ريال مدريد «المحظوظ» يقترب من لقب ثالث على التوالي لدوري الأبطال

هاينكس يرى أن بايرن ميونيخ كان الأجدر بالتأهل للنهائي ويلقي باللوم على خطأ حارسه والتحكيم

بنزيمة (يمين) يسجل الهدف الثاني لريال مدريد مستغلاً الخطأ الكارثي لحارس البايرن (أ.ف.ب) - هاينكس مدرب البايرن (أ.ف.ب)
بنزيمة (يمين) يسجل الهدف الثاني لريال مدريد مستغلاً الخطأ الكارثي لحارس البايرن (أ.ف.ب) - هاينكس مدرب البايرن (أ.ف.ب)
TT

ريال مدريد «المحظوظ» يقترب من لقب ثالث على التوالي لدوري الأبطال

بنزيمة (يمين) يسجل الهدف الثاني لريال مدريد مستغلاً الخطأ الكارثي لحارس البايرن (أ.ف.ب) - هاينكس مدرب البايرن (أ.ف.ب)
بنزيمة (يمين) يسجل الهدف الثاني لريال مدريد مستغلاً الخطأ الكارثي لحارس البايرن (أ.ف.ب) - هاينكس مدرب البايرن (أ.ف.ب)

كرر ريال مدريد وصاله مع المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا بعد أن بلغها للمرة الثالثة على التوالي والسادسة عشرة في تاريخه، لكن عليه أن يشكر الحظ لتجاوز عقبه بايرن ميونيخ الألماني بالتعادل 2 - 2 في إياب نصف النهائي على ملعب سانتياغو برنابيو وذلك بعد أن تقدم ذهابا 2 - 1 في ميونيخ.
ووصفت وسائل إعلام وصول ريال مدريد إلى النهائي للموسم الثالث على التوالي، بأنه أشبه بالمعجزة بعدما حالفه الحظ للمباراة الثالثة على التوالي.
لكن الفرنسي زين الدين زيدان مدرب الريال الذي أقر بالصعوبات التي واجهها فريقه في مباراتي الذهاب والإياب لنصف النهائي أشاد بالروح القتالية للاعبيه وقال: «لا يمكن أن نكون في النهائي دون معاناة وأن الفوز هو الحمض النووي للريال».
وأضاف: «كانت المباراة (الإياب) مجنونة ومشاهدتها جميلة. كانت جيدة بالنسبة إلى الجمهور وكرة القدم. يجب أن نهنئ خصمنا الذي قدم مباراة كبيرة. واجهنا مشكلات في البداية، وكنا أفضل في الشوط الثاني. لا يمكن أن نكون في النهائي دون معاناة. هذا أفضل... هذا أجمل... عندما نعاني».
وواصل: «نستقبل هدفا في البداية، ثم نبدأ بممارسة الضغط. هذه هي طريقة لعبنا، والفوز هو الحمض النووي للريال الذي لا يستسلم حتى آخر دقيقة. هكذا فعل أيضا لاعبو بايرن ميونيخ الذين قدموا مباراة كبيرة من دون شك».
وعن احتمال إحراز ريال مدريد اللقب للمرة الثالثة تحت إشرافه، قال: «نحن الآن في النهائي، ولا نستطيع إلا أن نكون سعداء ونحن سعداء بالفعل. ليس طبيعيا أن نكون في النهائي للمرة الثالثة على التوالي، لكن بما أن الأمر كذلك فعلينا الإيمان بأننا نستطيع الدفاع عن اللقب وهذا ما سنقوم به. هذه مسألة هائلة».
واعتبر الحارس الدولي الكوستاريكي كيلور نافاس الذي كان أحد أسباب تأهل الفريق الملكي الإسباني بعدما دافع عن عرينه ببسالة، أن الريال أصبح على أبواب كتابة التاريخ، وقال: «أنا سعيد جدا لأننا اجتازنا هذه المباراة الصعبة جدا أمام فريق كبير جدا. لقد عانينا كثيرا، لكن في النهاية حصلنا على مبتغانا. إننا بصدد كتابة التاريخ. الريال لم يستسلم وقاتل حتى النهاية. إننا مجددا في النهائي وسنستعد له بشكل جيد مع احترامنا بالتأكيد للخصم مع الرغبة في الفوز».
