السوق السودانية تترقب مؤتمراً عقارياً عربياً لاستقطاب استثمارات دولية

إطلاق مشاريع السكن متعدد الطوابق لمحدودي الدخل بدعم ألماني

أطلقت الخرطوم مشاريع وفرصاً استثمارية في السكن الرأسي والشقق والفيلات لإسكان محدودي الدخل
أطلقت الخرطوم مشاريع وفرصاً استثمارية في السكن الرأسي والشقق والفيلات لإسكان محدودي الدخل
TT

السوق السودانية تترقب مؤتمراً عقارياً عربياً لاستقطاب استثمارات دولية

أطلقت الخرطوم مشاريع وفرصاً استثمارية في السكن الرأسي والشقق والفيلات لإسكان محدودي الدخل
أطلقت الخرطوم مشاريع وفرصاً استثمارية في السكن الرأسي والشقق والفيلات لإسكان محدودي الدخل

في وقت يستعد فيه قطاع العقارات في السودان لاستضافة المؤتمر العربي الاستثماري العقاري خلال الشهر الجاري، المعول عليه في انفتاح البلاد على الأسواق العالمية واستقطاب شركات عقارات دولية، أطلقت الخرطوم مشاريع وفرصاً استثمارية في السكن الرأسي والشقق والفيلات لإسكان محدودي الدخل.
ويعد المؤتمر العربي للاستثمار والعقارات، هو الرابع منذ قيام الاتحاد الذي يوجد مقره في الخرطوم، وسيحضر اللقاء المؤجل من العام الماضي لضمان الاستعداد المحلي وتجهيز الفرص الاستثمارية العقارية السودانية التي ستُطرح أمام المشاركين في المؤتمر، عدد كبير من شركات العقارات والمزادات والمساهمات العقارية في السعودية ودول الخليج.
كما يبحث المؤتمر، بجانب أجندته الرئيسة في توحيد الرؤي والقوانين العقارية في الدول العربية، إنشاء مدن سكنية للمغتربين السودانيين المقدر عددهم بنحو 5 ملايين نسمة، بتمويل خارجي.
وسيعقد الصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان في السابع من مايو (أيار) الجاري، ورشة عن التمويل العقاري بمقر ورعاية مجلس الوزراء بمشاركة عدد من الجهات ذات الصلة.
ووجه الدكتور غلام الدين عثمان الأمين العام للصندوق القومي للإسكان والتعمير، الجهات المعنية بالصندوق لوضع الترتيبات اللازمة لإنجاح الورشة التي ستمهد لانعقاد المؤتمر العربي للاستثمار والتطوير العقاري نهاية الشهر الجاري في الخرطوم.
وتستعرض الورشة، استعدادات السودان لاستضافة المؤتمر العربي العقاري والتجهيز له، حيث ستقدم عدداً من أوراق العمل، تتناول التمويل العقاري، وإجراءات ولوائح ومنشورات التمويل المصرفي في البلاد، والجوانب الفنية والهندسية ذات الصلة بقطاع الإسكان والمقاولات.
وحول خطط الصندوق القومي للإسكان للتوسع في مشاريع الإسكان لفئات المجتمع في السودان، أوضح لـ«الشرق الأوسط» المهندس خلوتي الشريف مدير صندوق الإسكان والتعمير بولاية الخرطوم، أن الصندوق بدأ في مشروعات السكن الرأسي متعدد الطوابق بعدد من المخططات في العاصمة مثل مخططات «العودة السكني» في سوبا شمال العاصمة الخرطوم، ومنطقة الشهيد عبد الوهاب عثمان في أم درمان الحارة.
وأشار المهندس خلوتي لدى لقائه مدير شركة «سولاركو سيستمز» الألمانية التي تزور السودان حالياً للبحث عن الفرص الاستثمارية العقارية المتوقعة بعد سريان رفع العقوبات الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن الصندوق لديه خطط وبرامج ومشروعات تحتاج إلى التمويل لتنفيذها، مشيراً إلى الخبرة الواسعة التي اكتسبها الصندوق طوال السنوات السابقة في تنفيذ المباني.
من جانبه استعرض مدير شركة «سولاركو» أهداف زيارته للسودان، معلناً عن رغبته في التعاون مع الجهات المختصة بالسودان لتنفيذ مشروعات مشتركة في مجال اختصاص الشركة في مجالات الإسكان والإنارة بالطاقة الشمسية والصرف الصحي. وتم الاتفاق بين الجانبين على أن تدرس الشركة الألمانية الطلب الذي تقدم به الصندوق للتمويل، ثم تقدم عرضاً متكاملاً.
وضمن خطط تنفيذ مشروع إسكان المغتربين السودانيين المقدر عددهم بنحو 5 ملايين مغترب. بعد سماح بنك السودان المركزي في مارس (آذار) الماضي بفك التمويل المصرفي لمشاريع المغتربين السكنية عند عودتهم للبلاد، أو خلال إقامتهم خارج أوطانهم، أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور كرار التهامي الأمين العام لجهاز السودانيين العاملين بالخارج، أن هناك قرارات وشيكة تصب في مصلحة المغتربين من حيث الحوافز الكلية لمشروع التمويل العقاري للمغتربين.
وأكد أن مشروع التمويل العقاري الذي تقدم به جهاز المغتربين وأقره بنك السودان المركزي يعد مكسباً كبيراً للسودانيين العاملين بالخارج ومحققاً للمصلحة الوطنية، مشدداً على أن جهاز المغتربين سيعمل خلال الفترة القادمة في تنفيذ عدد من الشراكات مع شركات التطوير العقاري على مبدأ الشفافية والالتزام الميداني لتعزيز الثقة بين المغتربين وشركات التطوير العقاري من أجل تقليل الآثار السالبة والسلبيات التي صاحبت مسيرة التعامل مع المغتربين سابقاً لضمان استفادة جميع السودانيين بالخارج من مشروع التمويل العقاري.
