يعد البنطلون جزءاً لا يتجزأ من البدلة، ورغم أن الضيق شبابيّ فإنه يحتاج إلى جسم رشيق ومصقول، الأمر الذي يجعل البنطلون بطيات أنسب وأكثر مرونة. وبينما لجأ بعض المصممين إلى الابتكار بالتركيز إما على الحاضر وإما بتوجيه أنظارهم نحو المستقبل، فإن بعضهم الآخر عاد بأنظاره إلى الماضي، وهو ما ترتب عليه ظهور بنطلونات بخصر عالٍ. من بيوت الأزياء التي اقترحته نذكر «إيسي مياكي» و«بالنسياغا»، والحقيقة أنه لم يكن مثيراً للرغبة فيه. لا يختلف اثنان على أنه رغم غرابة هذا التصميم في الوقت الحالي، فإنه كان موضة في الخمسينات من القرن الماضي، ولم يكن منافياً للذوق بل العكس تماماً. تبناه الأجداد وكان موضة سائدة وأنيقة استعرضها نجوم مثل فريد إيستير وكاري غرانت وغيرهما بثقة. لكن شتان بين الأمس واليوم. فهناك خيط رفيع بين العصري وما يمكن أن يصب في خانة الـ«دقة قديمة». وهذا تحديداً ما ينطبق على هذا التصميم إذا لم يكن الرجل يتمتع بمقاييس مثالية، مثلاً إذا جاء الخصر مرتفعاً بشكل غير متوازن، من السهل أن يؤثر عليه أي بروز في البطن سلباً، كما أن أي ارتفاع زائد على مستوى الخصر قد يُضفي عليه أنوثة ليست في صالحه، لهذا إذا كانت النية منه الاختلاف فحسب فإن الأفضل تجنبه.
غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمالhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5089976-%D8%BA%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D9%87%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%B3%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86-%D9%88%D9%87%D9%8A-%D8%AA%D8%B9%D8%A8%D9%82-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.
نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.
بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.
مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.
كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.
حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.