وأكد قائد ريال مدريد سيرجيو راموس أن فريقه يستحق الذهاب إلى «كييف» لخوض المباراة النهائية، وقال: «أنا فخور بهذا الفريق. عندما تلعب بروحك وقلبك وتقدم كل هذه التضحيات، هكذا تكون المكافأة... بخوض النهائي مرة جديدة. يجب أن نؤمن بذلك دون الغوص كثيرا في التفاصيل».
وأضاف: «كنا مؤمنين بأننا نستطيع أن نقوم بذلك وبلوغ النهائي مرة جديدة للدفاع عن اللقب. آمل أن نستطيع الاستفادة من هذه الفرصة والعودة باللقب من جديد».
ووصف راموس الفريق البافاري بأنه «فريق كبير وأظهر أنه خصم كبير في السنوات الأخيرة. كنا الأفضل في مجموع المباراتين ويستحق فريقنا الذهاب إلى كييف».
في المقابل قال مدرب بايرن المخضرم يوب هاينكس: «إذا نظرنا إلى المباراتين، فإننا كنا الفريق الأفضل، لكن للأسف لم نتمكن من بلوغ النهائي وهذا يشكل خيبة أمل كبيرة».
وتابع: «مباراة الإياب كانت ترويجا رائعا لكرة القدم، كانت مباراة على مستوى عالمي. لم أر بايرن يلعب بهذا المستوى منذ سنوات، نجحنا في السيطرة لكن حارسهم كان رائعا للغاية».
وعن الهدف الثاني للريال، الذي جاء نتيجة كرة أعادها الفرنسي كورنتان توليسو إلى الحارس سفن أولريتش الذي فشل في السيطرة عليها فخطفها الفرنسي كريم بنزيمة في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني، قال هاينكس: «قدمنا مرة أخرى هدية إلى الخصم. توليسو لعب مباراة جيدة جدا حتى هذه الكرة التي لم يكن يتعين عليه تمريرها».
وأضاف: «بالنسبة إلى سفن، نحن نعرف أنه قدم موسما مذهلا، لكنه لم يحسن التصرف. أعتقد في البداية أنه يستطيع أن يمسك الكرة بيده. أصبح متوترا، إنه أمر رهيب بالنسبة له وحزين جدا للفريق».
وقال المدرب المخضرم، الذي سبق وقاد الريال للتتويج بدوري الأبطال كما قاد بايرن لثلاثية الدوري والكأس ودوري الأبطال عام 2013: «عانى فريقنا من غيابات كثيرة ومؤثرة بسبب الإصابات، لم يكن لدينا خيارات بديلة كافية، فقد افتقدنا عناصر مهمة للغاية، ومع ذلك قدمنا مباراة رائعة وكرة قدم هجومية».
وتابع: «افتقدنا خمسة لاعبين من الطراز الأول، ولكن اللاعبين الذين شاركوا في هذه المباراة استعرضوا قدرات هائلة، لذلك فلن أبحث عن العذر في حالات الغياب».
وأكد هاينكس: «بنهاية الموسم سأعتزل تماما، ليس لدي نية في العودة للتدريب، إنه موقف محسوم بالفعل، لن أعود، وبالتالي لن أقود فريقا في دوري الأبطال من جديد، فهذه مغامرة لا يخوضها الكثيرون وهم في الثانية والسبعين من العمر».
وعلق لاعب الوسط الكولومبي خاميس رودريغيز المعار من ريال مدريد إلى بايرن ميونيخ والذي سجل الهدف الثاني للفريق الألماني: «قدمنا مباراة كبيرة، ولكن الأمور أحيانا لا تنجح. فالريال تأهل لأنه يقدم أشياء رائعة».
وعن خطأ الحارس أولريتش، قال: «لا يجب وضع اللوم عليه وحده، لقد أنقذنا مرات عدة. ارتكبنا أخطاء عدة في مباراتي الذهاب والإياب. يجب أن نبقى هادئين وأن نفكر بمباراتنا المقبلة في نهائي كأس ألمانيا».
