وحدة مراقبة إسرائيلية ترصد كل حركة على الأرض السورية تحسباً من ثأر إيراني

مسؤول: الرصد على الحدود مع سوريا أصعب من الجبهات الأخرى

سياح في هضبة الجولان المحتل يعبرون تمثال جندي إسرائيلي قرب الحدود (إ.ب.أ)
سياح في هضبة الجولان المحتل يعبرون تمثال جندي إسرائيلي قرب الحدود (إ.ب.أ)
TT

وحدة مراقبة إسرائيلية ترصد كل حركة على الأرض السورية تحسباً من ثأر إيراني

سياح في هضبة الجولان المحتل يعبرون تمثال جندي إسرائيلي قرب الحدود (إ.ب.أ)
سياح في هضبة الجولان المحتل يعبرون تمثال جندي إسرائيلي قرب الحدود (إ.ب.أ)

في محاولة لتوصيل رسالة إلى إيران وسائر الميليشيات «العاملة» في المنطقة الغربية الجنوبية من سوريا، كشف الجيش الإسرائيلي أمام الإعلام، أمس الأحد، عن وحدة المراقبة التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية لديه، والتي ترصد كل حركة للمسلحين. وهو يبين أنه جاهز لمجابهة أي محاولة من الميليشيات الإيرانية لتنفيذ عملية ثأر انتقاما للغارات التي نفذها الجيش الإسرائيلي في سوريا وتسببت بسقوط عناصر منها.
وحسب تقارير شهود عيان ممن اطلعوا على استعدادات الجيش الإسرائيلي، فإن كل من يعرف المنطقة مسبقا يلاحظ أنه رفع حالة التأهب عدة درجات تحسباً لهجوم إيراني محتمل ردّاً على قصف مطار «تي - 4» العسكري في ريف حمص، والذي قتل فيه 14 عنصرا بينهم سبعة ضباط إيرانيين. وقال المراسلون العسكريون الإسرائيليون إن الجيش الإسرائيلي كلّف عدداً كبيراً من وحدات المراقبة لديه في هضبة الجولان السورية المحتلة بمراقبة كاميرات المراقبة والرادارات والتواصل مع الجنود في الميدان، تحسباً لأي ردٍّ إيرانيّ. وإن غرفة المراقبة لا تكتفي فقط بمتابعة الحدود على الجولان بل تتابع أيضاً مناطق مختلفة داخل سوريا.
ونقل المراسلون عن المقدم نير مجيديش، الذي يقود عمل المراقبة في الجولان منذ ثلاث سنوات، أن بشار الأسد يزداد شعورا بالثقة من النجاحات التي يحققها ميدانيا بفضل الدعم الروسي. ولكنه لم يقرر بعد العمل في الجولان، وما زالت ميليشيات المعارضة تسيطر على غالبية المنطقة المقابلة للجولان المحتل. وهناك منطقة يسيطر عليها جيش النظام في الشمال، عند سفوح جبل الشيخ الشرقية، ومنطقة يسيطر عليها «داعش» (جيش خالد بن الوليد) في جنوبي الجولان. وينتظر الأسد أن يسيطر على درعا، المدينة السورية الواقعة على مثلث الحدود مع الأردن وإسرائيل، حتى يتفرغ لبقية مناطق الجولان.
ويضيف مجيديش: «أنت ترى دبابات ومجنزرات تسير قرب الحدود وعليك أن تتيقن من منها مشبوه ومن غير ذلك، من منها سيحول فوهة قاذفاته نحو إسرائيل ومن يوجهها إلى الطرف الآخر. وهذا يجعل عملية الرصد الإسرائيلية أصعب من عمليات الرصد في الجبهات الأخرى. فأنت تعرف أن من يقابلك في قطاع غزة هو حماس والجهاد وتعرف أن من يقابلك في لبنان هو (حزب الله). ولكن هنا، الوضع مختلف. فأنت تجد قوى مختلفة على بعد بضع مئات الأمتار من الحدود، قد يهددون المزارعين الإسرائيليين (في المستوطنات الإسرائيلية) والسياح. في بداية الحرب السورية، تم توجيه بعض النيران باتجاه إسرائيل وقتل فتى يومها كما حاولت بعض الميليشيات زرع عبوات ناسفة على الحدود. ولكن اليوم تطورت عمليات الرصد الإسرائيلية بواسطة وحدة خاصة من المجندات المزودات بأجهزة مراقبة إلكترونية متطورة، تجعلهن قادرات على تشخيص أي تحرك لأي مسلح على بعد عدة كيلومترات في عمق الأراضي السورية».
ويضيف القائد العسكري الإسرائيلي أن الثأر الإيراني من إسرائيل بسبب اتهامه لها بقصف «تي 4» هو احتمال قوي، ويمكن أن يتمثل في قصف قوة إسرائيلية أو مستوطنة إسرائيلية بالصواريخ أو القذائف، أو في عملية تسلل إلى الجهة الإسرائيلية من الحدود وتنفيذ عملية مسلحة أو عملية انتحارية. ويؤكد أن ميليشيات «حزب الله» سبق وأن حاولت ذلك في المنطقة نفسها، وقامت إسرائيل بتصفية عدة خلايا كانت ناشطة هناك.
وخرج المحرر العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هارئيل، من جولة في المنطقة الحدودية واللقاءات مع قادة الجيش الإسرائيلي هناك، بالاستنتاج: «إسرائيل لا تزال تترقب ضربة إيرانية محتملة، في هضبة الجولان وليس فقط في أماكن تستهدف المصالح الإسرائيلية حول العالم. ولكن كلما مر الوقت، أصبح صانعو القرار في طهران أكثر وعياً للتعقيد الذي قد يصاحب هذا الرد، ومع ذلك يبقى الافتراض العملي لمؤسسة الأمن الإسرائيلية أن هذا الرد ممكن ومحتمل جداً. لذلك هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، يوم السبت الأخير، بتدمير أي قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، سواء أكانت جوية أو بحرية أو للعمليات البرية، إن أقدمت طهران على إنشائها في سوريا».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.