فريدة تمراز: المعمار يُلهمني وأغرب تصميم استوحيته من «الأناناس»

من التصاميم التي قدمتها -  في أسبوع بيروت الأخير - من تصاميمها في أسبوع بيروت الأخير - فريدة تمراز في بيروت - فستان الزفاف كما تصورته... بسيطاً وأنيقاً
من التصاميم التي قدمتها - في أسبوع بيروت الأخير - من تصاميمها في أسبوع بيروت الأخير - فريدة تمراز في بيروت - فستان الزفاف كما تصورته... بسيطاً وأنيقاً
TT

فريدة تمراز: المعمار يُلهمني وأغرب تصميم استوحيته من «الأناناس»

من التصاميم التي قدمتها -  في أسبوع بيروت الأخير - من تصاميمها في أسبوع بيروت الأخير - فريدة تمراز في بيروت - فستان الزفاف كما تصورته... بسيطاً وأنيقاً
من التصاميم التي قدمتها - في أسبوع بيروت الأخير - من تصاميمها في أسبوع بيروت الأخير - فريدة تمراز في بيروت - فستان الزفاف كما تصورته... بسيطاً وأنيقاً

لكل شخص حظ من اسمه، ويبدو أن هذا الاعتقاد ينطبق على مصممة الأزياء المصرية فريدة تمراز، التي باتت بالفعل نموذجا متفردا في عالم الموضة.
بعد نجاحات متتالية ومحطات تخطّت الأحلام، تروي فريدة تمراز، أصغر مصممة أزياء مصرية كيف أن رحلة قصيرة وضعتها بين كبار مصممي الأزياء في العالم. فتجربتها لا تتجاوز الـ6 سنوات، إلا أنها غنية رسمت فيها إطلالات أنيقة لمجموعة من نجمات هوليوود على السجادة الحمراء استهواهن أسلوبها الجريء.
عن مسيرتها تقول فريدة: «برأيي أن تصميم الأزياء موهبة تولد مع الإنسان، مثلها مثل الرسم والموسيقى. فالمصمم يشعر أن كل ما يحيط به يلهمه ويثير شغفه للإبداع، وأقوى ما يلهمني ويحرك فكري هو المعمار الفريد، لأنه يبقى راسخاً في الأذهان وكأنه صرح أثري لا علاقة له بصخب الموضة». ورغم أن مهنتها هي تصميم الأزياء فإنها تعترف بأنها لا تتابع صيحات الموضة، لأن ذلك يؤثر على تدفق أفكارها ويعرقلها «فأنا أدقق في كل التفاصيل ماعدا الأزياء» حسب قولها.
وعن أغرب شيء استلهمت منه تصاميمها تقول «أذكر أن واحداً من أجمل تصاميمي، قدمته خلال أسبوع الموضة بباريس واستوحيته من شكل ثمرة الأناناس. شدتني تفاصيلها ونتوءاتها الطبيعية، مما دفعني لأن أرسمها على الورق لتتحول فيما بعد إلى واحدة من أجمل تصاميمي».
شاركت فريدة عام 2016 في أسبوع الموضة في باريس، ومن قبله أسبوع الموضة في لندن، وتقول إن هذه المشاركة كانت مهمة في مشوارها، لا سيما وأنها فازت فيها بجائزة أفضل مصممة أزياء شابة من بين 15 مصمما عالميا. وتحكي فريدة لـ«الشرق الأوسط» بعضا من الأحداث التي جرت وراء كواليس هذه المشاركة قائلة: «سافرت إلى باريس بهدف أن أستلهم المجموعة التي كنت أحضرها للمشاركة في أسبوعها السنوي من تفاصيل الحياة في مدينة النور، وهذا ما كان وحققت التشكيلة نجاحا كبيرا إلى حد أن السيدة تيفاني ماكول، وهي واحدة من المسؤولين عن تنظيم أسابيع الموضة، ظهرت بأحد فساتيني ولم تبخل علي بإعلان اسمي كمصممته قائلة أمام الملأ إنه من علامة «تمرازا» لمصممة مصرية تخطو خطواتها الأولى في عالم الموضة.
وعن رحلة التصميم، تكمل فريدة حديثها «التصميم بالنسبة لي مطاردة، أتصيد روح التصميم من كل ما يحيط بي، ثم أطلق لخيالي العنان. أحيانا لا أعرف إلى أي اتجاه سيأخذه قلمي فيما يخص الخطوط التي أرسمها، وبعد الانتهاء من رسم الملامح الأولى تبدأ مرحلة البحث عن الأقمشة التي يُفترض أن تعكس التصميم بشكل مناسب وتعرض تفاصيله بأناقة».
بعض مصممي الأزياء تحركهم الموضة والصيحات الجديدة في عالم الأقمشة والألوان، ولكن الأمر يختلف بالنسبة لفريدة تمراز. فهي كما تقول لا تهتم بآخر الصيحات، وترى أنها تفكر بمعزل عن هذه القيود حتى تُبدع أكثر وتختلف. لكنها لا تمانع في بعض الأحيان من أن تعيد صيحة قديمة بأسلوب جديد. المهم بالنسبة لها أن تصل فكرتها إلى أكبر عدد من الناس، بمعنى أن يسهل تسويقها عوض أن تبقى مجرد فكرة جميلة على الرف. وتشرح أن التسويق والإبداع في الموضة لا يتعارضان، بل العكس يكملان بعضا. ثم تعود لتقول بأن المصمم المصري يجد نفسه يبحث لا شعوريا في أبواب التاريخ عن كنوز يقدمها للعالم، ورغم أن مصر تزخر بالفنون والثقافة، فإن فريدة لا تريد التركيز على هذا الجانب، لأنه استهلك، بل تريد أن تعرف الناس بالقدرة الإبداعية التي تتمتع بها الشخصية المصرية. تقول: «أعرف أن تاريخ مصر يدعو إلى الفخر، ولكني معنية بالشخصية المصرية، بشغفه وطاقاته. ما يعنيني في المقام الأول، هو تسليط الضوء على الحرفي المصري، وذلك بتصميم كل تشكيلاتي في مصر. أريد أن أرسم المستقبل من خلال هذا العامل وليس فقط التغني بالحضارة المصرية».
شاركت علامة «تمرازا» مؤخراً في أسبوع الموضة بنيويورك بمجموعة تصاميم تحمل عنوان «To Love & To Hold» مستوحاة، كما تشرح فريدة، من مفهومين متناقضين في الحياة وهما الفرح والحزن، الأمر الذي يفسر غلبة الأبيض والأسود والتلاعب على فكرة «الحلو والمر» بمعنى الحب الذي لا يقبل التلون. ورغم ألوانها المحدودة فإنها حققت تأثيرات قوية تجعلها تحلم بتقديم المزيد خصوصا وأنها لا تزال في مقتبل العمر وكما تقول في «أول الطريق» أيضا رغم ما حققته من إنجازات عالمية.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.