كتّاب مصريون يتناولون أثر أحمد خالد توفيق في الكتابة

{أخلص لقيمه الإبداعية ولم يستغل جماهيريته}

المشاركون في الندوة
المشاركون في الندوة
TT

كتّاب مصريون يتناولون أثر أحمد خالد توفيق في الكتابة

المشاركون في الندوة
المشاركون في الندوة

هناك كتّاب عرب تجاوزت مبيعاتهم أرقاماً قياسية، ومن بين هؤلاء كان الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، الذي خصص صالون «أم هاشم» لقاءه المنعقد في «بيت السناري» بحي السيدة زينب بالقاهرة التابع لمكتبة الإسكندرية، أول من أمس، حول أثره في الكتابة، والأسباب التي جعلت منه ظاهرة وروجت لكتبه بين دائرة متنوعة من القراء، تحول بعضهم فيما بعد إلى أدباء ومحبين.
وقال الكاتب سيد محمود الذي أدار اللقاء إن «عدم إذاعة هذه البيانات وتحفظ الناشرين عليها، سببه عدم وجود بيئة نشر معلنة وشفافة، تعرفنا بالمساحة الواسعة من المبيعات التي ضمت روايات أديب نوبل نجيب محفوظ، وأنيس منصور، وعلاء الأسواني الذي تجاوزت مبيعات إحدى رواياته المترجمة للفرنسية في موسم واحد 280 ألف نسخة، حسب ما صرح به ناشرها الفرنسي».
ولفت الكاتب سامح فايز إلى أن هناك نقطة تحول في الكتابة والنشر لها علاقة بالمدونات وشبكة الإنترنت، بدأت منذ عام 2000 بمجموعة من محبي توفيق، أنشأوا موقعاً لتبادل الآراء فيما ينشرون، وقد تحول الموقع إلى ما يشبه ورشة الكتابة، وفي عام 2005 رصدت وزارة الثقافة المصرية 150 ألف مدون على الشبكة العنكبوتية، كان 20 في المائة منهم يقدمون نماذج إبداعية مختلفة عن السائد، وعلى أثر ذلك قررت «دار الشروق» عام 2008 نشر بعض الكتب لعدد من هؤلاء الكتاب، الذين تحولوا من مجرد معجبين بكتابات الكاتب الراحل إلى مبدعين لديهم أعمالهم الخاصة التي وجدت طريقها إلى النور.
وذكر فايز أن إقبال المصريين على القراءة لم يلحظه أو يلتفت إليه أحد من المهتمين بالنشر أو بالثقافة، وما زال بعضهم يعتمد على دراسة مر عليها 15 عاما، أصدرتها اليونيسكو في عام 2003 تشير إلى أن المصريين والعرب لا يقرأون.
وتحدث الكاتب محمد فتحي عن بداية تعارفه مع الأديب الراحل أحمد خالد توفيق، وكان ذلك في أوائل التسعينات عام 1993 بعد صدور العددين الأول والثاني من سلسلة «ما وراء الطبيعة». وكانت وقتها كتابات الدكتور نبيل فاروق: «رجل المستحيل»، و«ملف المستقبل»، و«أدهم صبري»، وغيرها، تستحوذ على اهتمام كثير من الأطفال، وحين اطلع على كتابي توفيق «النداهة» و«مصاص الدماء وأسطورة الرجل الذئب»، استشعر أن هناك من يستطيع أن يقدم له شكلاً آخر من الكتابة يختلف عما يقدمه فاروق.
وأكمل فتحي: «كان الكتابان متفردين في عالمهما، وقد جعلتني متابعة كتاباته فيما بعد أقرر عمل حوار معه، وقتها كنت صحافياً ناشئاً أكتب لمجلة (سمير) ولقرائها. ومن خلال البحث، اكتشفت أن توفيق يعيش في طنطا. التقيته في مقر المؤسسة العربية الحديثة. جاءني من دون تعالٍ، وهذا مفتاح من مفاتيح كثيرة يمكن أن نتعرف منها على علاقة خالد توفيق بقرائه. أجريت وزميلي محمد علاء الدين حواراً معه، وقد اكتشفنا خلاله أن الرجل مختلف تماماً عن غيره من الكتاب».
وتابع فتحي: «توطدت صداقتي به مع مرور الوقت. ومع ظهور مبدعين عبر سلسلة الروايات التي راحت تصدرها المؤسسة العربية الحديثة، تعرف القراء على كتابات تامر إبراهيم، وهو سيناريست معروف حاليا، ومحمد سليمان عبد الملك». وعن دور أحمد خالد توفيق في مسيرة كثير من هؤلاء، قال: «جميعنا أصبحنا ندور في فلك أحمد خالد توفيق، فهو الذي عرف جيلنا أن هناك كاتباً اسمه صنع الله إبراهيم، وستيفن كينغ، وجون جريشن، وقد كان حريصاً على النظر لما يقدمه بأنه مجرد خطوة فوق الدرج للصعود لآخرين أهم وأفضل ويجب قراءتهم. لم يقرن ما يقدمه بالثقافة ولا الأدب، وقد حول روايات الجيب لكتب ذات قيمة حقيقية، وقد كان له دور كبير في أدبية المغامرة، حيث جعل منها صنفاً أدبياً حقيقياً في بلادنا، وحين مات بطل سلسلته (ما وراء الطبيعة)، (رفعت إسماعيل)، قام الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي بعمل عزاء لوداعه، وكان هذا مدهشاً، ولافتاً للنظر».
أما الكاتبة شيرين هنائي، فقد أشارت إلى أن تعارفها مع أحمد خالد توفيق بدأ بقراءته رواية لها لم تكن معدة للنشر: «كان يضع يده على مشكلات النصوص ويقدم مقترحاته دون أستاذية لعلاجها»، موضحة أنها بدأت قراءته حين كان عمرها 11 عاما، وبعد صدور كتابها الأول «نيكروفيليا»، راحت تسترجع كل ما تعلمته منه في طفولتها، وقد كان تعليقه على صدورها باعثاً لديها للتفكير في كيفية الخروج من عباءته وكتابة شيء مختلف عنه، يتجاوز فكرة كتابة الرعب لمشروعات أخرى، وقد حرصت على أن يكون متابعاً لكل عمل تقوم بكتابته، وتسعى في كل رواية تكتبها لتجاوز ما قبلها مستفيدة من تعليقاته البناءة على ما تقدمه من أعمال.
من جهته، ذكر الكاتب أحمد سمير أن علاقته بالراحل أحمد خالد توفيق لم تقم على لقاءات مستمرة، حيث لم يقابله سوى مرتين فقط، لكنه رغم ذلك كان أكثر الشخصيات الأدبية تأثيرا في حياته، «بسبب كونه كاتبا ممتعا، وهذا لا صلة له بالعمق أو الأفكار التي يطرحها توفيق في كتاباته، من هنا كان الاعتراف به وتقديره من جهة القراء والإقبال على رواياته، التي ساعد على انتشارها سعيهم إليه. لم يكن هناك دعم من وسائل الإعلام، ولم يقدمه أحد من النقاد الكبار».



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.