لكن وسائل الإعلام الصادرة أمس في إسبانيا وألمانيا لم ترحم أولريتش وقالت إن خطأه الكارثي منح الريال بطاقة النهائي. ووصفت وسائل إعلام في برشلونة الهدف بأنه «هدية» كما تحدثت عن عدم احتساب ركلة جزاء للبايرن للمسة مارسيلو لاعب الريال الكرة بيده داخل المنطقة في الشوط الأول أثناء التعادل 1 - 1.
وكما حدث في مباراة الذهاب في ميونيخ، عندما نجا الريال وخرج منتصرا 2 - 1. تقدم بايرن بهدف عن طريق يوشوا كيميش. لكن بطل ألمانيا لم يستغل سيطرته على المباراة وخسر 4 - 3 في مجموع المباراتين ليخرج أمام الريال للمرة الثالثة في أربع سنوات.
وسيلعب الريال، الذي يتأخر عن برشلونة بطل الدوري الإسباني بفارق 15 نقطة، في نهائي دوري الأبطال يوم 26 مايو (أيار)، حيث سيحاول تعزيز رقمه القياسي وإحراز اللقب القاري للمرة 13.
وكتبت صحيفة سبورت الكتالونية: «تأهل مدريد للنهائي بالمزيد من مساعدات التحكيم والكثير من الحظ».
واعتبرت صحيفة «موندو ديبورتيفو» أن قرار عدم احتساب ركلة جزاء ضد مارسيلو كان «صارخا» ووصفت خطأ الحارس أولريتش «بالفادح» بينما أطلقت على كيلور نافاس حارس الريال «منقذ الحياة».
أما صحيفة «ليكيب» الفرنسية فكتبت «مدريد يسير على الماء».
وسدد بايرن 22 كرة في مدريد نصفها على المرمى وحصل على 11 ركلة ركنية وبلغت نسبة الاستحواذ 60 في المائة ما دفع صحيفة (إيه بي سي) المدريدية لقول إن فريق زين الدين زيدان «نجا من الحصار الألماني».
ورغم ذلك رفض لوكا مودريتش لاعب وسط الريال الاعتراف بأن فريقه تأهل بالحظ وقال اللاعب الكرواتي: «هناك دائما بعض الجدل. يحاول الناس دائما التقليل من نجاحنا لكننا اعتادنا ذلك».
لكن مارسيلو اعترف بأنه كان محظوظا بعد لمسة يد غير محتسبة ضده، وقال اللاعب البرازيلي: «إنها لمسة يد، الكرة لمست يدي وأعتقد أنها ركلة جزاء. إذا قلت إنها لم تلمسني سأكون كاذبا لكن هذه هي كرة القدم».
وأضاف: «لا أتحدث عن الحكام لكن من الواضح أن في بعض الأحيان تأتي القرارات في صالحك وفي أوقات أخرى ضدك لكن مهما كان ما يحدث فإن عليك لعب كرة القدم».
واجتاز الريال دور الثمانية عقب الفوز 4 - 3 بصعوبة على يوفنتوس في مجموع المباراتين وحسم التأهل بفضل ركلة جزاء مثيرة للجدل في الوقت بدل الضائع من لقاء الإياب في مدريد.
وعلى عكس غضب الفريق الإيطالي من التحكيم عن طريق القائد جيانلويجي بوفون، الذي تعرض للطرد في مدريد، وأندريه أنيلي رئيس النادي فإن بايرن لم يفعل ذلك. وقال توماس مولر مهاجم بايرن: «أدى الحكم عملا جيدا ولم نخسر بسببه. قدم كيلور نافاس أداء رائعا وأنقذ مدريد من عدة فرص».
واعتبر الألماني طوني كروس لاعب وسط الريال أن فريقه السابق بايرن ظهر بشكل أفضل لكنه أشاد بزملائه بسبب فاعليتهم وانتزاع بطاقة التأهل، وقال: «قدم المنافس كرة قدم رائعة وصنع الكثير من الفرص. ربما يكون بايرن لعب بشكل أفضل لكننا تحلينا بالفاعلية في المباراتين».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.