حركة «الشباب» تتبنى مقتل عسكريين كبار بهجوم انتحاري في الصومال

TT

حركة «الشباب» تتبنى مقتل عسكريين كبار بهجوم انتحاري في الصومال

أعلنت الحكومة الصومالية، أمس، أن انتحارياً فجر نفسه في معسكر ببلدة جالكعيو، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص، من بينهم 4 عسكريين، في هجوم أعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عنه.
وقال مسؤولون أمنيون إن الانفجار وقع بعد أن فجر انتحاري نفسه وهو يرتدي سترة ناسفة مربوطة حول خصره، لدى اقترابه من الجنود في مطعم مزدحم بجالكايو شمال البلاد.
وبينما قال حرسي يوسف بري رئيس بلدية جالكعيو إن من بين الضحايا قائداً عسكرياً وعقيدين، فقد أعلن شرطي يدعى عبد الرحمن حاجي أن العسكريين القتلى، وبينهم قائد عسكري، قُتلوا في معسكرهم بالبلدة، مشيراً إلى أن عدد القتلى قد يرتفع.
وقالت مواقع إلكترونية صومالية محلية إن من بين القتلى، العقيد عبدي محمود «هوري» قائد المعسكر، الذي شغل في السابق منصب مسؤول النقل في مكتب رئيس الحكومة الصومالية.
في المقابل، أعلن عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم حركة الشباب، أن الهجوم أسفر عن مقتل خمسة في المعسكر المخصص لقوة تضم جنوداً من منطقتي البونت لاند (أر اللبان) وجلمدج شبه المستقلتين، اللتين جرى دمجهما في الجيش الاتحادي في إطار جهود لتوحيد البلد الذي يعاني من التمزق.
يأتي هذا الهجوم فيما عززت السلطات الصومالية من إجراءات الأمن في العاصمة مقديشو، تحسباً على ما يبدو لاحتمال شن حركة الشباب المزيد من الهجمات الانتحارية. وتفقد وزير الداخلية الصومالي محمد دوعالي، برفقة محافظ بنادر وعمدة بلدية المدينة عبد الرحمن عثمان، وقيادات الشرطة والمخابرات، جميع نقاط التفتيش والتقاطعات في العاصمة مقديشو، مساء أول من أمس.
وحث دوعالي الجنود على القيام بواجباتهم بفعالية وحماية المدنيين من ميليشيات الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وكان رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري قد ترأس أول من أمس مؤتمراً في العاصمة مقديشو، يجمع بين حكومته والمجتمع الدولي، حول الأمن العام في البلاد.
ومن المنتظر أن تستضيف العاصمة البلجيكية بروكسل، خلال الأسبوع المقبل، اجتماعاً موسعاً لمناقشة الفترة الزمنية لتولي القوات الصومالية مهام حفظ الأمن والاستقرار عقب انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي «أميصوم».
وستعرض حكومة خيري في المؤتمر ما وصفته وكالة الأنباء الصومالية الرسمية بـ«الاستراتجية العامة» لتولي قوات الجيش الوطني الصومالي مهمة حماية أمن واستقرار البلاد خلفاً لقوات الاتحاد الأفريقي.
وتقاتل حركة الشباب للإطاحة بالحكومة المركزية الصومالية وتطبيق تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية، علماً بأن الحركة فقدت منذ انسحابها من مقديشو في عام 2011 السيطرة على معظم مدن وبلدات الصومال، لكنها لا تزال تحتفظ بوجود قوي في المناطق الواقعة خارج العاصمة، تشن منها عمليات انتحارية وهجمات غالباً ما تستهدف المدينة وقواعد عسكرية صومالية وأجنبية.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.