انتشار ظاهرة تغيير الأسماء في العراق تخلصاً من تركة الماضيhttps://aawsat.com/home/article/1254526/%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%AA%D8%AE%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%8B-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B6%D9%8A
انتشار ظاهرة تغيير الأسماء في العراق تخلصاً من تركة الماضي
أعلنت وزارة الداخلية العراقية، أمس، قائمة تضم طلبات تقدم بها 500 مواطن بهدف الحصول على موافقة وزير الداخلية لتغيير إما إسمائهم أو ألقابهم. وهذه هي ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الداخلية أسماء من يود تغيير اسمه أو لقبه بعد الموافقة على مثل هذا الإجراء الذي لم يكن معمولا به لفترة طويلة. وفي الوقت الذي تضمنت فيه القائمة أسماء قد تبدو محرجة لأصحابها مثل «كهيعص» أو «حيوانة» فإن هناك أسماء باتت محرجة لأسباب أخرى مثل «قادسية» التي ارتبطت بتسمية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين للحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988)، أو لأسباب أخرى أهمها البعد الطائفي لبعض الأسماء والتي ترسخت في الأذهان منذ الحرب الأهلية (2006 - 2008)، أمثال عمر وأبو بكر وسفيان ومروان، حيث ضمت قائمة الـ500 أعدادا غير قليلة منهم.
اللافت أيضاً وجود طلبات كثيرة حملت أسماء «صدام» و«عدي» و«قصي» بينما قدم مواطن من كربلاء ذات الغالبية الشيعية اسمه «صدام حسين حسن» طلبا لتغيير اسمه، في حين هناك مواطنون طلبوا تغيير ألقابهم لأسباب مختلفة من بينها وجودهم أثناء ولادتهم في محافظة غير المحافظة التي ينتمون إليها وقد حملوا ألقابا تعود إلى عشائر أخرى لا تمت إليهم بصلة وبعد أن بحثوا فيما يسمى «أشجار النسب» اكتشفوا أنهم يعودون إلى «السادة» فأرادوا ألقاباً جديدة تدل على ذلك الأمر.
المواطن سالم المرسومي يقول لـ«الشرق الأوسط» إنه «حمل طوال أكثر من خمسين عاما لقبا غير لقبه بل يعود إلى عشيرة أخرى» مبينا أن «السبب في ذلك يعود إلى هيمنة تلك العشيرة على المنطقة بحيث معظم الولادات الجديدة تحمل لقبها ربما لتحيز أمين السجل المدني». أما المواطن «أبو صدام»، ولدى سؤاله عما إذا كان ينوي تغيير اسم ابنه، قال: «لم أطرح على نفسي مثل هذا السؤال ولا أجد أن هناك حاجة ماسة تستدعي ذلك» مبيناً أنه «لم يجد حرجا في مواجهة الناس بهذا اللقب ولم يستهجن أحد ذلك لا سيما أن مرحلة صدام انتهت». ويضيف أبو صدام: «في العراق هذه الأمور موجودة وعلى نطاق واسع، ففي مرحلة المد القومي انتشرت في الستينات أسماء مثل جمال عبد الناصر وفي السبعينات وما تلاها برزت أسماء صدام وربما ولداه عدي وقصي، والآن تنتشر أسماء بعض الزعامات الحالية ولو على نطاق ضيق».
ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.
وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.
وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».
ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.
وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.
وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.
وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».
106 قتلى
مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.
وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.
واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.
وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.
4 ضربات إسرائيلية
رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.
ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.
كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.
واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.
وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.
وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.
وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.