364 ألف فلسطيني عاطل عن العمل ثلثاهم في قطاع غزة

الحصار وتراجع الوضع الاقتصادي يرفعان معدلات البطالة

فلسطيني يرفع كيساً من الإسمنت خلال مسيرة احتجاج ضد الحصار (أ.ف.ب)
فلسطيني يرفع كيساً من الإسمنت خلال مسيرة احتجاج ضد الحصار (أ.ف.ب)
TT

364 ألف فلسطيني عاطل عن العمل ثلثاهم في قطاع غزة

فلسطيني يرفع كيساً من الإسمنت خلال مسيرة احتجاج ضد الحصار (أ.ف.ب)
فلسطيني يرفع كيساً من الإسمنت خلال مسيرة احتجاج ضد الحصار (أ.ف.ب)

أحيا الفلسطينيون، أمس، يوم العمال العالمي الذي يصادف الأول من مايو (أيار) من كل عام، من خلال مسيرات وفعاليات في عدة محافظات، وسط مطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية، في ظل ارتفاع معدلات البطالة التي تزداد مع تراجع الوضع الاقتصادي.
ونظمت في قطاع غزة مسيرة للعمال أمام مجلس الوزراء وأخرى عند الحدود الشرقية لمدينة غزة قرب خيام العودة، للتذكير بقضية العمال الذين ستحمل الجمعة المقبلة من المسيرات الحدودية اسمهم «جمعة العمال»، تضامناً معهم في ظروفهم وأوضاعهم الاقتصادية الحياتية الصعبة، والمتفاقمة منذ فرض الحصار على القطاع عام 2006.
ورفع المتظاهرون لافتات تدعو حكومة الوفاق إلى العمل من أجل توفير فرص عمل لهم. وطالبت أخرى برفع الحصار عن قطاع غزة، وتمكينهم من العمل، وذلك عبر السماح بإدخال المواد الخام إلى المصانع وإعادة تشغيلها، أو من خلال السماح لهم بالعمل داخل المدن الإسرائيلية أسوة بالآلاف من العاملين في الضفة الغربية.
ودعا سامي العمصي، رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال في قطاع غزة، حكومة الوفاق والأونروا إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه قضية العمال الفلسطينيين، بشكل عام، وفي القطاع خصوصاً. وطالب بموقف منصف للعمال وعادل من قبل جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية للعمال، مشيراً إلى أن الوضع الحياتي لهم في غزة، أصبح صعباً للغاية، وبحاجة إلى تكاتف الجهود من كافة الجهات في العالم للتخفيف عنهم. وأشار إلى أن نسبة البطالة في قطاع غزة بلغت أكثر من 50 في المائة، وأن معدلات الفقر وصلت إلى نحو 70 في المائة، وذلك بفعل الحصار وإغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الخام وحرمان العمال من التصاريح.
ولفت إلى ما خلفته حرب 2014 التي شنها الجيش الإسرائيلي على القطاع، وتسببت في تدمير أكثر من 500 منشأة صناعية، وأكثر من 1200 ورشة للصناعات المعدنية، مشيراً إلى أن هذه الأضرار تسببت في تسريح آلاف من العمال، وتعطل نحو 70 ألف عامل من قطاع الإنشاءات.
وتشير تقارير إحصائية إلى أن واقع العمال في قطاع غزة أصعب بكثير منه في الضفة الغربية. وربما يفسر ذلك غياب الفعاليات الكبيرة في الضفة لإحياء هذه المناسبة.
ويشير تقرير أصدرته دائرة الإحصاء المركزي إلى ارتفاع في نسب البطالة، مشيراً إلى أن عدد العاطلين عن العمل في كافة الأراضي الفلسطينية، بلغ حتى نهاية عام 2017 نحو 364 ألف شخص، أي ما معدله 27.7 في المائة من اليد العاملة، بواقع 146 ألفاً في الضفة الغربية، و218 ألفاً في قطاع غزة. وأشار إلى التفاوت الكبير في معدل البطالة بين الضفة الغربية وبين قطاع غزة، حيث بلغ في قطاع غزة 43.9 في المائة مقابل 17.9 في المائة في الضفة الغربية.
كما أظهر التقرير أن الارتفاع في معدلات البطالة بين النساء أكثر منه بين الرجال، مع زيادة هذه الفجوة في الأعوام الأخيرة، حيث بلغ المعدل للذكور 22.5 في المائة للعام 2017، في حين بلغ معدل البطالة للإناث 47.8 في المائة للعام ذاته.
وكشف التقرير أن مشاركة الرجال في القوى العاملة نحو أربعة أضعاف مشاركة النساء، وأن القطاع الخاص هو القطاع الأكثر تشغيلاً في فلسطين. ويقدر عدد الفلسطينيين العاملين في السوق المحلية بـ666 ألف عامل، بواقع 333 ألفاً في الضفة الغربية و221 ألفاً في قطاع غزة، و92 ألف عامل يعملون في داخل مناطق إسرائيل، و20 ألفاً يعملون في المستوطنات بالضفة وشرق القدس.
وأظهر التقرير أن 36 في المائة من العاملين بأجر في القطاع الخاص الفلسطيني، يتقاضون رواتب أقل من الحد الأدنى للأجور البالغ 1450 شيقلاً (402 دولار) بواقع 16.2 في المائة في الضفة الغربية، و74 في المائة في غزة.
وبحسب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في قطاع غزة، فإن أكثر من ربع مليون عامل مُعطل عن العمل في القطاع بسبب الحصار الإسرائيلي وآثار الحروب والانقسام.
وأكد الخضري، في تصريح صحافي، أن اشتداد الحصار على مختلف القطاعات يزيد أوضاع الفئات المختلفة، وأبرزها العمال، كارثية ومأساوية، داعياً إلى عمل فلسطيني صادق مخلص يُنقذ العمال من أوضاعهم الصعبة، خصوصاً عمال غزة، وهم الأكثر معاناة. وناشد كل الفلسطينيين العمل لإخراج العمال الكادحين من حال الانقسام، والسعي لإطلاق مشاريع تشغيل للعمال، من خلال مؤسسات عربية وإسلامية ودولية، تكفل لهم حياة حرة كريمة.
وشدد على أن الأوضاع الاقتصادية والإنسانية في غزة في قمة التدهور، والأزمات تزيد حياة السكان تعقيداً في ظل حصار خانق وانقسام فاقم المعاناة وأزمات الرواتب المستمرة التي أنهكت الجميع.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.