ماكرون يحذر من هيمنة الصين في منطقة المحيطين الهادي والهندي

وقع اتفاقيات أمنية ودفاعية مع أستراليا

ماكرون وترنبول في سيدني أمس (أ.ف.ب)
ماكرون وترنبول في سيدني أمس (أ.ف.ب)
TT

ماكرون يحذر من هيمنة الصين في منطقة المحيطين الهادي والهندي

ماكرون وترنبول في سيدني أمس (أ.ف.ب)
ماكرون وترنبول في سيدني أمس (أ.ف.ب)

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الأسترالي مالكولم ترنبول، أمس، أنه لا يمكن السماح لأي دولة بالهيمنة على منطقة المحيطين الهادي والهندي، في وقت يثير تزايد نفوذ الصين قلق الدول الإقليمية.
وقال الرئيس الفرنسي إن البلدين إلى جانب الهند، يتحملون مسؤولية حماية المنطقة من «الهيمنة»، في إشارة مبطنة إلى نفوذ بكين المتزايد. وقال إن «المهم هو المحافظة على التطور المبني على قواعد في المنطقة (...) والحفاظ على التوازنات الضرورية فيها. من المهم في هذا السياق عدم وجود أي هيمنة»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وتتبع فرنسا عدة جزر في المحيط الهادي.
وازداد قلق أستراليا جرّاء تحركات الصين لتوسيع نفوذها في المحيط الهادي، وهو ما قد يؤثر على التوازن الاستراتيجي في المنطقة.
من جهتها، أعربت نيوزيلندا المجاورة عن قلقها بشأن «التوتر الاستراتيجي»، وهو مصطلح دبلوماسي للتعبير عن نفوذ بكين في المنطقة. وذكرت تقارير صدرت الشهر الماضي، وتم نفيها، أن بكين تسعى إلى إقامة قاعدة عسكرية دائمة في فانواتو. ويقدر معهد «لوي» الأسترالي بأن الصين قدمت 1.78 مليار دولار كمساعدات، بينها قروض ميسرة لدول منطقة الهادي بين العامين 2006 و2016. وقال ترنبول، الذي وصف فرنسا بـ«القوة في المحيط الهادي»، إنه يرحب بصعود الصين الاقتصادي واستثماراتها، مضيفا أنه من المهم أن تعمل جميع الأطراف معا في منطقة المحيطين الهادي والهندي. وأضاف أن «حكم قانون يقول إن القوة ليست فوق الحق، وإن السمك الكبير يأكل السمك الأصغر، وإن السمك الأصغر يأكل القشريات، أمر ضروري للغاية». وأضاف أن «حكم القانون هذا هو ما نسعى الآن إلى المحافظة عليه في منطقتنا».
وماكرون هو ثاني رئيس فرنسي يجري زيارة رسمية إلى أستراليا، حيث وصف العلاقات بين البلدين بالتاريخية، مذكرا بمساهمة الجنود الأستراليين في الدفاع عن فرنسا في الحربين العالميتين الأولى والثانية. ووقع الطرفان على عدة اتفاقيات. وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك في ختام لقاء ثنائي: «لدينا هدف مشترك: أن نجعل من بلدينا طرفي شراكة جديد في منطقة المحيطين الهادي والهندي». من جهته، قال ترنبول: «نقف جنبا إلى جنب صفا واحدا ضد الإرهاب وضد كل الذين يريدون تقويض الديمقراطية»، مشيرا إلى «قيم يتقاسمها» البلدان مثل «الديمقراطية والحرية».
وعلى صعيد الدفاع، وقع ماكرون وترنبول «اتفاقا ثنائيا يتعلق بتوفير دعم لوجيستي متبادل بين القوات المسلحة الفرنسية وقوات الدفاع الأسترالية». كما تمت «المصادقة» على اتفاق حول الأمن المعلوماتي من خلال «رسالة نوايا» تهدف إلى تعزيز التعاون بين الوكالة الوطنية الفرنسية لأمن الأنظمة المعلوماتية ومركز الأمن المعلوماتي الأسترالي.
وبحث المسؤولان التعاون بين البلدين على صعيد الأسلحة ولا سيما الاتفاق الموقع عام 2016 لتزويد أستراليا بـ12 غواصة من الجيل الجديد من صنع مجموعة «نافال». كما صادقا على إرساء مبادرات مشتركة لمكافحة الاحتباس الحراري من أجل «تراثنا المشترك، المحيط الهادي»، على ما أعلن ماكرون الذي سيزور بعد ذلك جزيرة كاليدونيا الفرنسية القريبة.
وقال ماكرون الذي بدأ زيارته للمنطقة الثلاثاء: «لدينا القلق ذاته حيال المخاطر والتهديدات التي تواجهها منطقة المحيطين الهادي والهندي: الخصومات بين القوى، والتشنجات الوطنية، وأنشطة التهريب على أنواعها التي تزدهر في ظل انعدام التنمية الناتج إلى حد بعيد عن تغير المناخ».
وقال: «أولويتنا المشتركة هي بناء هذا المحور القوي بين المحيطين الهادي والهندي لضمان مصالحنا الاقتصادية والأمنية في آن واحد»، مؤكدا أن «الحوار الثلاثي بين أستراليا والهند وفرنسا من شأنه أن يلعب دورا محوريا».



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.