ووقّع التهامي، أول من أمس، على مذكرة تفاهم مع شركة «الغواص للإسكان والتعمير» السودانية، لتشييد وحدات سكنية للسودانيين العاملين بالخارج بالعاصمة والولايات، بحضور عدد من ممثلي المصارف السودانية وشركات التطوير العقاري.
كما وقّع الأمين العام لجهاز السودانيين العاملين بالخارج الأسبوع الماضي عقداً مع شركة «بايوناس» الماليزية لتنفيذ مشروع إسكان المغتربين السودانيين المقدر عددهم بنحو 5 ملايين مغترب. وسمح بنك السودان المركزي في مارس الماضي بفك التمويل المصرفي لمشاريع المغتربين السكنية عند عودتهم للبلاد، أو خلال إقامتهم خارج أوطانهم.
ويتضمن عقد «بايوناس» الماليزية، الاستفادة من خدمات الشركة في مجالات التطوير العقاري، وتنفيذ المشروعات الأخرى لصالح المغتربين والسودانيين العائدين، وهي 6 مشروعات بينها مشروعان للمغتربين بتقنيات جديدة يمكن أن تسهم في إعادة وتعزيز الثقة بين المغترب والدولة، وتجسير الفجوة بين الخدمات التي ستقدمها «بايوناس» والخدمات التي تقدمها لهم الشركات الأخرى بالخارج.
كما يتضمن العقد استعداد الشركة لإنشاء مجمعات سكنية بكامل التقنيات والخدمات لجذب وإدماج المغتربين السودانيين.
من جانبه أعلن محمد شافعي رئيس مجموعة شركات «بايوناس» الماليزية، استعداد الشركة التام لتلبية كل احتياجات المغتربين السودانيين من الوحدات السكنية والمشروعات الأخرى، معرباً عن سعادة الشركة بالتعاون مع جهاز المغتربين.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق الدكتور كرار التهامي الأمين العام لجهاز تنظيم السودانيين العاملين في الخارج، أن بنك السودان المركزي أصدر الضوابط والإجراءات الخاصة بكيفية حصول المغترب على التمويل العقاري، كذلك من يحق لهم دخول مجالات التمويل المصرفي، التي ستكون بصيغ تمويلية مختلفة.
ووفقاً لضوابط بنك السودان سيُمنح التمويل العقاري من قبل البنوك المحددة لهذا الغرض، ببطاقة هوية جهاز المغتربين، الذي سيشكّل غرفة عمل في مبناه المعروف بالعاصمة السودانية الخرطوم.
وتشمل نوعيات التمويل، شراء أو بناء عقار، وتجديد مقر السكن، وزيادة في مرافق المنشأة العقارية، إن كانت شققاً أو فيلات، وغيرها من مشاريع البناء.
وقال كرار التهامي إن التمويل العقاري للمغتربين، الذي يشمل كذلك تمويل شراء السيارات، قد وُضعت له شروط سهلة لكل صاحب حق في سجلات المغتربين السودانيين، مشيراً إلى أن المغتربين العائدين، الجدد والقدامى، سيُنظر في أمرهم، خصوصاً أن الجهاز وعاء لكل العائدين وسفير لكل المغتربين بالخارج، الذين تقدر أعدادهم بنحو 5 ملايين مغترب.
وأضاف أن الدفع لتمويل المشروع سيتولاه البنك المعنيّ كاملاً، مشيراً في هذا الصدد إلى أن هناك بنوكاً معينة ستتولى عمليات التمويل، وسيتم اختيارها بواسطة بنك السودان المركزي، بينما يتولى المستحق من المغتربين تسديد ما بين 10 و15% من قيمة القرض البنكي كدفعة أولى.
وحول قيمة القرض للتمويل العقاري، قال التهامي إن البنك المركزي لم يحدد حتى الآن سقفاً، بغرض توفير وتسهيل العملية للمغترب، وسيتم تحديد القرض وفقاً لاحتياجات المقترض، ومتطلبات مشروعه في البناء والسكن المريح، مشيراً إلى أن جهازهم يسعى لتوفير سكن للمغترب في بلاده دون صعوبات.
وكان الدكتور غلام الدين عثمان، الأمين العام للصندوق القومي للإسكان، قد أوضح في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» أن توفير سكن للمغتربين يعني جذب مدخراتهم ومواردهم إلى داخل البلاد وضخها في الاقتصاد الوطني، مما يمنحهم فرصة للعب دور فاعل في هذا الشأن.
وأضاف غلام الدين أن هذا القرار سيجعل قائمة الاستثناء من قرار حظر التمويل العقاري الداخلي، تشمل مشروعات الإسكان الشعبي والاقتصادي والفئوي التي يتم تشييدها تحت رعاية الصندوق القومي للإسكان، عن طريق المحافظ المصرفية للتمويل.
يذكر أن شركة «سارية» السودانية تنفّذ حالياً مشاريع بناء وتأسيس مساكن وعقارات للمغتربين السودانيين في ضواحي الخرطوم وبعض العواصم في ولايات السودان الأخرى. ووفقاً للمهندس محمد عبد العزيز مدير شركة «سارية»، فإن التكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ نحو 170 مليون دولار، بينما يبلغ عدد الوحدات السكنية نحو ألف وحدة في مرحلة المشروع الأولى. ويتم الدفع بالعملتين المحلية والأجنبية 20 مقدماً ثم 40% بعد العام الأول.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.