصلحة هوية بيروت، خصوصاً إذا كان التصويت لمصلحة تيار المستقبل. لا نريد أن نندم بعد الانتخابات، إذ إن هناك أربع سنوات، مدة ولاية المجلس الجديد، يمكن أن تأخذ بيروت إلى مكان آخر».
ورفض وصف الطائفة السنية بـ«المحبطة»، قائلاً: «نحن الطائفة التي أتت بالتسوية، والتي أنقذت البلد، ونحن الطائفة المستهدفة التي كانت دائماً تدفع ثمن تصرفها بمسؤولية، وهذا هو واقع الطائفة منذ أيام... الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي لو أعطى الأولوية لشخصه، لربما كان اليوم بينكم هنا».
وأضاف: «هذا الاستهداف الذي يتعرض له تيار المستقبل هو في كل لبنان، فلوائحنا موزعة على مساحة الوطن، ومشروعنا مستهدف، هناك متغيرات كبيرة مقبلة على منطقتنا، وإن لم تكن لدينا كتلة وازنة، فلن يكون لنا كلمة بأي تغيير سيحصل في المنطقة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.