«الرخصة الآسيوية» تجبر أندية «المحترفين» على القروض

اختفاء الـ170 مليوناً تعكر أجواء «بطل الدوري»

TT

«الرخصة الآسيوية» تجبر أندية «المحترفين» على القروض

أحدث إعلان مديونات الأندية السعودية المنتمية لدوري المحترفين، حالة من السخط والقلق بين أنصار نادي الهلال، خصوصاً بعد أن رفع سامي الجابر رئيس النادي الهلال تقريراً يفيد بعدم وجود أي وثائق أو مستندات تكشف عن كيفية صرف مبلغ مالي كبير يصل إلى 170 مليون ريال؛ ما استدعى تدخل الهيئة العامة للرياضة والتعاقد مع مكتب محاماة مختص بالأمور القانونية والمالية والمحاسبية لتتبع مسار هذا الأموال وأين ذهبت.
وجاءت الديون الهلالية على الرغم من الدعم المتواصل واللامحدود من قبل الهيئة الرياضية، التي ضخت في خزينة النادي العاصمي ملايين الريالات إبان رئاسة الأمير نواف بن سعد، وتكفلت بالشرط الجزائي للمدرب السابق الأرجنتيني رامون دياز، وقيمة التعاقد مع مواطنه بروان، علاوة على قيمة انتقال الثنائي اللاعبين أشرف بن شرقي وسيروتي في فترة الانتقالات الشتوية، ومكافأة الفوز أثناء مسيرة الفريق في النسخة الماضية بدوري أبطال آسيا حتى بلوغه المباراة النهائية.
من جهة ثانية، يتوقع أن تتجه إدارات بعض الأندية السعودية إلى تسجيل قروض جديدة من جهات مقرضة عن طريق أعضاء الشرف من أجل الإيفاء بمتطلبات الرخصة الآسيوية التي تتطلب تسديد الديون القائمة على الأندية خلال 3 أشهر حداً أقصى.
وكشفت مصادر «الشرق الأوسط» في بعض الأندية في المنطقة الشرقية تحديداً، عن أن هذا الخيار هو الأقرب لنهجه من قبل إدارات الأندية في ظل عدم وجود شركات جاهزة لتقديم عروض رعاية عالية، إضافة إلى الحصول على قروض مقابل ضمانات بسدادها من المداخيل هو الأكثر إقناعاً لكبار الشرفيين، بحيث لا تكون المبالغ المقدمة من جانبهم منحةً بشكل مجمل، دون أي عوائد أو عقود رعاية.
من جانبه، بيّن رئيس لجنة التراخيص الآسيوية في اتحاد كرة القدم السعودي محمد السليم، أن قيام الأندية بمثل هذه الخطوة أمر يخص إداراتها؛ فالأهم لدى لجنة التراخيص هو الإيفاء بالمعايير، ومن بينها المعيار المالي.
على صعيد متصل، أوضح السليم «لـ«الشرق الأوسط»، أن «من بين أهم المعايير البنية التحتية للأندية وليس الملاعب فحسب، حيث إن المعايير دقيقة ولا يمكن إقفال أي جانب من جوانبها».
وكان الاتحاد السعودي لكرة القدم أعلن، أن ديون الأندية السعودية تجاوز 961 مليون ريال وكان في مقدمة الأندية المثقلة بالديون نادي الاتحاد بما يلامس 310 ملايين، يليه النصر بأكثر من 321 مليوناً، ومن ثم الهلال بأكثر من 115 مليوناً، وبعده الأهلي بمبلغ يتجاوز 110 ملايين ريال.
أما الفيصلي، فقد سجل الأقل ديوناً بين الأندية بمبلغ يقل عن 7 ملايين ريال، أما أندية المنطقة الشرقية فقد تصدر الاتفاق حجم الديون بأكثر من 36 مليوناً، يليه القادسية بقرابة 23 مليوناً، ومن ثم الفتح بقرابة 16 مليوناً، لكن الأخير لديه مستحقات من الرعاة للدوري والنقل التلفزيوني ومن أطراف أخرى مثل نادي الهلال، ويمكن أن تغطى هذه الديون في حال الحصول على المستحقات الخاصة بالنادي، كما أعلن ذلك رئيس النادي المكلف سعد العفالق.
ويرجح أن ينجح الفتح في الحصول على الرخصة الآسيوية وكذلك الحال للفيصلي؛ بسبب القدرة على الإيفاء بالمتطلبات المالية كما حصل العام الماضي، حيث حصل هذان الناديان إضافة إلى القادسية على الرخصة، لكن لم يسمح لأي منهم المشاركة ضمن المقاعد السعودية لدوري أبطال آسيا في النسخة الحالية بكون مراكزهم بعد السابع في جدول الترتيب، في حين مثل الهلال والأهلي، المملكة في النسخة الحالية وخرج الهلال مبكراً من دوري المجموعات، في حين يواصل الأهلي مسيرته.
ومع ضخامة الديون على الأندية، يبدو أن الهلال والأهلي مهددان بعدم الحصول على الرخصة كحال النصر والاتحاد ما لم يجدوا حلولاً مالية عاجلة لقضاياهم، حيث يتوقع أن تطرح هذه المخاوف من قبل الأندية خلال اللقاء العاجل الذي دعا إليه رئيس الهيئة العامة للرياضة، المستشار تركي آل الشيخ، من أجل بحث الحلول لهذه الديون، خصوصاً أن الهيئة قدمت الكثير للأندية ودعمتها مادياً، ومن خلال التكفل بصفقات في فترة التسجيل الشتوية للموسم الماضي.
وكانت الهيئة العامة للرياضة طالبت الأمير فيصل بن تركي، رئيس النصر السابق، بتوضيحات حول بعض المبالغ المالية وطريقة صرفها، بعدما أنهت اللجنة المشكلة من قبل الهيئة الرياضية التحقيق في الديون التي خلفتها الإدارة السابقة ما بين رواتب شهرية متأخرة ومقدمات عقود وشكاوى داخلية وخارجية، والتزامات أخرى، قبل أن يتم حل مجلس إدارة الأمير فيصل بن تركي منتصف الموسم الرياضي الماضي، وتكليف سلمان المالك بديلاً عنه حتى نهاية الموسم الرياضي الحالي.
وأثقلت هذه الديون كاهل إدارة سعود آل سويلم، رئيس النصر الجديد، ولمح إلى احتمالية تعرض ناديه لعقوبات من الاتحاد الدولي (فيفا) بسبب الديون المتراكمة، ونظراً لما وجده منذ تسلمه زمام مهام الرئاسة من أمور مالية غير واضحة وقضايا عالقة غير محسومة، وهو ما دعاه إلى طلب تشكيل لجنة من قبل الهيئة العامة للرياضة بالتحقيق حول هذه التجاوزات المالية، والتوقيع مع شركة PWC العالمية والمتخصصة في التدقيق المحاسبي؛ وذلك لمراجعة ديون ناديه، وحفظ حقوقه، وضمان عدم تعكير مسيرة النادي بقضايا سابقة، مع استمرار عمل اللجنة المشكلة من قبل الهيئة الرياضية بالتحقيق في الأمور المالية السابقة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.