الوقف السني يدعو أئمة المساجد إلى حث الناخبين على التصويت

دعوته أثارت حفيظة مرشحين

TT

الوقف السني يدعو أئمة المساجد إلى حث الناخبين على التصويت

أثار كتاب صادر عن ديوان الوقف السني يقضي بتوجيه أئمة المساجد التابعة له بالحديث عن ست نقاط تتعلق بتوجيه وحث الناس على المشاركة في الانتخابات، واختيار شخصيات وقوائم محددة، حفيظة شخصيات سياسية مرشحة للانتخابات اعتبرت أن الاستثمار السياسي للدين يُشكل خطراً على السلم المجتمعي، ويخالف الأعراف الديمقراطية.
وعدد الكتاب المحاور الستة التي يتوجب على أئمة المساجد طرحها للحديث عنها في خطب الجمع التي تسبق الانتخابات، منها التأكيد على أن «الذهاب إلى الانتخابات واجب شرعي»، كذلك حث الأئمة الناخبين على انتخاب «من صنع النصر وحرر الأرض ووقف مع النازحين وعاش معاناتهم». كذلك طلب من أئمة المساجد التشديد على انتخاب من «أطفأ الفتنة والطائفية والأقدر والأكفأ على تقديم الخدمات وإعادة إعمار المدن المخربة».
ولم يسبق لجهة دينية عراقية، سواء من الطائفة الشيعية أو السنية، أن ألزمت شرعياً أتباعها المشاركة في الانتخابات، لكن شخصيات دينية من كلا الطرفين أفتت في وقت سابق بحرمة المشاركة في الانتخابات.
وتعليقاً على تعليمات الوقف السني، اعتبر المرشح (المنشق) عن تحالف «القرار»، جبار المشهداني، أن «الاستثمار السياسي في الأديان يشكل خطراً على السلم المجتمعي». وأضاف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»: أن «الوقف السني قام بتحويل المساجد إلى منابر دعائية لمرشحين هم من كبار موظفي الوقف، وذلك يعد خرقاً دستورياً ودينياً في الوقت نفسه». ويرى أن «المصلين في يوم الجمعة سيجبرون على سماع مواصفات تذهب باتجاه الترويج الفاضح لأشخاص محددين، والكتاب يلمح إلى أن من حقق النصر هو رئيس الوزراء، كي يضمن الوقف السني عدم مساءلتهم ومحاسبتهم». وبرأيه، فإن «الانتخابات العراقية هذه المرة خرقت الحواجز والأعراف والتقاليد الديمقراطية، وانزلقت نحو استثمار كل ما هو متاح لتحقيق الأهداف حتى لو تم كتابة خطب صلاة الجمعة قبل أسبوعين من إقامتها».
من جانبه، يرى المرشح عن ائتلاف «العراقية» زياد العرار في كتاب الوقف السني «تدخلاً سياسياً جديداً في الخطاب الديني السني». ويقول العرار لـ«الشرق الأوسط»: «يعرف السيد رئيس الوقف أن من المفضل للخطباء توجيه الناس في القضايا التي تخص المجتمع، لكن المؤسف أن المصالح السياسية والحزبية ومطامع الانتخابات دخلت في كل مفاصل حياة العراقيين هذه الأيام». ويشير العرار إلى أن أغلب النقاط الواردة في الكتاب «غامضة»، باستثناء مسألة المشاركة في النصر، فالجميع اشترك فيها، ثم يتساءل: «هل يقصد السيد الهميم نفسه بها أم غيره؟». وعن مدى تأثير خطب الجمعة في تحديد خيارات الناخبين يقول العرار: «لا أعتقد أن لهذا التوجيه تأثيراً كبيراً على خطباء الجمع، ولا تأثير أصلاً للخطباء على الناس، خصوصاً بعد أن اعتبروا جزءاً من مرحلة معاناة المواطنين أيام احتلال (داعش) لمدنهم».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.